وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

السفير عقل :مصر دائما مع الشرعية الفلسطينية بالأفعال وليس بالأقوال

نشر بتاريخ: 23/02/2009 ( آخر تحديث: 23/02/2009 الساعة: 23:38 )
أريحا - معا - قال السفير المصري لدى السلطة الوطنية الفلسطينية اشرف عقل أن مصر قدمت أربعين ألف شهيد في معارك الدفاع عن فلسطين و مئة وعشرين ألف شهيد في معارك سيناء .

وأضاف عقل خلال لقاء سياسي دعت إليه حركة فتح واتحاد نقابات عمال فلسطين في محافظة أريحا والأغوار عقد في قاعة مسرح بلدية أريحا مساء اليوم :أن مصر مدركة جيدا ابعادخطورة السياسة الإسرائيلية للتنصل من أعباء وتبعات مسؤوليتها كدولة محتلة لقطاع غزة ، وان محاولات البعض لإجبار مصر على فتح معبر رفح في ظل الانقسام لن تحقق النجاح لأنها ستكرس الانقسام الفلسطيني وتدفع باتجاه ترسيخ الانقلاب الذي قامت به حركة حماس على الشرعية الفلسطينية ، موضحا أن مصر لم تكن طرفا في اتفاق المعابر والذي حدد مسؤولية إداراته من خلال الإدارة العامة لمعابر والحدود في السلطة الوطنية الفلسطينية وإشراف حرس الرئاسة الفلسطينية والمراقبين الدوليين .

وأكد السفير عقل أن عدم رضوخ مصر لدعوات بعض الأطراف العربية وحركة حماس كان سيؤدي إلى إحجام الحكومة المقالة وحركة حماس والتي لديها الوزارات والمؤسسات والشرطة عن التوجه للحوار واعتبار نفسها سلطة أو إمارة قائمة وهذا ما سيعمق الانفصال ويكرس الانقسام ، لذلك قدمنا لحركة حماس وصفة سياسية تجعلها تحظى باحترام الشعب الفلسطيني لكن البعض رفض ذلك>

واضاف عقل قائلا" لكنني أؤكد بان مصر كانت ولازالت مع المقاومة العقلانية الشريفة الواعية والمدركة والتي تتم في إطار وطني وتحترم الأدوار وليدها حسابات واعية للربح والخسارة ، وما جرى في قطاع غزة هو ابادة بشرية وتدمير لكل مقدرات الشعب الفلسطيني ".

وعن الرغبة الإسرائيلية في السلام أضاف السفير عقل أن إسرائيل ليست لديها النية في السلام وان المجتمع الإسرائيلي يميل نحو العنف والتطرف والتعصب وهذا ما عكسته نتائج الانتخابات الأخيرة وان الاحتلال الإسرائيلي هو احتلال تفريغي استئصالي ، وان الهجمة الإسرائيلية على غزة كانت تستهدف كافة مظاهر الحياة والصمود الوطني على الأرض الفلسطينية ، وهذا ما أكدته مؤخرا نوايا الحكومة الإسرائيلية هدم حي البستان في سلوان وهدم خيمة أم كامل الكرد ستة مرات ، وعلى الجميع أن ما في فلسطين هو سلطة سياسية وليست دولة مستقلة وان ما يحكمنا في سياستنا وعلاقاتنا هو الدستور المصري والذي يتضمن بندين أساسيين وهما عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام قدسية حدود الدول بعد الاستقلال ، ومن هذا المنطلق وقفنا ضد احتلال العراق للكويت في عهد الرئيس صدام ورفضنا الاعتراف بشرعية سلطة حماس في غزة بسبب الانقلاب.

وقال السفير المصري ان مصر كانت حريصة على الدوام في عدم الدخول في الحملات الإعلامية رغم أن لديها ماكينة إعلامية ضخمة ، لذلك لم يدرك الذين راهنوا على أن الحرب والعدوان على غزة لن تتوقف بعد يومين كما راهنوا ورفضوا التهدئة ، لذلك فقد كان الرئيس مبارك صاحب الخبرة العسكرية الكبيرة مدرك لهذا التوجه خاصة وان هناك أطرافا حاولت إفشال الدور المصري والذي ترجم عبر الأفعال في مجلس الأمن واجتماع وزراء الخارجية العرب ، وان مصر كانت على الدوام ضد المحاور والمعسكرات وتسعى إلى الوحدة والاستقرار في المنطقة فوقفت في وجه معسكر الممانعة بقيادة إيران والذي حاول أن يلعب بعدة أوراق هامة كورقة الملف النووي الإيراني والملف اللبناني والفلسطيني للتلويح بها أمام الإدارة الأمريكية ليقول لها بان الحل والحوار لن يتم إلا عبر هذا المحور .

وكان محافظ أريحا والأغوار كامل حميد ورئيس بلدية أريحا المحامي حسن صالح رحبا بالسفير المصري لدى السلطة الوطنية الفلسطينية اشرف عقل وأشادوا بالدور الكبير لمصر وقيادتها السياسية في الدفاع عن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية فيما رحب وائل نظيف أمين سر اتحاد نقابات عمال فلسطين فرع أريحا بالسفير والحضور باسم حركة فتح والاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين.

وفي ختام اللقاء رد السفير عقل على جملة من أسئلة الحضور تتعلق بالحوار الوطني الفلسطيني والتهدئة ومصير جلعاد شليط والدور المصري في عملية السلام .