وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جون أشيما ومارتن جيدزي لم نتوقع ان يكون مستوى الكرة بهذا المستوى

نشر بتاريخ: 24/02/2009 ( آخر تحديث: 25/02/2009 الساعة: 17:54 )
الخليل – معا - عبد الفتاح عرار - خلال الدوري الفلسطيني الممتاز دوري الراحل محمود درويش الذي اختتم بنجاح مطلع هذا العام في انجاز غير مسبوق في تاريخ كرة القدم الفلسطينية، شاهدنا ظاهرة انضمام لاعبين أجانب لصفوف بعض الفرق المحلية. وقد بدأت هذه الظاهرة من الخليل حيث عزز الاهلي صفوفه بلاعبين نيجيريين وعلى منواله حذا الشباب وكذلك شباب يطا، وامتدت الظاهرة لتشمل نادي شباب الخضر والعربي بيت صفافا وابوديس. لا شك ان كل اضافة على أي دوري محلي تعطيه نوعا من الاثارة ان لم تكن هذه الاثارة على مستوى الأداء فستكون على مستوى التنافس دون شك سواء بين الفرق أو بين اللاعبين من منطلق التنافس.
لتسليط الضوء على نظرة هؤلاء اللاعبين وعن تجربتهم في الدوري الفلسطيني كان هذا اللقاء الخاص مع لاعبي اهلي الخليل النيجريين جون أشيما ومارتن جيدزي، بداية أعرب اللاعبان عن سعادتهما للعب في الدوري الفلسطيني وقالا انهما لم يتوقعا أن يكون الدوري الفلسطيني بهذا المستوى المتقدم اذ لم يسبق لهما ان سمعا عن كرة القدم الفلسطينية من قبل وكل ما يعرفانه عن فلسطين هو ما تنشره وكالات الأنباء عن الصراع المستديم مع الدولة العبرية. ولكن عندما قدما الى اراضي السلطة الوطنية الفلسطينية وانضما للنادي الاهلي بالخليل تفاجئا بمستوى الدوري ومستوى اللاعبين اذ كانا يتوقعان ان يكون المستوى اقل مما شاهدوه على ارض الواقع. وكان هذا بمثابة التحدي بالنسبة لهما اذ شعرا أن مهمتهما قد تواجه مزيدا من الصعوبة وأيقنا أن عليهما بذل المزيد من الجهد لاثبات ذاتيهما.
مارتن جيدزي ابن التاسعة عشر ربيعا وهو لاعب وسط قال انني سعيد لوجودي هنا واكثر لحظات سعادتي كانت عندما شاهدت مباراة فلسطين والاردن وقد ادركت حينها ان الكرة الفلسطينية تتمتع بمستوى جيد وباستطاعتها المنافسة على الصعيد القاري. اما جون اشيما ابن الرابعة والعشرين فقال تمنيت لو كنت هنا في فلسطين منذ انطلاقة الدوري وهذا الشعور راودني بعد ان شاهدت المستوى الرائع لفرق الدرجة الممتازة وحدة التنافس والاقبال الجماهيري والتفاعل مع الدوري.

المباراة الأجمل لمارتن كانت الاسوأ لجون

لدى سؤالنا مارتن عن أجمل مباراة لعبها مع الاهلي في الدوري قال ان ان مباراة فريقه مع هلال اريحا كانت الاجمل لان الفريق كان متاخرا بهدفين وعاد للمباراة واستطاع احراز التعادل وكان الفريق قاب قوسين او ادنى من الفوز في المباراة. لكن هذه المباراة كانت الاسوأ بالنسبة للحارس جون الذي سارع ضاحكا بمقاطعة زميله ليصف هذه المباراة على انها الاسوأ بالنسبة له لان مرماه تلقى هدفين كانا محبطين بالنسبة له وقال انه كان بامكانه تفادي تلقي مرماه هذين الهدفين رغم انه امتدح اداء لاعبي فريقه في المباراة وخاصة العودة بعد التأخر وكانت هذه المباراة ستكون الاجمل بالنسبة له لو استطاع خلدون الحلمان تسجيل هدف الفوز في اللحظات الاخيرة من المباراة عندما انفرد بالمرمى. اما اسوأ مباراة لمارتن فكانت عندما خسر فريقه بنتيجة ثقيلة في اول مباراة يلعبها امام جبل المكبر. جون من جهته وصف مباراة فريقه امام مركز بلاطة بانها الاجمل بالنسبة له خاصة انه ادى فيها اداءا طيبا وتعرض خلالها للعديد من المضايقات من الجماهير لكن ذلك لم يؤثر على ادائه واستطاع رغم كل الظروف المحيطة ان يحافظ على شباكه نظيفة لتبلغ سعادته ذروتها مع صافرة النهاية وتثبيت فوز فريقه.

الافريقيان معجبان بمركز طولكرم وجبل المكبر

ولدى سؤالي لهما عن افضل الفرق المحلية قال مارتن انه اعجب بطريق اداء السمران في مركز طولكرم وقال انهم يلعبون كرة جميلة يستمتع بها الحضور وتابع بالاعراب عن اعجابه بفريق جبل المكبر حيث قال بالحرف الواحد " لديهم رغبة قوية بالفوز يا صديقي" وعن اللاعبين فقد لفت اداء لاعب اسلامي بيت لحم رؤوف الصغير انظار مارتن وقال انه اعجب بطريقه تحركه في الملعب كما ابدى اعجابه ايضا بحارس مرمى شباب الخليل محمد ابو رومي. اما الحارس جون فأعجبته الروح التي يؤدي بها لاعبو جبل المكبر واشاد بجمال كرة السمران ولفت انظاره لاعب مركز شباب عسكر هاني حسكور.

مارتن ينتقد قلة التزام اللاعبين وجون يشكو قلة التدريبات

تذمر مارتن من عدم التزام اللاعب الفلسطيني بشكل عام بالتدريبات واستغرب كيف يلعب اللاعب مباراة بدون أي تدريب وهذا ما شاهده في فريقه الاهلي خلال الدوري حيث كان بعض اللاعبين يلعبون دون حضور أي تدريب مع الفريق. ورغم عدم رضاه عن هذه الظاهرة التي وصفها بالغريبة الا انه قال ان اللاعب الفلسطيني مظلوم فعليه ان يشتغل ساعات طويلة ومن ثم الحضور للتدريب وهذا ايضا يشكل اجهادا وارهاقا للاعب وطالب المؤسسات والاندية والاتحاد بضرورة تأمين دخل مادي للاعب ليتمكن من القيام بواجباته وليرفع من مستواها حيث قال ان البنية الجسدية للاعب الفلسطيني تؤهله لأن يكون لاعبا محترفا لو تم تفريغه لممارسة اللعبة كما يجري في بقية دول العالم. كما ان اللاعب الفلسطيني بحاجة الى نوع من الدعم المعنوي وخاصة من الجماهير والمؤسسات المحلية وادارات الاندية التي يتركز اهتمامها على اللاعب فقط في اثناء الاستحقاقات وبعد انتهاء الاستحقاق يتم تجاهل اللاعب ويقل الاهتمام به وبمشاكله. واختتم حديثه بالقول يجب ان يمارس اللاعب الفلسطيني كرة القدم كمهنة. اما جون فلم يختلف كثيرا عن زميله واضاف بأن عدد التدريبات قليل ولا يوجد هناك تدريبات صباحية في الاندية كما انتقد عدم اهتمام المدربين بالمباراة التي تنتهي حيث شدد على ضرورة تسجيل المباراة وتحليلها من المدرب لبيان اخطاء اللاعبين ومعالجتها.

الحكام مقنعون والمدربون تقليديون

وفي الحديث عن الحكام افاد اللاعبان ان الحكام يبذلون قصارى جهدهم ويحتاجون لمزيد من العمل وانتقد العبان عدم تطبيق قاعدة اللعب النظيف لدى بعض الحكام. وهنا تطرق الحارس جون لمباراة فريقه الاهلي مع يطا خلال دوري المرحوم محمود درويش. اما مارتن فقال ايضا ان طاقم الحكام الموجود يستطيع قيادة الدوري وليس هناك حاجة لاستقدام حكام جدد. وعند سؤالنا عما اذا لمس فرقا بين الحكم الفلسطيني والحكام الاردنيون قال مارتن هناك فرق بسيط ويمكن تقليصه باقامة بعض دورات الصقل.
اما بالنسبة للمدربين فقال مارتن ان المدرب الفلسطيني جيد ولكنه انتقد الاسلوب التقليدي الذي ينتهجه غالبية المدربين المحليين ووصفهم بانهم يستعجلون وليس لديهم صبر كفاية على اللاعب فهم يريدونه من اول مباراة ان يكون نجما والا من الممكن ان يسقطوه من حساباتهم. واضاف بان التدريبات مكررة ولا يوجد تجديد فيها كما لا يتم تحليل المباريات ومعالجة الاخطاء. جون قال فقط عدد قليل من الاندية لديه مدربين لحراس المرمى وبقية الاندية تعتبر حارس المرمى كأي لاعب اخر في الفريق وهذا غير صحيح اذ ان حارس المرمى يحتاج لتدريبات خاصة لا يخضع لها بقية اللاعبين وهذا ما لم اشاهده الا في عدد قليل من الاندية.

لون بشرتنا سبب ازعاجا لنا

قال مارتن ان الشعب الفلسطيني شعب كريم ومضياف ونلقى احتراما فائقا في النادي الاهلي ومدينة الخليل ولننا نواجه مشاكلا من بعض الصبية اثناء سيرنا في الشارع وعزى ذلك للون بشرتهم السمراء وقال بعض التصرفات تزعجنا وتسبب لنا الاهانة ولكننا دوما لا نتعاطى مع مثل هؤلاء ونعلم انهم لا يمثلون الا انفسهم فنحن على المستوى الرسمي والرياضي نلقى استقبالا وتفاعلا يسعدنا وجعلنا نجدد عقودنا للبقاء واللعب هنا. واختتم مارتن حديثه قائلا انني هنا للعب مع اهلي الخليل للصعود مجددا لدوري الاضواء ولكني اذا شعرت ان هذا ليس هدف جميع اللاعبين فلن استمر في اللعب في النادي لان لدي طموح وانا احب النجاح ونجاحي يكون بنجاح لاعبي الفريق الذي العب له وكل ما اتمناه ان نستطيع تقديم مستوى طيب في الموسم القادم والصعود مجددا وهذا لن يكون الا بتكافل كل الجهود اللاعب والاداري والمشجع وبدعم من مؤسسات المدينة واهاليها.