سلطة المياه:عودة تدفق مياه نبع العوجا تحيي الأمل من جديد

رام الله-معا- أعلنت سلطة المياه الفلسطينية أن المياه التي انقطعت عن نبع العوجا منذ زمن، عادت من جديد لتدفق وتحيي الأمل مجددا لأهالي المنطقة، لتجري مياهها عبر القناة الرئيسية الممتدة من الجهة الغربية لقرية العوجا، إلى الجهة الشرقية منها، وبمعدل تدفق وصل إلى 670 متر مكعب في الساعة .

وساعدت الأمطار التي هطلت مؤخراً على الضفة الغربية بتدفق مياه هذا النبع الهام، بعد جفاف امتد لأكثر من 6 أشهر عانت منه منطقة العوجا وسكانها الأمرين نظراً لاعتمادهم على مياه هذا النبع بشكل رئيسي في ري أراضيهم الزراعية، وسقي المواشي. هذا وتتميز نوعية مياه نبع العوجا تاريخياً بأنها جيدة نظرا لانخفاض نسبة الأملاح الذائبة بها، والتي تصل بمعدلاتها إلى 288 مليغرام/لتر، ويقدر معدل التصريف السنوي العام لهذا النبع بحوالي 9 مليون متر مكعب. هذا وتتأثر مياه نبع العوجا بعدة عوامل منها ما يتعلق بالمناخ و منها ما يتعلق بالنشاط الإنساني, فمن خلال مراجعة المعلومات السنوية المتوفرة لمعدل الأمطار الساقطة على الحوض المائي السطحي لنبع العوجا و مقارنته مع معدل التصريف السنوي للنبع، فقد تبين أن معدل التصريف للنبع قد تأثر بشكل مباشر بمعدل الأمطار الساقطة لنفس السنة، مما يؤكد اعتماد تصريف الينبوع بالدرجة الأولى على كمية الأمطار الساقطة على هذا الحوض. بالإضافة إلى ذلك، فان وجود عدة أبار إسرائيلية تم حفرها بعد عام 1967 تخترق الخزان الذي يغذي نبع العوجا وتضخ ما معدله سنويا 3.43 مليون متر مكعب له أثره السلبي على النبع حيث تبين من خلال مراجعة معدل التصريف الشهري للنبع وكميات الضخ السنوية للآبار الإسرائيلية جفاف النبع لعدة اشهر متتالية خلال السنة الواحدة بعد عام 1978 أي بعد تشغيل الآبار الإسرائيلية في أعوام 1976 و 1978 .

وتشير المعطيات التاريخية للنبع أنه لم تسجل أية حالة جفاف للنبع قبل عام 1978 رغم وجود سنوات سجل فيها انخفاض ملحوظ في معدل الأمطار. من خلال هذه المعطيات, فان إمكانية تطوير نبع العوجا يتوقف على عدة عوامل منها سياسية واقتصادية تتمثل بانتهاء الاحتلال و نقل صلاحية الآبار الإسرائيلية المجاورة للجانب الفلسطيني حيث يمكن التحكم بمعدلات الضخ بما لا يؤثر سلبيا على النبع, وإنشاء المشاريع التطويرية بلا قيود.

وفي هذا السياق، تحاول سلطة المياه الفلسطينية جاهدةً وبالتعاون مع كافة الجهات المختصة بعمل برامج تطويرية بهدف إعادة تأهيل لنبع العوجا, حيث يشمل هذا البرنامج على تنظيف مصدر النبع وإنشاء سياج حماية حوله لحمايته من أي مصدر تلوث حيواني أو إنساني، وإعادة تأهيل القناة الرئيسية الممتدة من مصدر النبع وحتى حوالي 9 كم إلى الشرق لتقليل التسرب والفاقد الكبير الحاصل، وذلك باستبدال بعض مقاطع القناة المفتوحة بقناة مغلقة. أما بالنسبة لمشاريع التطوير المستقبلية والتي يحتاج تنفيذها إلى كلفة عالية نسبيا فتشمل على بناء برك تجميعية وذلك بهدف استخدامها في تغذية الخزانات المائية الجوفية المجاورة للنبع كما هو الحال بالنسبة للخزان الجوفي المتكون من الترسبات الحديثة والذي يقع في أقصى الجهة الشرقية من نبع العوجا وفي أسفل مجراه, بالإضافة إلى استخدام هذه المياه لري مناطق زراعية اكبر واشمل من المناطق الحالية.