وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اجماع بالقاهرة على طي صفحة الانقسام و6 لجان لبحث قضايا الخلاف

نشر بتاريخ: 26/02/2009 ( آخر تحديث: 27/02/2009 الساعة: 10:26 )
القاهرة- معا- اجمع الامناء العامون للفصائل الفلسطينية المشاركة في الحوار الوطني الذي انطلقت اولى جلساته في القاهرة برعاية مصرية صباح اليوم على "طي صفحة مؤلمة من الانقسام طيلة عشرين شهرا " وسط اجواء ايجابية خيمت على جلسة الحوار مشيرين الى ان 6 لجان ستبدا اعمالها في العاشر من اذار المقبل لتقدم استخلاصاتها في العشرين منه حول مجمل قضايا الخلاف القائمة.

فقد قال احمد قريع رئيس وفد فتح وموسى ابو مرزوق رئيس وفد حماس الى حوار القاهرة في مؤتمر صحفي مسترك انه تم التوصل الى تشكيل حكومة توافق وطني تضطلع بمهام انتقالية لحين تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية حتى كانون اول من العام القادم.

واضاف أن المجتمعين اتفقوا على تشكيل ست لجان تنبثق عن المؤتمر بما فيها لجنة الحكومة ولجنة مراقبة مشكلة من مصر والجامعة العربية والفصائل وأن يبدأ عمل اللجان في العاشر من مارس/آذار على ان تنجز أعمالها قبل نهاية مارس/آذار المقبل.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي شارك فيه الامناء العامون للفصائل الفلسطينة المتحاورة بالقاهرة.

وقال قريع ان حكومة التوافق سيتم التشاور حولها مع كل فصائل العمل الوطني وقد تكون حكومة تكنوقراط او حكومة فصائل وكفاءات او حكومة وحدة وطنية تتولى مهام تنفيذ البرامج التي تقرها اللجان التحضيرية حيث سيكون بين يدي تلك الحكومة ملف الانتخابات وملف اعادة الاعمار وسير العمل اليومي وتوحيد المؤسسات التي اصيبت بالضرر جراء الانقسام.

واضاف قريع ان اللجان ستعمل بشكل متوازن عبر اجتماعات منفصلة لفترة زمنية محددة.

وتابع قائلا": ان الدور المصري لن يترك المتحاورين حتى يصل القطار الى محطته النهائية بسلام".

اما موسى ابو مرزوق فقد تطرق الى ملف اعمار غزة وذلك مشيرا الى ان هذا الملف سيحتاج كل الدعم من الجميع من خلال دعم خارجي ودعم مقدم بشكل مباشر للناس .

وتطرق ابو مرزوق الى مسالة المعابر, بالقول ان مصر ستعمل على حل مشكلة المعابر مع اسرائيل لاسيما معبر رفح وفق صيغة جديدة للمعبر.

وفيما يتعلق بملف الاجهزة الامنية,قال ابو مرزق انه سيتم اعادة هيكلة الاجهة لخدمة الوطن وليس لمصالح الاحزاب مشيرا الى ان عقوبات سيتعرض لها اي فرد امن يعمل لصالح حزبه .

وقال الدكتور مصطفى البرغوثي امين عام المبادرة الوطنية ان جميع القوى الوطنية ستتصدى مجتمعة لاي عدوان اسرائيلي على الشعب الفلسطيني .

من جهته قال بسام الصالحي الامين العام لحزب الشعب ان الفصائل بدات من مرحلة الصراع على السلطة الى الحوار .

واضاف" انه في العشرين من الشهر القادم سيكون هناك خلاصات لعمل اللجان وبضمانات مصرية."

اما عبد الرحيم ملوح ناب امين عام الجبهة الشعبية, فقال ان الانقسام قد غذى المشروع الاسرائيلي وان الوحدة هي الخيار الوحيد للشعب الفلسطيني.

اما سمير غوشة امين عام جبهة النضال فقال ان اللجان ستدرس في 10 اذار كل الخيارات حيث ان هناك 3 خيارات اما حكومة وحدة وطنية او حكومة تضم ممثلي الفصائل والشخصيات والكفاءات او حكومة تكنوقراط والمفترض ان تقدم تصورها بعد 10 اذار.

اما طلال ناجي نائب امين عام الجبهة الشعبية القيادة العامة فقال ان الاجتماع مؤشر ايجابي وان ياتي الخير متاخرا خير من ان لا ياتي.

واضاف" ان الصمود البطولي لاهل غزة هيأ المناخات المناسبة لعقد هذا اللقاء.

واشاد ناجي بالدور المصري في راب الصدع وتقريب وجهات النظر مؤكدا متابعة العمل لاستعادة الوحدة الوطنية.

من ناحيته قال زياد النخالة نائب امين عام الجهاد الاسلامي ان لقاءات اليوم هي اختراق لجدار كبير امام الفصائل وانها بداية جيدة لحل المشاكل الفلسطينية مشيرا الى ان الطريق ليس قصيرا غير مستبعد وجود عثرات في الطريق لكنه اكد ان الارادة ستطوي جميع العقبات.

وقال ان حركته ستدفع باتجاه المصالحة وحماية الانجاز وعدم استبعاد احد للمساهمة في حل المشاكل .

وقال صالح رافت الامين العام للاتحاد والديمقراطي فدا لقد قطعنا الخطوة الاولى باتجاه الوحدة وانهاء عمل اللجان بروح التوافق التي سادت الاجتماع.

ودعا واصل ابو يوسف من جبهة التحرير العربية الى مراجعة جدية للوضع الفلسطيني في ضوء استمرار الاحتلال وبناء الجدار والاستيطان وهي تاتي في السياق استراتيجية وطنية وصولا لاقامة الدولة.

نص البيان الختامي حيث اتفق المجتمعون على:

أولا : تثمين الدور المصري على مثابرته ورعايته ودعوته للحوار الوطني الفلسطيني.

ثانيا: التأكيد على انطلاق هذا الحوار تعنى أن شعبنا قد طوى صفحة مؤلمة جسدها الانقسام الذي عانى منه الجميع وبدأت مسيرة التوافق والوحدة الوطنية الراسخة.

ثالثا: تشكيل لجان الحوار الخمس التالية:

1. لجنة الحكومة بهدف الوصول إلى تشكيل حكومة توافق وطني.

2. لجنة الأمن بما يكفل بناء الأجهزة الأمنية على أسس مهنية غير فصائلية.

3. لجنة منظمة التحرير الفلسطينية بهدف تطوير وتفعيل وإعادة بناء مؤسساتها وفقا لإعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني.

4. لجنة الانتخابات بهدف إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بما لا يتجاوز موعدها المحدد في القانون.

5. لجنة المصالحات الوطنية، بما يرسخ ثقافة التسامح والديمقراطية وقيم الاحترام المتبادل وتحريم الاقتتال الداخلي.

رابعا : تشكيل لجنة التوجيه العليا.

وفى كل هذه اللجان فقد تم تسمية ممثلي الفصائل والشخصيات الوطنية المستقلة، كما تم التفاهم على الإطار العام لمهمات وآليات عملها، والاتفاق على أن يبدأ عمل اللجان كافة يوم العاشر من مارس / آذار القادم، على أن تنجز أعمالها قبل نهاية مارس / آذار 2009.

خامسا: الشروع بالإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، ووقف كل أشكال الملاحقة والانتهاك للحقوق والحريات الديمقراطية.

كما اتفق الجميع على وقف الحملات الإعلامية المتبادلة ومتابعة كل ذلك وفقا لآليات تم الاتفاق عليها.

وكان النائب د. مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية قال في حديث خاص لـ "معا"، إن الفصائل أنهت اجتماعها الاول بتوافق كامل على تشكيل اللجان والتي من المفترض أن تبدأ اعمالها في العاشر من آذار.

ودعا رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان في كلمته الافتتاحية لمؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني الشامل في القاهرة اليوم كافة الفصائل الفلسطينية الى اتخاذ قراراتها بشكل مستقل والابتعاد عن التوازنات الاقليمية، مؤكدا ان مصر على استعداد لاستضافة اللجان الخمس التي ستنبثق عن المؤتمر.

وطالب سليمان جميع أبناء الفصائل الفلسطينية والسلطة، بتنحية الخلافات جانبًا، والبعد عن التجاذبات الإقليمية، والعمل سويا لإنهاء حالة الانقسام، مشيرًا إلى أن الاجتماع في القاهرة يأتي في ظروف استثنائية تشهدها المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الآمال تتزايد عما سيسفر عنه الاجتماع قائلاً: "إن نتائجه ستكون علامة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني، وبارقة الأمل التي تنقل الواقع الفلسطيني إلى آفاق جديدة".

واضاف ان الهدف الرئيسي للحوار الوطني الفلسطيني هو "انهاء الانقسام وهو امر ليس صعبا او مستحيلا فكل ما يتطلبه ان نخلص النوايا"، موضحا أنه سيتم تشكيل خمس لجان لبحث إعادة بناء الأجهزة الأمنية، والانتخابات، والمصالحة الوطنية، وتحديث منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة إعمار غزة، على أن تبدأ عملها في الثامن من مارس.

وكان إسماعيل رضوان، القيادي في حركة حماس اشار إلى أن الإفراج عن المعتقلين السياسيين يجب أن يتم بأسرع وقت ممكن حتى يكتب النجاح للحوار، مشدداً على ضرورة إعادة فتح كافة المؤسسات التعليمية والخيرية والصحية والإعلامية التي أغلقتها الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية.

كما كان عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية أحد اعضاء الوفد الفتحاوي المشارك في الحوار بالقاهرة قال أن مهمة لجنة الحكومة ستتلخص في تحديد شكل هذه الحكومة والمهمات المطلوبة منها، مؤكداً أنها ستكون حكومة انتقالية.

وبخصوص اللجنة الأمنية أوضح الأحمد أنها ستقوم ببناء الأجهزة الأمنية على أسس مهنية بعيداً عن الانتماءات الحزبية والسياسية كما في أي دولة في العالم، فيما ستتولى لجنة الإنتخابات تحديد موعد لانتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة، وبحث قانون الإنتخابات التي بموجبه ستجرى تلك الانتخابات.

وفيما يتعلق بلجنة منظمة التحرير الفلسطينية فقد أكد الأحمد أن مهمتها تنفيذ ما جاء في برنامج إعلان القاهرة 2005، لإعادة تفعيل منظمة التحرير وإصلاح مؤسساتها، اما لجنة المصالحة فمهمتها معالجة ذيول الاقتتال والانقسام الذي جرى على مدى عامين من الانقسام.

من جانبه أوضح إسماعيل رضوان أن كل الفصائل الفلسطينية شتشارك في لجنة منظمة التحرير لإعادة صياغة المنظمة وفق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة عام 2005.

وحول باقي مهام اللجان أشار رضوان إلى أن لجنة الحكومة ستشرف على تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها الفصائل الفلسطينية على اساس القبول الوطني وليس الدولي، على أن تحافظ هذه الحكومة على الثوابت الفلسطينية وتحمي المقاومة.

وأضاف أن لجنة الأمن ستكون مهمتها وضع الأسس والمعايير التي سيتم وفقها إعادة بناء الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسيشارك فيها بعض الخبراء العرب، أما لجنة الانتخابات سوف يوكل لها ما يتم التوافق عليه بشأن موضوع الانتخابات وبشكل خاص الانتخابات التشريعية والرئاسية، ولجنة المصالحة ستقوم بمعالجة كافة تداعيات "الانقسام" على الساحة الفلسطينية وآثار هذا "الانقسام" وتحقيق المصالحة الوطنية و"الشعبية"، ولجنة التسيير، وهي لجنة عربية سيتم تشكيلها من الجامعة العربية لرعاية الحوار وحل الإشكاليات التي قد تواجه المصالحة.