|
الحكم ابو مرخية وبيت لقيا**بقلم :عبد الفتاح عرار
نشر بتاريخ: 27/02/2009 ( آخر تحديث: 27/02/2009 الساعة: 15:26 )
الخليل - معا - لم اتعود ان اجامل احدا ولا ارغب الا بنقل الحقائق كما اراها وكما يراها كثيرون لكنهم يبقون صامتين. استفزني ما رايته في استاد بلدية الخضر اثناء لقاء اسلامي قلقيلية وبيت لقيا ضمن منافسات المربع المؤهل للمتازة ب والذي قاده باقتدار الدولي السايق رافع ابو مرخية. لقد كنت في الملعب وشاهدت المباراة وشاهدت اداء ابو مرخية وطاقمه المكون من ابراهيم الطويل ورامي شاهين وخالد الشلودي.
وحقيقة الامر ان الطاقم قاد المباراة بكل كفاءة ولم تكن لديهم اخطاء. ليس هذا ما اود الاشارة اليه وانما ما رافق المباراة وبعد نهايتها من سلوك بعيد كل البعد عن الاخلاق الرياضية والذي يعود لغياب الثقافة الرياضية. فالحكم ابو مرخية اصبح الجاني وقد تعرض للعديد من الاستفزازات من اللاعبين داخل الملعب ليس لانه اخطىء في اتخاذ قرار، بل لانه اوقف المباراة لعلاج لاعب تلقى ضربة عند خط التماس الذي كنا نقف عنده وهي اصابة تستحق ايقاف المباراة لنسمع باذننا ذاك اللاعب الذي لا يتجاوز عمره سنوات التحكيم التي قضاها ابو مرخية في الملاعب يوجه له بعض العبارات التي لا يجب ان يتلفظ بها لاعب ناشىء في محاولة لاستفزاز الحكم ليفقد السيطرة على المباراة. لكن خبرة ابو مرخية فوتت الفرصة على هذا اللاعب وما كان من الحكم الا ان بقي صامتا وواصل مراقبته لعلاج اللاعب المصاب. انتهت المباراة وهنا حصل ما يحصل في كثير من ملاعبنا فما كان من ذلك اللاعب الذي يعتبر نجم فريقه الا ان توجه للحكم وقال له بالحرف الواحد " كم دفعوا لك" فهل يعقل هذا يا سادة ا نياتي لاعب لم يتجاوز عمره سنوات خدمة هذا الحكم الذي شرف فلسطين في العديد من المحافل ليتهمه بالمرتشي وانا هنا وجهت اللوم "لابي رسل" فحتى بعد نهاية المباراة كنت اتمنى ان يشهر له البطاقة الحمراء ويلحقها بتقرير يؤول لحرمان امثال هؤلاء الذين يتجاوزون كل الخطوط الحمراء من دخول الملاعب لان الاخلاق اهم من الاداء. ولكن كيف تجرأ هذا اللاعب وغيره من اللاعبين على توجيه الكلمات والشتائم للحكام؟ ببساطة لانه وبعد نهاية المباراة توجه المدرب والاداريون وقاموا بتوجيه اللوم للحكم وحتى للاتحاد وقد كنت قريبا منهم وسمعتهم جميعا فما كان من اللاعبين الا ان يندفعوا كجيش نحو الحكام ليبدأ كل منهم بتوجيه اللوم والشتائم للحكام الذين بقوا صامتين ولم يردوا على أي منهم. لماذا يا سادة ؟ الى متى لسيبقى الحكم الشماعة التي نعلق عليها اخفاقنا؟ لقد كنا هناك وشاهدنا المباراة التي سجل فيها خمسة اهداف صحيحة لا غبار عليها. وقد تقدم اللقيويون ولم يستطيعوا ان يحافظوا على تقدمهم ولم يكن الحكم الحكم السبب في ذلك لنصب جام غضبنا عليه لان الخصم كان افضل ولعب واستحق الفوز وهذه هي الحقيقة. واذا كانت الحالة كذلك فما يجب علينا سوى ان نتحلى بالروح الرياضية ونتقبل الهزيمة ونستعد للتعويض في المباريات القادمة عبر معالجة اخطائنا وليس ان نحمل الهزيمة لحكم ونتهمه بتلقي رشوة وهنا فانا لا اعلم اذا كان المدرب يدرب لاعبيه على الاداء في الملعب ام يدربهم على ان يكونوا حكاما يتوجهون للحكم لمناقشته والاحتجاج مع كل صافرة. اخيرا ان الحكم بشر وقد يخطىء وان لم يفعلها في هذه المباراة، لكن الاخلاق والروح الرياضية تحتم علينا ان نتحلى بالاخلاق ونتقبل القرارات وان نركز في الملعب وهنا لا بد على الاتحاد ان يعيد صياغة لائحة العقوبات بحق كل من يعتدي على أي حكم وبأي طريقة ولا نكتفي بفرض عقوبة مائة دينار والايقاف لمبارتين. وقبل ان اختم حديثي لا بد من التذكير اننا نشاهد العديد من الدوريات في الوطن العربي والعالم ونشاهد اخطاء الحكام ونشاهد ردود الفعل. واذا ما قارنا ذلك بما يحدث في ملاعبنا فانني اقولها بصوت عال ان حكامنا بخير ولهم القدرة على ادارة البطولات المحلية وانجاحها، ولكن علينا ان نقف الى جانبهم ونساندهم لا ان يبقوا الضحية الاولى لكل لاعب او فريق او مدرب يخفق فتوجيه جنحة الرشوة لحكم هي جريمة ويحق للحكم مقاضاة من وجه له هذا الاتهام. كل التحية لحكام الساحة الذين شاركوا في صناعة مجد الكرة الفلسطينية ويساهمون في النهضة الكروية المحلية من عبد القادر عيد ووليد الصالحي وابراهيم الغروف وطارق النقيب ورافع ابو مرخية وميشال حنانيا ويونس الشويكي وعاصي وجبريل والحوتري وكل الحكام المساعدين والمراقبين وكل التحية ايضا لدائرة الحكام في اتحاد الكرة التي تبذل الجهد لصقل وتطوير الحكم الفلسطيني. |