وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"منتجع الوادي" احد مشاريع غزة الترفيهية قضت عليها الحرب

نشر بتاريخ: 05/03/2009 ( آخر تحديث: 05/03/2009 الساعة: 15:27 )
غزة- معا- من مدينة الأشباح إلى حدائق الحيوان إلى مدن الملاهي، كلها مشاريع ترفيهية كان لا بد أن تنعم بها غزة ومواطنوها منذ زمن بعيد، إلا أن أوضاع غزة والحرب الأخيرة عليها جعلت هذه المشاريع حبراً على ورق أو انها بالفعل دمرتها بعد أن قامت قائمتها.

الكثير من هذه المشاريع الترفيهية أغلقت أبوابها بوجه المواطنين الذين يقبلون عليها بالإجازات السنوية أو المناسبات الدينية والوطنية أثناء الحصار على قطاع غزة، أما المتبقي منها فقد أغلقته الحرب وأوصدت عليه بابا بعد أن دمرته وجعلت منه ركاما وأثرا بعد عين.

منتجع الوادي هو أحد هذه المشاريع الذي استطاع أن يرى النور بعد إنشائه ولكنه وئد قبل أن يبدأ باستقبال جمهوره من المتنزهين والباحثين عن الاستجمام واللهو بغزة، وبفعل الحرب على القطاع تكبد صاحبه خسائر طائلة بعد ان دمرت طائرات الاحتلال مباني المنتجع ومرافقه الترفيهية وقضت على آماله بمشروع تجاري ترفيهي نادر بالقطاع يخدم أهله ويرفه عنهم بعض متاعبهم ومعاناتهم.

ويعد المشروع من أكبر المشاريع الترفيهية في قطاع غزة نظرا لندرتها، حيث يقع على طريق صلاح الدين، كلف بناؤه حوالي مليون دولار من بنية تحتية وأربعة مبان بالإضافة إلى مزروعات من نخيل وورود وطرق، بدأ بناؤه في عام 2006 وتوقف في عام 2007 بسبب سياسية الحصار التي اتبعتها إسرائيل في قطاع غزة، ما جعل دخول المواد الأساسية للبناء ممنوعة والذي حال دون اكتمال المشروع.

صاحب المشروع ومنفذه الرئيسي سامح الريس (55 عاماً) أصيب بصدمة كبيرة جراء ما أحدثته آلة الحرب الإسرائيلية من دمار وتخريب في المنتجع في الحرب الأخيرة على غزة، والتي قضت على كل المباني والمزروعات والبنية التحتية، ما أدى إلى خسارة قدَّرها بالمليون دولار وهي القيمة التي كلفته في بنائه.

إلا أنه رغم ذلك يأمل أن تتحسن الأوضاع وتتوفر السيولة اللازمة حتى يتم إعادة بنائه مع تصميمه على عدم اليأس وهو ذات الأمل الذي يحذوه في كل مرة يتم فيها تجريف مكان مشروعه حيث تعرض المكان لعدة مرات تجريف قامت بها آليات الاحتلال وقد حالت دون بنائه في المرات السابقة.

الريس قال إنه كان يضع أحلاما كبيرة بمخيلته في حال نجح مشروعه الترفيهي عدا عن أن مشروعه كان من المفترض ان يوفر فرصة عمل لحوالي مائتي عامل كانوا دوما يترددون على المكان ويسألون عن موعد بدء العمل مما يعني توفير لقمة العيش لعشرات الأسر الغزية لا سيما في ظل تردي الوضع الاقتصادي العام وإغلاق معظم مصادر الدخل المحلي من مصانع وورش مما أفرز عدد كبير من الايدي العاطلة عن العمل.

ومن الذين علقوا آمالهم على المنتجع شادي الريس ( 30 عاماً ) والذي كان بجوارعمه يداً بيد في بناء كل حجر وكل نبته في،, واصفاً المنتجع بأنه إمبراطوريته الخاصة التي كان من خلالها يضع تخيلاته حول عمله بعد انتهائه وكيف سيلهو الزبائن من كبار وأطفال ولكنه حين رأى ما آل اليه حلمه الكبير من خراب بدأ بالبكاء.

شادي يبحث اليوم عن مكان يهاجر إليه ليجد مصدر رزق يمكنه من بناء أسرة والعيش بكرامة وهو أمر لطالما حاربه بين أقرانه قائلاً إن تراب الوطن أغلى من أن يفرط به أحد أو يهاجر منه لمكان آخر.