وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المبعد مازن حسين هل ينجز رسالة الدكتوراة بغزة أم جنين؟

نشر بتاريخ: 05/03/2009 ( آخر تحديث: 06/03/2009 الساعة: 09:06 )
غزة-خاص معا- يبدو هذا الشاب الذي اكتسب لونا من شواطئ غزة وحربها الأخيرة، قادراً على تخطيط مستقبله رغم أن محنة الإبعاد التي يعانيها مع بعض رفاقه تكاد تنهي عامها السابع على التوالي.

هذا الإبعاد عن مسقط رأسه جنين، ومكان عمله بيت لحم إلى غزة الساحلية في العام 2002 لم يشكل لديه رادعا عن التقدم بالمجال البحثي والالتحاق بالدراسة الجامعية في العام 2005 بعد ان ترك مقاعد الدراسة لثمان سنوات منذ إنهاء البكالوريوس بالجامعة الأردنية بالعام 1995، تلاشت هذه السنوات الثماني مع قوة إرادة وإصرار، وكذلك تفرغ تام خال من الأهل، ولم يتوج رغم سنيه الخمسة والثلاثين بعلاقة زواج أو ارتباط من أي نوع، أي أنه وجد نفسه متفرغا ومصرا على معرفة مكنونات النفس البشرية التي تتحكم بقادة الاحتلال وتجعل منهم سافكي دماء ومجرمين.

وكالة "معا " التقت المبعد مازن طاهر حسين حسين "35" عاما بغزة بعد ان أنجز دراسة الماجستير هي الأولى من نوعها في "الفكر الصهيوني" من حيث التركيبة السيكولوجية والتي خصصها لدراسة بروتوكولات "حكماء صهيون" بعد إنجازه دبلوما بعلم النفس بجامعة الاقصى بغزة بالتعاون مع جامعة عين شمس بالقاهرة.

وقال حسين ان ما دفعه لدراسته تلك هي مجال تخصصه اولا، ثم معاناته الخاصة جراء محنة إبعاده عن جنين، وثالثا وقبل كل شيء معاناة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية من ممارسات دولة الاحتلال، التي أكد ان البروتوكولات هي من اضفى عليها سمات "العنصرية الانعزالية والعدوانية التسلطية والكذب والافتراء والشمشونية"، واخيرا الانفصامية وهي سمات أفرزت مؤشرات سلوكية غاية بالخطورة كالعنف والارهاب والقتل ورفض الآخر وهذه السلوكيات تتضح بتعامل الاحتلال مع الشعب الفلسطيني .

ويهدي حسين نجاحه الذي حققه بدراسته لشعبه الفلسطيني ولعائلته التي يرفض الاحتلال على مدار السنوات السبع منحها تصريح زيارة لابنها في غزة، وكذلك للمشرفين على بحثه من غزة د. محمود الاستاذ ود. أنور البنا وللمشرف من جامعة عين شمس د. محمد ابراهيم عيد، الذين قال انهم اسهموا اسهامات قوية في دراسته، ومؤكدا ان الدراسة جاءت بالشراكة معهم وليست نتيجة جهده الذاتي فقط.

ولأن حسين المبعد الذي قارب عمره على منتصف العقد الرابع يحلم بالاستقرار فإنه لا يستطيع اتخاذ قرار بالارتباط ما بقي مبعدا لأنه كما يقول يريد استقرار لنفسه ولأسرته التي سيكونها ويؤكد انه كما باقي المبعدين بغزة يعيشون حالة ترقب مستمر وهم لا يعلمون ما الذي يخفيه المستقبل ولذلك فإن أحلام وآمال ومخططات البعض معلقة حتى يستقر بهم المكان.

يأمل حسين أن ينجز بعد وقت ليس بالطويل دراسة للدكتوراة وهو لا يعلم إن كانت ستتم في مكان الإبعاد غزة أم في بلده الأم جنين، أم في مكان آخر لا يعلمه.