وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني تنهي استعداداتها لعقد مؤتمرها العاشر

نشر بتاريخ: 05/03/2009 ( آخر تحديث: 05/03/2009 الساعة: 18:52 )
البيرة-معا- أكد د. يونس الخطيب، رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم الخميس، أن الجمعية انهت استعدادتها لعقد مؤتمرها العام العاشر، في الفترة من 7-9 من الشهر الجاري في مدينة رام الله.

وأشار، خلال حديث صحفي، إلى أنه تم انهاء كافة التحضيرات لعقد المؤتمر، الذي يتزامن مع الذكرى الأربعين لتأسيس الجمعية، ومع الذكرى الـ 150 لتأسيس الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.

الضيوف والفعاليات
وعن ضيوف المؤتمر، أكد الخطيب، أن المؤتمر سيستضيف شخصيات ومؤسسات في مجالات مختلفة، شاركوا الجمعية في العديد من محطات عملها الإنساني على مدار الأربعين عاما الماضية، سواء على الصعيد المحلي، أو على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وأضاف: " سيشاركنا في هذا المؤتمر عدد كبير من المؤسسات الدولية، والعربية والمحلية، وبخاصة اللجنة الدولية للصيب الأحمر، والاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، ووكالة الغوث، والعديد من جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وعدد من المؤسسات الفلسطينية، الحكومية وغير الحكومية".

ولفت الخطيب إلى أن المؤتمر وفعاليات الاحتفال بالذكرى الأربعين لتأسيس الجمعية، والـ 150 لتأسيس الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، ستفتتح بحفل سيقام يوم السابع من الشهر الجاري في قصر رام الله الثقافي، تحت رعاية الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.

وأفاد أن المؤتمر سيباشر أعماله في يومي الثامن والتاسع من الشهر الجاري، في المقر العام للجمعية في مدينة البيرة، بمشاركة حشد من الشخصيات، على رأسهم رئيس الوزراء د. سلام فياض، ونائب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر كرستين بيرلي، ونائب رئيس الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر تداتيرو كوني.

وأضاف أنه سيكون من بين المشاركين في أعمال المؤتمر الطبيبان النرويجيان، د. ماتس و د. ايريك، من مؤسسة "نورواك"، وهما أول طبيبين يدخلان إلى قطاع غزة، خلال العدوان الإسرئيلي الأخير على القطاع، وسيشاركان في حلقات النقاش التي تنظم خلال المؤتمر.

وأكد الخطيب أن المؤتمر العاشر سيناقش تقرير المكتب التنفيذي للجمعية، والتقارير الإدارية المقدمة من دوائر الجمعية، ومن فروعها في فلسطين والشتات، وسيناقش عددا من القضايا الإدارية، وسينتخب مكتبا تنفيذيا، ومجلسا إداريا جديدا، وسيصادق على القرارات التي اتخذت في اللجان بعد مناقشتها.

حلقات نقاش وورشات عمل
وأضاف أن المؤتمر سينظم حلقات نقاش، وورش عمل، حول أمور تهم الجمعية وفلسطين، منها مواجهة الكوارث والعدوان الأخير على قطاع غزة، إضافة مواضيع أخرى تتناول العمل المجتمعي في فلسطين، والقانون الدولي الإنساني وسبل الحماية.

ولفت الخطيب إلى أن نخبة من المختصين في المجالات الوطنية والإنسانية، سيقدمون خلال حلقات النقاش، عددا من أرواق العمل عن آخر المستجدات والاوضاع الإنسانية في فلسطين، وبخاصة العدوان على قطاع غزة، والانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل للقانون الدولي الإنساني.

وحول جمع الجمعية بين الذكرى الأربعين لتأسيسها والذكرى الـ 150 لتأسيس الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في فعالية احتفالية واحدة مع المؤتمر العام العاشر، أكد الخطيب أن هذه الخطوة تنبع من أن الجمعية جزء من الحركة الدولية، وهي حركة إنسانية واحدة تضم كافة الجمعيات الوطنية في العالم.

وأشار الخطيب إلى أن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، هي أحد مكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، تعمل في فلسطين، ومخيمات اللاجئين في الشتات، وفق اتفاقية جنيف، ومبادئ الحركة الدولية السبعة: الإنسانية، وعدم التحيز، والحياد، والاستقلال، والتطوع، والوحدة، والعالمية.
ولفت إلى أن اعتراف الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني كعضو عامل وفاعل في العام 2005، حمل دلالات إنسانية وسياسية، أبرزها الاعتراف بدور الجمعية الإنساني، وبحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، على أرضه ووطنه.

التعاون مع الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر
ووصف الخطيب التعاون ما بين الجمعية، والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والمنظمات الإنسانية الأخرى، بالتعاون الجيد والمثمر على صعيد العمل الإنساني في فلسطين . "وكله يجير لصالح الشعب الفلسطيني".

مسيرة الجمعية
وعن إنجازات الجمعية ومسيرتها خلال الأربعين عاما الماضية أشار الخطيب، إلى أن الجمعية هي احدى مؤسسات منظمة التحرير، وهي جمعية وطنية ذات شخصية اعتبارية مستقلة، اعترف بها المجلس الوطني في دورته السادسة التي عقدت في القاهرة في الاول من أيلول عام 1969، وكلفها بمتابعة الأوضاع الصحية والاجتماعية للشعب الفلسطيني.

ولفت إلى أن الجمعية تأسست في مخيم ماركا القريب من العاصمة الاردنية عمان بعد نكسة عام 1967، عبر عيادة صغيرة شيدتها سواعد بنات وأبناء المخيم، بجهود د. فتحي عرفات ورفاقه، لتصبح على مدى أربعة عقود مؤسسة صحية واجتماعية ضخمة تضم 35 فرعا وتمارس عملها في أنحاء فلسطين، وفي ساحات الشتات، وفق اتفاقات جنيف، ومبادىء الحركة الدولية للصليب الأحمر و الهلال الأحمر، وتضم اليوم آلاف الكوادر والأعضاء والمتطوعين.

واستعرض الخطيب تاريخ نشأة وعمل الجمعية، خلال الأربعين عاما الماضية وقبلها، وجهود شعبنا في هذا السبيل في مخيمات اللجوء في الوطن وفي الشتات، وجهود اشقاء شعبنا واصدقائه، التي أسهمت بالنهوض بعملها الإنساني.

وأشار الخطيب إلى أن الجمعية كان لها دور في كل المراحل والمحطات والمنعطفات الصعبة والأساسية التي مر بها الشعب الفلسطيني، حيث اجبر الوضع الفلسطيني الجمعية على اعادة دراسة استراتجياتها لتستمر بتقديم وتطوير الخدمات على مختلف المستويات، سواء في مجال تأهيل المعاقين وتطوير المستشفيات والطوارئ، واستنهاض الهمم، والوصول الى كافة الأماكن النائية، وذلك بالتعاون مع المجتمع المحلي، والعمل أيضا على حماية الجمعية من منطلق أنها ملك للشعب الفلسطيني.

دور د. فتحي عرفات
وعن دور الشهيد د. فتحي عرفات، مؤسس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أكد الخطيب على أن المرحوم كان له دور كبير وعميق، في رسم السياسة الإنسانية للشعب الفلسطيني خلال الفترة المعاصرة.

وأشار إلى أن د. فتحي عرفات كان من بين الرجال الذين صنعوا التاريخ الفلسطيني الإنساني، عبر تاسيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، التي انطلقت وفق رؤيته ببعد دولي، لتصبح مؤسسة رائدة في العمل الإنساني على الصعيدين الإقليمي والدولي، لتغدو كما وصفها المرحوم، بالبرلمان الإنساني للشعب الفلسطيني.

الصعوبات والرؤية المستقبلية
وعن الصعوبات التي تواجه الجمعية، لفت الخطيب إلى أن الاحتلال وممارساته، المتمثله في الحواجز، وجدار الفصل، وانتهاكات القانون الدولي الإنساني، هي العائق الأبرز في طريق أداء الجمعية لمهامها الإنسانية.

وحول الخطط والمشاريع واستراتيجية الجمعية المستقبلية، أشار الى أنها امتداد للخطط الموجودة ضمن مشاريع الجمعية، وسيتم التوسع في برامج معينة لخدمة المجتمع، حيث ستغطي هذه السنة أعمالا في القدس وأريحا وستعمل أيضا مع وزارة التربية والتعليم، وستواصل العمل على تطوير عملها.

أحداث نهر البارد
وفيما يتعلق بدور الجمعية خلال الأحداث الأخيرة في مخيم نهر البارد عام 2007، أكد الخطيب أن الجمعية كانت دائما في طليعة المؤسسات التي تتحرك عند حدوث أي مأساة، وأنها كانت الجمعية الوحيدة التي عملت داخل المخيم، بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني واللجنة الدولية للصيب الأحمر، لنقل المصابين وعلاجهم بالخارج.

وأشار إلى أن الجمعية، عبر فرعها في لبنان، قدمت الخدمات الإنسانية لأهالي مخيم نهر البارد، جراء الأحداث التي ألمت به، ابتداء من تسهيل خروجهم من المخيم، وايجاد اماكن آمنه لهم وتقديم الإغاثة والخدمات الصحية اليهم، وانتهاء بتأمين اعادة الآلاف من سكانه، بعد انتهاء الأحداث، مع ما صاحب ذلك من أعمال انسانية جليلة قدمت اليهم من قبل الجمعية، وأجهزتها المختلفة.

وأضاف أن الجمعية بادرت لفتح عيادات جديدة، في الاماكن التي لجأ إليها المواطنون الذين خرجوا من مخيم نهر البارد، لتقديم الخدمات الصحية والإنسانية لهم، إضافة إلى الجهد الكبير الذي بذلته طواقم الجمعية، بكوادرها ومتطوعيها، من إسعاف وعلاج وتوزيع معونات إنسانية.

العدوان الأخير على غزة.
وتحدث الخطيب عن العدوان الأخير على قطاع غزة، مثمنا دور طواقم الجمعية في القطاع، الذين عملوا بكل إمكانياتهم وبذلوا جهدا مضاعفا من أجل تقديم خدماتهم للضحايا.

وقال: "منذ اللحظات الأولى للعدوان، أطلقت الجمعية نداءً إنسانيا لتلبية احتياجاتها، لمواجهة التداعيات الصحية والإغاثية لهذا العدوان، وبخاصة بعد أن تعرضت مراكزها الصحية ومستشفى القدس التابع لها في غزة، ومستودعاتها لأضرار جسيمة، جراء استهدافها بشكل مباشر من قبل المدفعية الإسرائيلية".

وقال: "وضعت الجمعية خطة طوارئ، تبلغ تكلفتها أكثر من 21 مليون دولار، لمواجهة التداعيات الصحية والاجتماعية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة"، مشيرا إلى أنه تم تغطية جزء كبير منها، نظرا للاستجابة السريعة للمنظمات الدولية والإنسانية.

وأضاف أن الجمعية أطلقت مؤخراً، حملة تبرعات لإعادة إعمار مستشفى القدس التابع لها، والمستودعات المركزية، وزيادة عدد التخصصات فيه، والاستمرار في عملية البناء فيها.

وأشار إلى الدور الكبير للجمعية خلال الحرب على العراق، والجهد الكبير الذي بذلته طواقمها هناك في تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين، والذي انتقل إلى مخيم التنف على الحدود العراقية السورية، حيث عملت طواقم فرع الجمعية في سورية على تقديم الخدمات الصحية والإنسانية لهم.