وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كتاب فلسطينيون يهاجمون نظام ايران والاعتداءات اللفظية على قيادة م ت ف

نشر بتاريخ: 06/03/2009 ( آخر تحديث: 07/03/2009 الساعة: 09:55 )
رام الله- بيت لحم- تقرير معا- انبرى العديد من الكتاب والاعلاميين الفلسطينيين المعروفين للقيام "بحملة للدفاع عن كرامة القيادة الفلسطينية " امام الهجمة القوية التي تشنها قيادة الحكم في ايران ضد منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية. ما يعيدنا الى فترة 1996 حين اضطر الزعيم الراحل ياسر عرفات لاتهام القيادة الايرانية امام وسائل الاعلام باتهام ايران باللعب في الساحة الداخلية الفلسطينية وتوتير الاوضاع الامنية من خلال دعم جهات معارضة بالمال والسلاح.

وخلال المؤتمر الصحافي بين الرئيس عباس ووزيرة الخارجية الامريكية يوم الاربعاء الماضي كان الرئيس الفلسطيني رد بغضب على سؤال وجهه الصحافي خالد قاسم مراسل قناة العربية بشأن تهجمات القيادة الايرانية عليه شخصيا وقال ( على ايران الا تتدخل في شؤوننا الداخلية لانها لا تخدم القضية الفلسطينية وانما تقوي طرف على اخر وتسئ الى فلسطين ) .

من جانيه مستشار رئيس الوزراء عمر حلمي الغول نشر اليوم تحت عنوان ( ما اهداف الفتنة الايرانية؟ ) فكتب يقول: في افتتاح مؤتمر ادعى القائمون عليه انه مخصص لـ "دعم " الشعب الفلسطيني بالامس في طهران، شارك فيه العديد من دراويش "المقاومة " او بتعبير آخر تجار المقاومة، هاجم علي خامئني مرشد الملالي السلطة الوطنية الفلسطينية والقيادة الشرعية للشعب الفلسطيني، وفي السياق ليضفي على خطابه نكهة المقاومة هاجم اسرائيل واميركا والانظمة العربية الرسمية بشكل عام.

وأضاف: ويبدو ان خامنئي وجد ان السلطة الوطنية وقيادتها الشرعية، هي الحلقة الضعيفة التي يستطيع النيل منها والاساءة اليها، واتهامها بـ" العمالة " للاحتلال الاسرائيلي حين وصفها بانها حامية الدولة العبرية ؟ وفي السياق اشاد ببعض الدراويش المحسوبين عليه من الفلسطينيين الذين اغدقوا على الشعب الفلسطيني بـ"انتصاراتهم " العظيمة في الايام الاخيرة السابقة ؟.

وبداية لا بد من التأكيد على مسألة هامة، ليس من باب الردح او الهبوط الى مستوى الاسفاف الدي سقط اليه مرشد نظام ولاية الفقيه، ان القيادة الفلسطينية الشرعية للشعب وعنوانها الاول محمود عباس لا يشرفها لا من قريب او بعيد دعم نظام الملالي، النظام الذي تكالب على العراق الشقيق، وتواطأ مع الادارة الاميركية من خلال ادواته المأجورة التي دخلت على ظهورالدبابات الاميركية ونشرت الفتنة الطائفية والمذهبية في ارجاء العراق العروبي، والنظام الذي احتل الجزر الاماراتية الثلاث طنب الكبرى والصغرى وابو موسى، ويرفض اعادتها لدولة الامارات العربية المتحدة، النظام الذي اطلق قبل أيام أحد أركانه عن رغبات عنصرية وعدوانية ضد مملكة البحرين الشقيقة، حين ادعى انها جزء لا يتجزأ من الدولة الايرانية ؟ وهو ذات النظام الذي أجج نيران الفتنة والانقسام في صفوف الشعب العربي اللبناني عبر ادواته في ايار من العام الماضي باسم " المقاومة "؟ وهو النظام الذي سعى عن سابق تصميم واصرار على شق الصف العربي الرسمي، وتطاول على النظام المصري والعربية السعودية وسعى لخلق الفتنة في العديد من البلدان العربية، كي تخلو له المكانة الاقليمية بديلا عن الانظمة العربية وخاصة مصر والسعودية ليكون منافس الدولة الاسرائيلية وشريكها في آن على كسب رضا الولايات المتحدة الاميركية.

واتهم عمر حلمي الغول النظام الايراني بأنه " مسكون بنزعات عدوانية تاريخية ضد العرب، ويسعى عبر كل الوسائل المتاحة للنيل من الدول والشعوب العربية من خلال سياسة التفتيت والتشيع التي ينفدها عبر ادواته المأجورة في العراق ولبنان وفلسطين وغيرها من الانظمة العربية، كان ومازال يلعب دورا تخريبيا في الساحة الفلسطينية بهدف تعميق الانقسام والتشرذم في الساحة الوطنية من خلال فرض اجندته المعادية للمصالح القومية والوطنية دون وازع ديني او اخلاقي او سياسي، ولخدمة هدفه الاهم الا وهو فرض سيطرته على المنطقة العربية وتقاسم النفوذ فيها مع دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية والولايات المتحدة الاميركية لنهب خيراتها واستعباد شعوبها ".

وركز الغول في نقده على خامنئي ( بان ذات الرجل، هو من افتى بعدم التطوع لنصرة الشعب الفلسطيني اثناء العدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة، عندما لاحظ ان المواطنيين الايرانيين صدقوا للوهلة الاولى دعوته للمقاومة من خلال توجههم للتطوع، فاصدر فتواه وقراره بعدم التطوع، الامر الذي يفضح مقاومة خامنئي وهو ذات الرجل الذي يصب الزيت على نيران الفتنة والانقسام وتعميق خيار الانقلاب في اوساط الشعب العربي الفلسطيني) .

وختم الغول ما كتب بالقول: ولعلم خامنئي واتباعه من الدراويش والمنافقين وتجار الدم، ان القيادة الفلسطينية الشرعية بقيادة رئيس منظمة التحرير والسلطة الوطنية ابومازن وقبله الرئيس الراحل الرمز ياسر عرفات كانت ومازالت حارسة الارض والشعب والمشروع الوطني. وحامية حمى القضية من التبديد والضياع، وهي ذاتها القيادة التي فجرت الثورة الفلسطينية المعاصرة، ومازالت وفية لاهداف الشعب ولدماء الشهداء الفلسطينيين الذين قدموا ارواحهم من اجل ان تبقى راية الثورة والقضية ووحدة الشعب واهدافه الوطنية مرفوعة، وهي ذاتها القيادة التي تجابه مخططات العدو الاسرائيلي بحكمتها وبراعتها السياسية، لا أولئك التجار المنتفعين ومصاصي دم الشعب وقوته اليومي وسارقي لقمة خبزه تحت حجج وذرائع واهية وكاذبة وساقطة.. فهل يدرك درويش المقاومة الايراني من هي القيادة الشرعية، قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية؟ وهل يحاول ان يعيد النظر في سياسته التخريبية في الساحة العربية ويلتفت للمصالح الايرانية، لانها سياسة فاسدة وبضاعة بايرة.

اما حافظ البرغوثي رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة فكتب اليوم تحت عنوان ( ايران والعرب ) فاعتبر فكرة المشروع النووي الايراني أنها بدأت أيام الشاه باقتراح اسرائيلي حيث كان هدف اسرائيل محاصرة العالم العربي بثالوث من الأضلاع الدولية هي رابعته، أي ايران ثم تركيا ثم أثيوبيا.. لكن حسابات اسرائيل تساقطت.. فتركيا لم تبق تركيا التي كانت.. والشاه سقط.. وأثيوبيا تغير نظامها ولم يعد بالإمكان امتصاص منابع النيل قبل وصولها السودان ومصر عن طريق السدود التي اقترحتها اسرائيل.

وأضاف: أما ايران فجاءتها الثورة ومع الثورة انفتحت شهيتها على التوسع.. فايران تعتقد مذهبياً ان من حقها أن يكون لها امتداد في النفوذ عبر الدول المجاورة وعبر المؤيدين لها من الشيعة ثم استقطبت بعض الشرائح السنية.. فهي عملياً تمارس ما هو في صالحها في غياب العمل العربي.. ولهذا استثمرت ايران ما هو أقل من ملياري دولار خلال سنوات قليلة، فإذ بها تقيم محوراً في العالم العربي.. فعندما تحول ايران لحزب الله ستمائة مليون دولار قبل فترة فإنها تعلم ان مردودها الانتخابي اللبناني المنتظر في هذا الصيف سيكون كبيراً على الحزب.. مثلما استثمرت قرابة 200 مليون دولار في الانتخابات الفلسطينية بدعمها حركة حماس، وربما استثمرت بضع مئات من الملايين في الانتخابات العراقية ووزعت هبات على أحزاب وجماعات عربية أخرى، فكان لها محور ضاغط وفاعل فيما ظل النظام العربي غارقاً في أحلام اليقظة.