حزب الشعب يدعو حركتي حماس وفتح لمواصلة ما اتفق عليه بالقاهرة

بيت لحم - معا - أنهى حزب الشعب الفلسطيني سلسلة من اللقاءات الشعبية تمهيدا لعمل لجنة المصالحة الوطنية التي ستبدأ أعمالها وباقي اللجان في العاشر من هذا الشهر الجاري بالقاهرة.

وقد شارك في اللقاءات العشرات من الشخصيات الوطنية من وجهاء ومخاتير ومثقفين وإعلاميين وسياسيين، حيث أكد الجميع على أن مدخل المصالحة الوطنية سياسي بالأساس، داعين كافة الأطراف للتوجه لعمل اللجان الخمس بنية صادقة وإرادة حقيقية تعبر عن الحرص المشترك لتحقيق هدف الوحدة والمصالحة الوطنية، محذرين من تغليب أي من المصالح الحزبية على المصالح الوطنية، أو استخدام الحوار كتكتيك لخدمة أهداف لا تتفق مع مطلب الشعب بإنهاء كارثة الانقسام الداخلي للوقوف صفا واحدا في وجه السياسة الإسرائيلية العدوانية تجاه القدس ومصادرة الأراضي واستمرار الاستيطان وبناء الجدار وتشديد الحصار على قطاع غزة.

وعن خلاصة هذه اللقاءات بشأن إنجاح عمل لجنة المصالحة الوطنية، قال نافذ غنيم عضو المكتب السياسي للحزب والمشارك في أعمال لجنة المصالحة الوطنية " إن خلاصة هذه اللقاءات تعكس تلهف الأوساط الشعبية وحرصها على تحقيق هدف المصالحة الوطنية بسبب ما عانوه من مصائب وأزمات طالت كافة مناحي حياتهم، موضحا ان هناك إجماع شعبي بان لا طريق أمام المتحاورين سوى الاتفاق، وان أي نتيجة غير ذلك ستكرس وترسم حالة الانقسام بما يعنيه ذلك من تصاعد دوامة العنف الداخلي، والمزيد من الانتهاكات والضحايا، بالإضافة إلى تعميق المآسي التي يعانيها الشعب في لقمة خبزه واحتياجاته الأساسية وحريته والعيش بكرامه وامن".

وأضاف غنيم بأن الأفكار التي قدمها المشاركون والمتعلقة بما يتوقعه الجمهور من تحقيق هدف المصالحة، وكذلك القضايا التي يجب معالجتها في هذا الإطار والحلول المقترحة واليات تحقيق ذلك، تعكس حسا شعبيا مسؤولا تجاه معالجة الواقع المأساوي الذي يعانيه الجميع، معتبرا أن الاستئناس برأي الجمهور والأخذ به أمر في غاية الأهمية لا سيما في مثل هذه المعالجات التي تستهدف المصالحة الشعبية وتجاوز الحالة الراهنة التي تتطلب إرادة وطنية شجاعة لا بد أن يشارك فيها الجميع دون استثناء.

وأكد غنيم على أن الأفكار التي قدمت خلال هذه اللقاءات سيأخذ بها الحزب لتطوير رؤيته تجاه عملية المصالحة الوطنية، داعيا جميع الفصائل للأخذ برأي الأوساط الشعبية من خلال مناقشتها في مختلف القضايا التي تهمها باعتبارها الضحية لكافة الممارسات اللامسؤولة التي تسببت في معاناتها، كما دعا حركتي فتح وحماس لمواصلة ما اتفق عليه في جولة الحوار الأولى بالقاهرة من وقف لكافة الانتهاكات التي توتر الأجواء، ولا تساهم في تهيئة الأجواء لإنجاح الحوار الوطني.

وعن دور الحزب في تنسيق الجهود مع الأطراف المشاركة في لجان الحوار بالقاهرة، أشار غنيم إلى أن الحزب يكثف اتصالاته مع العديد من القوى السياسية الفلسطينية لبلورة رؤية مشتركة تساهم في إنجاح عملية الحوار في الملفات الخمسة، وتضمن تحقيق هدف المشاركة لا المحاصصة، كما أشاد بالجهود المصرية التي عكست حرصا متقدما على مصلحة الشعب الفلسطيني لأجل إنهاء حالة الانقسام، وتحقيق هدف الوحدة والمصالحة، وتجنيد الجهود الدولية لدعم قضية شعبنا الفلسطيني، وإعادة اعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة .