|
عامٌ عصيب في حياة بوش بعد فضيحة التنصت السري /بقلم: أ. غسان مصطفى الشامي
نشر بتاريخ: 24/12/2005 ( آخر تحديث: 24/12/2005 الساعة: 17:28 )
عجبا من ديمقراطية ٍ هاوية ، وحقوق ضائعة في بلد العالم الجديد ، الذي يتباهى بحريات الإنسان وحقوقه ويندد بالجرائم العالمية .... على الجانب الآخر يصفق العالم له ويدعمه كل الدعم يعتبره بلدا راعيا لمسيرة الحقوق العالمية وإنصاف الدولة الفقيرة والمظلومة في هذا العالم ، وراعيا لمسيرة الأمن والآمان في العالم .... إنه " أمريكا العظمى " .
" أمريكا " التي تدعي الحضارة والمدنية والتطور وحماية حرية الإنسان وحياته الشخصية ، نكتشف أنها الدولة التي تدعو جميع دول العالم إلى الحذو حذوها في حماية مصالحها !! إنها تدعو الدول إلى التنصت على المكالمات المحلية للمواطنين ... سياسة أمريكية بحتة أرادت أن تعَلمُها لدول العالم بل وتدافع عنها !! ... كيف لا وأمريكا هي من عَلّم الدولة صناعة الإرهاب والجرائم وغيرها من الأكاذيب ، فها هي اليوم تعَلّمُ الدول سياسة جديدة وهي بسيطة ، هي التنصت على أسرار المواطنين والتدخل بحياتهم الشخصية وعدم الحفاظ على خصوصيتهم الفردية ...!! إن إجازة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن برنامج التجسس السري والتنصت على المكالمات المحلية للمواطن الأمريكي بحجة حماية امن البلاد من الإرهاب ، أضاف فضحية جديدة إلى الرئيس الأمريكي بجانب فضائحه العالمية الكبرى ... جعلت من 2005م عاما عصيبا على الرئيس الأمريكي وزمرته . لقد أثار برنامج التجسس السري والتقاط مكالمات محلية في أمريكا الذي أجازه بوش حفيظة أعضاء جمهوريين وديمقراطيون بمجلس الشيوخ الأمريكي الأمر الذي جعلهم يطلبون إجراء تحقيق عاجل في أوامر الرئيس الأمريكي بوش بالتنصت ، كما أثار هذا الأمر حفيظة القاضي الأمريكي الليبرالي جميس روبرتسون وهو واحد من احد عشر عضوا في " محكمة مراقبة الاستخبارات الأجنبية " ، احتجاجا على برنامج التجسس الداخلي . كما عبرت رئيسة المحكمة " كولين كولار كوتلي " التي اطلعت على برنامج التجسس الخاص بوكالة الأمن القومي عن مخاوف التجسس في العام الماضي ، وأصرت على أن تقدم وزارة العدل الأمريكية شهادة مكتوبة وإقرار بأن لا يتكرر هذا الأمر . ما حدث قد يؤثر كثيرا على شعبية الرئيس بوش خاصة أنه يواجه انتخابات في منتصف ولايته الرئاسية العام المقبل 2006م ، بعد أن كان في موقع قوة استثنائي اثر إعادة انتخابه نهاية العام الماضي ، فيما تراجعت شعبية الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى 35% في تشرين الأول وهي النسبة الأدنى لرئيس أمريكي في السنة الأولى من ولايته الثانية منذ عهد الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون . وبحسب القانون الأمريكي " قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية الصادرة عام 1978م " فإنه يمنع التجسس على مواطنين أمريكيين في الولايات المتحدة دون الحصول على موافقة المحكمة . هذه الفضيحة التي كشف النقاب عنها تضاف إلى حسابات العام الحالي 2005م حيث اعتبر المراقبون أن العام الحالي يعد عاما عصيبا على رئيس الولايات المتحدة ، ويواجه فيه ثمة تحدٍ كبير في الحفاظ على الغالبية الجمهورية في انتخابات الكونغرس الأمريكي العام المقبل 2006م . فيما شهد هذا العام مجموعة من الحقائق التي قضت مضجع الرئيس الأمريكي وجعلت منه رئيس سيئا في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية . أول هذه الحقائق الحرب على العراق ، التي قتل فيها أكثر من ألفي جندي أمريكي ولازالت هذه الحرب مستمرة وتحصد الآلاف والمئات من أرواح الجنود الأمريكيين، الأمر الذي دعا مسؤولا كبيرا رفيع المستوى في مكتب نائب الرئيس الأمريكي " ديك تشيني " إلى تقديم استقالته نهاية تشرين الأول إثر توجيه الاتهام إليه في هذه الحرب . أقتنع جزءمن الأمريكيين أن البيت الأبيض حاول التلاعب بالرأي العام لإقناعه بصحة اجتياح العراق . كما غرقت مدينة نيواورلينز الأمريكية بشكل شبه كامل تحت المياه اثر مرور الإعصارين كاترينا وريتا فضلا عن الارتفاع الكبير في أسعار الوقود في أمريكا وغيرها من الفضائح السياسية القضائية الكبرى . كما أن إدارة بوش الابن لم تف بوعودها في إعادة اعمار مدينة لويزيانا وفي مدينة ميسيسبي ، فإنه بعد مرور أكثر من ثلاثة اشهر على إعصار كاترينا فإنه لا يزال الكثير من المتضررين الأمريكيين يقيمون في ظروفقاسية . ويبقى السؤال ماذا ننتظر من بوش وإدارته البائسة ؟؟ أ. غسان مصطفى الشامي [email protected] |