وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عيد الميلاد في عيون العائلات التلحمية: ممارسات الاحتلال افسدت علينا فرحة الميلاد

نشر بتاريخ: 24/12/2005 ( آخر تحديث: 24/12/2005 الساعة: 18:51 )
بيت لحم - معا - احتفلت العائلات الفلسطينية في مدينة بيت لحم للعام الخامس على التوالي بعيد الميلاد المجيد في ظل اوضاع معيشية واقتصادية صعبة جراء الممارسات الاسرائيلية .

وعلى الرغم من الاعلان عن اقامة الاحتفالات وتزيين الشوارع والمنازل والحلة التي لبستها بيت لحم في العيد الا ان هذه الفرحة لم تكن فرحة مكتملة لما تعانيه المدينة من حصار واغلاق محكمين .

وبعيدا عن احاديث السياسة والسياسيين عن الاغلاق وما يسببه لبيت لحم التقى مراسل وكالة معا الاخبارية في مدينة بيت لحم عددا من العائلات الفلسطينية التي احتفلت بالعيد على طريقتها، حيث تكثر العائلات التلحمية من الصلوات في هذه الفترة من العام املا في انفراج الكرب .

المواطن نضال ابو عياش الذي التقيناه امام كنيسة القديسة كثرينا للاتين في كنيسة المهد اعرب عن امله في ان يحل السلام على بيت لحم والاراضي الفلسطينية كافة ليتمكن من العيش بحرية وكرامة في مدينته الصغيرة بيت لحم التي وصفها بالسجن جراء ما تعانيه من اغلاق وحصار.

وفي رده على سؤال لمراسل معا حول الاوضاع الاقتصادية قال المواطن فؤاد فاخوري: ان عيد الميلاد يمر علينا ونحن في ظروف صعبة حيث هناك الكثير من العائلات التي اقتصدت في مصاريف العيد هذا العام لان رب الاسرة لا يستطيع توفير كافة مستلزمات العيد كونه لا يعمل سوى ايام او ساعات معدودة خصوصا وان بيت لحم تعتمد على السياحة وصناعاتها.

وللاطلاع على ظروف الاحتفالات داخل المنازل وبهجة العيد فيها زارت معا منزل المواطن مايك سلمان بينما كانت عائلته واطفاله يعملون على تزيين شجرة عيد الميلاد يحدوهم فرح غامر بهذه الشجرة .

وقال مايك سلمان الذي يعمل في المقاولات: ان الاحوال في بيت لحم تزداد سوء مع الانتهاء من بناء الجدار مضيفا ان عيد الميلاد عيد فرح وامل لكنه بالنسبة لنا عيد سجن لان هذا الحصار يفرض نفسه على كل بيت فلسطيني في هذه المدينة ويؤثر في نفسية كل مواطن .

واضاف سلمان ان الجدار اثر على الحركة السياحية باعتبار ان بيت لحم والقدس توامتان والجدار فصل بينهما وقتل بيت لحم واصبح السائح والحاج يدخل باذن من الاسرائيليين ولا يستطيع ان ياخذ راحته بالمدينة واصبح ياتي ضمن برنامج السياحة الاسرائيلي.

واستطرد مايك قائلا :على الرغم من كل هذا نحن نحاول فرض جو من الطمانينة والفرحة داخل الاسرة والبيت لكن في المحصلة النهائية نصطدم بالواقع لاننا عندما نفكر بالخروج بمناسبة العيد نصطدم بالجدار والحواجز.

اما نيلي سلمان وهي زوجة مايك فقالت: الانسان يكون سعيدا بعيد ميلاده او عيد ميلاد ابنه او شخص يعرفه فما بالك بعيد ميلاد السيد المسيح يسوع وكل العالم يحتفل بهذه المناسبة ويفرح بها بطرق واشكال متعددة للاسف هذا غير موجود عندنا الفرحة منقوصة هناك اقارب لنا كنا نجتمع واياهم ونحتفل بالعيد الان هم مفصولون عنا ولذا فالفرحة منقوصة وبالرغم من ذلك نحن كامهات نحاول ادخال السعادة لقلوب هؤلاء الاطفال مهما يدور من حولنا ونامل ان يزيلوا الجدار ويعم السلام هذه هي امنيتنا في العيد.

الطفلة ستيفان سلمان التي سمعت والدتها وهي تتحدث لمراسل معا قالت كالكبار الذين يتحدثون عن السياسة والاوضاع الاقتصادية :نحن مبسوطون بالعيد نحن نريد ان نحتفل بعيد المسيح هذه بلدنا وولد فيها المسيح ولهذا نحن سعيدون ولكننا نفتقد الى الحرية ففي بلدان العالم يحتفلون بالعيد اكثر منا ،وتضيف الطفلة قائلة: لا نستطيع ان نعمل رحلات ولا نستطيع رؤية بعض اقاربنا حتى الذين يعيشون خارج الجدار .

وبين هذا الموقف للكبار وذاك الموقف للصغار تتالم سهيلة سلمان على احفادها وهي ترى فرحتهم منقوصة بالعيد خصوصا وهي تستذكر الاعياد في الماضي حيث تقول: كنا نحضر للعيد قبل شهر نحضر الملابس وشجرة العيد كانت الاعياد تختلف ولها معنى وفرحة ، اما اليوم فنحن لا نشعر بفرح الاطفال بل على العكس نشعر انهم حزينون لا يوجد فرح لا في قلوب الكبار ولا الصغار هذا ما الاحظه .

واكدت والدة مايك " في الخمسينات من عمرها " ان هذا الشعور نابع من الاوضاع الاقتصادية الصعبة والسجن الكبير الذي نعيش فيه منذ سنوات متسائلة ما الذي فعله الفلسطينيون ليحبسوا سنوات عديدة بهذه الطريقة ؟

واختتمت الجدة بالقول العالم لا ينظر الينا هم يرسلون بعض المساعدات العينية نحن نقول لهم لسنا بحاجتها ،عليهم النظر الى الاوضاع التي نعيشها الى متى سنبقى في هذا السجن ، مطالبة العالم ان يعطي الفلسطينيين العدالة وحقوقهم المسلوبة وهذا كاف ونعمة من الله واختتمت بالقول: كل عام والجميع بخير.