|
الحديث ذو شجون *** بركات أبو أحمد!بقلم : فايز نصار
نشر بتاريخ: 08/03/2009 ( آخر تحديث: 08/03/2009 الساعة: 22:32 )
الخليل - معا - تستعد جنوب إفريقيا لاستضافة المونديال العالمي القادم ، كأول دولة افريقية تحظى بهذا الشرف .. ويستعد منتخب الكناري الأصفر والأخضر للتألق في سماء الساحرة المستديرة ، التي ملأت الدنيا ، وشغلت الورى !
لقب الكناري ، الذي يحمله نادي نانت الفرنسي ، ومستقبل المرسى التونسي ، وشبيبة القبائل الجزائري ، لم يغلب على المنتخب الأسمر ، لأن الجماعة القاطنين قرب رأس الرجاء الصالح يفضلون تسمية فريقهم ب"الأبناء" أبناء نلسون مانديلا ، ملهم الجماهير الجنوب افريقية ، ورمز المقاومة الحضارية ، في مواجهة نظام الابارتيد ، من وراء القضبان ، وبين الغلابى ، الذين رفضوا الميز العنصري ! هذه التسمية أثارت فضول صديق ليبي أشار عليّ بتسمية المنتخب الفلسطيني ب"الأبوات" لأن صاحبي تساءل عن سر حركية تكنية الفلسطينيين بالأبوات ، أبو عمار وأبو مازن وأبو جهاد وابو إياد وأبو رامي ، مقابل إيثار مواطني بلد المليون شاعر "موريتانيا" تسمية أنفسهم ب"الأولاد" ولد دادة وولد سالك وولد طايع . ولا غرو بأن الكنية عند العرب تشكل علامة فارقة في التكريم ، فالرسول الأعظم - عليه السلام - هو أبو القاسم ، وعلي – كرم الله وجهه – هو أبو الحسن ، وجمال عبد الناصر هو أبو خالد ... مثل هذا التكريم كان حاضرا في خضم مشاركة أبناء كنعان في معارك المقاومة ، وفي ورشات البناء في الخليج العربي ، حيث اختار الأشقاء مداعبة الفلسطينيين ، ونادوهم : "أبو علي" و"أبو العبد" والمداعبة هنا توحي بأكثر من دلالة . ولا يزيد على كنية أبي علي وأبي عبد في بلادي إلا كنية أبي محمد ، وآخر هؤلاء صديقي النائب الفتحاوي الدمث أكرم الهيموني "أبو محمد" الذي ارتقى إلى العليين مناضلا صلبا،ومصلحا وفاقيا ، فلسطينيا لا تلين له قناة ، ورياضيا اختزن الأحلام الكبرى ، التي لا تقف في وجهها الحدود ، ولكن يد المنون تخطفته ليلة الجمعة، تاركا وديعة الوفاق السياسي والرياضي أمانة في أعناق مخلصي هذا الوطن ، وما أكثرهم ! ولا ينافس كنية أبي محمد في فلسطيين ، إلا من كنية "أبو أحمد" .. وشخصيا أعرف أكثر من عشرين أبي احمد ، كالحاج راتب ألدويك ، الأمين السابق لصندوق العميد ، وعلي النتشة ، رجل الأعمال العصامي ، الذي يراهن بكل ماله في معركة تعليم الأبناء ، لأنه أدرك بالفطرة الصائبة أن سلاح العلم لا تقف أمامه الحدود ! في كل عائلة ، وفي كل قرية ، وفي كل حي ، وأينما وليت وجهك في هذه الفلسطيني ستلقى أبا احمد ، الفلسطيني ،الذي يعض على الطموحات بالنواجذ ، ويبذل الغالي والنفيس كرمال عيون الوطن . المرور بواد النار ، من وسط الضفة إلى جنوبها يأخذك إلى العبيدية الوادعة ، على سفح أكمة فلسطينية مباركة ، ترابط على مرمى البصر من بيت المقدس .. وفي تلك البلدة التلحمية المناضلة بصمات واضحة لأصابع أبي احمد ، محمود خليفة ، فارس شباب العبيدية الأول ، الذي نجح في قيادة الفريق إلى الدرجة العليا ، بعد مسيرة شاقة ، في حقل الأشواك ، تكللت بالجائزة الكبرى ، فلعق العبيديون المجد معسولا ، بعد العمل الدؤوب ، والجهد المشترك لكل أبناء البلدة ! وليست العبيدية بعيدة عن واد النيص ، التي أصبحت مثلا في العصامية ، وعلى الجانب الآخر من الواد النيصي تتألق بيت أمر ، عروس الخليل الشامخة ، ولبيت أمر وأبي أحمدها محمد مصلح حكاية فلسطينية أخرى ، ملخصها أن أسود الريف الخليلي نحتوا خلال العقود الماضية في الصخر ، وبنوا فريقا محكم اللبنات ، لا يزول بزوال الرجال ، فحظي بالجائزة الكبرى ، ونال الإشادة من الجميع ! وليس من نافل القول: إن وصول العبيدي والبيت أمري إلى المجموعة الممتازة "أ" كان ثمرة عمل مضنٍ ، وجهد مخلص ، تضافرت في جنباته السواعد المباركة في العبيدية وبيت أمر ، فأينعت الشتلات التي غرسها الخليفة والمصلح ، ونجح الحافرون في ثنايا الليل بحفر ثقوب ، عبرت منها شمس النجاح ، لتشرق على عبيدية بيت لحم ، وبيت أمر خليل الرحمن ! وفي المحصلة جاء المجد العبيدي اثراء لرصيد عاصمة المهد بيت لحم ، التي أصبحت تملك ثلاثة ممتازين ، هم العبيدية وواد النيص والخضر... ولا تفوقها هنا الا المحافظة الكبرى، التي أصبح في جعبتها ثلاثة ممتازين ، في المجموعة العليا هم الشباب والظاهرية وبيت أمر ، يضاف إليهم ثلاثة ممتازين في المجموعة "ب" هم يطا والأهلي ودورا . التحية لبيت أمر وأبي أحمدها المحمد المصلح ،في خضم احتفالات مدينة العنب الطيب المذاق بأعراس الصعود ، والإكبار للعبيدية الشامخة ، وأبي احمدها المحمود الخليفة ، وهي تؤكد للقاصي والداني أن الأسد العبيدي قادم . والحديث ذو شجون |