|
كنعانيات يجسدن حضورهن الفني في اليوم العالمي للمرآة بغزة
نشر بتاريخ: 09/03/2009 ( آخر تحديث: 09/03/2009 الساعة: 19:52 )
غزة -معا-عبرت مجموعة من الفنانات الفلسطينيات عما يعتمل في نفوسهن وما مر بهن من ذكريات أليمة خلال حملة " الرصاص المصبوب " على غزة بمجموعة من اللوحات المعبرة حيث طغى على ألوانهن اللون الأسود بقتامته تخترقه الكثير من الخطوط الحمراء في تعبير صارخ عن هذه الحرب التي لونت سماء غزة بالسواد والسخام وإن بدا واضحاً بعض الإشعاعات في هذه اللوحات كإشارات للنهوض من الركام .
"رشا ورُفيده" وبدا واضحاً في لوحتين ساهتما بهما الفنانتان رشا أبو زايد و رُفيده سحويل ذلك التطور الفني الواعد والذي ظهر جلياً في لوحتين مدهشتين للفنانة رُفيدة الاولى حملت وجهاً يطل من بعيد بأحد عينية حيث اختفت العين الأخرى خلف عصبة صفراء ذات شريط دائري لف الوجه وإنتهى بعلاقة إكس في إشارة واضحة إلى رفض هذا النوع الغامض من الرجال الذين لا نرى فيهما إلا التخلف ورموز الانحدار المطلق إلى الوراء وتجلى ذلك في اللوحة الاخرى لكن بصورة أقل رمزية وأكثر بهاءً حيث أطل رجلاً آخر بعصبة حمراء في إشارة للفرح ومع أن اللوحات جميعاً عرضت تحت عنوان معرض " كنعانية " في ذكري الثامن من آذار اليوم العالمي للمرأة ،اليوم بالمركز الثقافي الفرنسي بغزة إلا أن رموز التحدي والانعتاق لم تبدو إلا في لوحات الفنانة مى مراد والتي طغى على أعمالها اللون البرتقالي والذي توزع خلالها بطريقة رائعة حيث أخرجت خلال لوحتها الاولى لسان فتاة تطل من ركن اللوحة العلوي مخرجة لسانها للجميع في ثقة وشبه إبتسامة عذبه فيما تركت باللوحتين الأخريين إحدى إذنيها بعيداً عما يجري حولها فالمهم أن البرتقالي قد طغى أما ثلاثيتها فقد حملت الأنف في لون برتقالي متدرج في دلالة على شموخها الذي يعلو فوق رمزية البرتقالي وما به من دعوة للتحرر والانعتاق بعد غياب شمس الامبروطوريات الطاغية. " الرمزية في اللون" كما طرحت الفنانة مجدل نتيل رؤية أقرب ما تكون إلى الرمزية في اللون حيث حديث التلقائية مايشبه الحقيقة في البناء وبأسلوب تمويهي يجرد نفسه من معالم التقليد كما قدمت الفنانة داليا عبد الرحمن تجربتها في عالم اللوحة بطرق تصميمه تجريدية وبتمويه لتقول الحقيقة عبر خطوط وألوان وأداء احترافي في إيجاد علاقة بين الألوان . "فكرتي وصلت" أما الفنانة ميساء البردويل فقد عرضت مجموعة من اللوحات طغى على نصفها تقريباً اللون البني مع قليل من الأخضر العشبي في دلالة صارخة على طغيان حق الفلسطينيين في أرضهم السليبة ولم تنسى أن تضع في سياق لوحاتها القليل من الرموز التراثية كالمفتاح والنوافذ والمطرزات وغيرها...أما اللوحات الأخرى فقد مالت بها إلى التجريبية ولكن حملت دلالات غاية في الرمزية والتعقيد المدهش وعندما سألناها عن سر هذه الرمزية إكتفت بالقول أن فكرتي قد وصلت وأوصلتكم إلى ما في أعماقي بظل هذا الواقع الأليم . " ضرب وقسمة " أما الفنانة ديانا الحصري فقد كانت مسكونة بفكرة المساوة بين الرجل والمرأة حيث لوحة معبرة حملت سبورة مدرسية تظهر بها الرجل والمرأة في إشارات حسابية بين الضرب والقسمة لتنتهي بنتيجة أن واحد زائد واحد يساوي إثنين وليس واحد ونصف كما يجرى في مجتمعنا العربي. "بول فاليري" الشاعر أكرم أبو سمرا قال فى مقارنة بين الأعمال لاحظت خصوصاً الفنانة التشكيلية رُفيدة ان هناك نضجا واضحاً وهو في الطريق السليم والخطوة الأسلم على طريق الألف لوحة نحو الحكمة ولاحظت أيضاً كآبة وقتامة تُعتبر من شروط المشهد الغزي ولكن في الوقت نفسه كانت تلك الكآبة هي الطريق نحو الجمال بمفهومه المطلق وثمة أيضاً رهافة في التعبير باللون يقول " بول فاليري" الكتابة هي الرقص مع الكتابة وأعتقد أننا شاهدنا رقصاً مع الألوان. "شمس ونجوم غائبه" الكاتب والصحفي موسى أبو كرش قال يكفي هذا المعرض أنه إلتقط لقطات من الفرح في ليل غزة المعتم والدامي فثمة أمل يعلو هذه اللوحات وينمو من بعيد كنجمة الصبح المتلألئة تلمسه و لا تكاد تبصره بين هذه اللوحات التي لم تترك مكاناً لسماء مفتوح فالشمس غائبة والنجوم غائبة أيضاً خلف حجب الألوان القاتمة التي تسربلت بها اللوحات ويكفي أن تطل علينا الفنانة مراد بوجه انثوي رقيق يخرج لسانه في سخرية مريرة من المشهد في غزة لم تعدم فنانين وفنانات آثرن أن يحضرن بقوة ويجسدن حضور الكنعانية الفلسطينية في يومها العالمي بقوة والتي تجسد مكانه المرأة الفلسطينية في المجتمع الغزي التواق للحرية والانعتاق وإنتهاز فرص العيش الكريم. "حداثة ممزوجه " الفنان التشكيلي د.شفيق رضوان محاضر بكلية الفنون بجامعة الاقصى قال: "مما لا شك فيه إنهن مجموعه من الفنانات الشابات يقدمن جهد متميز رغم تفاوت الأساليب بين الفنانات لكن ما نشاهده اليوم هو تجربه خاصة لكل فنانة خاصة بهن معظم المشاركات حاولن التعاطي بالحداثة ممزوجه بالموروث الوطني والشعبي الفلسطيني سواء كان بشكل مباشر او غير مباشر مما يبشر لهن بمستقبل افضل وأتمنى وصولهن لمزج الفن بين الشكل والمضمون . " فرح مكبوت" سماح الشيخ تعمل مذيعه رأت أن كل مشاركة هي مؤثرة رغم أنها تقليدية لكنها مطلوبة لأنها تؤدي لتحقيق هدف والفنانات المشاركات قدمن أشياء جميله ذات دلاله ولغة خاصة لكل منهن والمشهد الذكري حاضر بلوحاتهن من فرح مكبوت وألم رغم كل الألم الإنجاز في التعبير بيوم المرأة التي تتجرع ويلات الحرب وتدفع الثمن رغم أن الحرب قرار ذكوري ويجب عدم الانتظار ليوم موسمي سنوي يجب أن يكون هناك دعوة لفعاليات مستمرة للإحتفاء بالمرأة . "لويس أرجون " مدير المركز الفرنسي " جايتون بيلان "قال اليوم العالمي للمرأة يُحتفل به من قبل نساء في العالم أجمع وتحتفل به منظمة الامم المتحدة إنه عيد وطني رغم اختلافات وتوجهات العالم فقد أصبح الاحتفال تقليد سنوي من أجل العدالة والمساوة والتنمية ويوم المرأة هو قصة نساء عاديات صنعن التاريخ وفي عام 2009 تعتبر الذكرى المائة حيث انه في عام 1909 وطبقا لاعلان الحزب الاشتراكي الامريكي كان اليوم الاول العالمي للمرأة والذي احتفل به في الاراضي الامريكية.منذ تلك السنوات الاولى للاحتفالية اخذت بعداً عالمياً واصبح يوميا مميزاً للاحتفال بتلك الاحتفالات للنساء .ومن المستحيل أن تمر هذه الذكرى وألا يحتفل المركز الفرنسي في هذا العام كان هناك شراكة مع مركز معلومات المرأة الفلسطينية ويأتي المعرض تكريما للنساء وبالخصوص الفنانات الشابات وسيتم نقل المعرض لعرضه في القدس وفي رام الله واسمحوا لي أن أقف وقفه إجلال وإكرام للنسوة التي استشهدن خلال الحرب واذكر مقوله للكاتب الفرنسي "لويس ارجون" الذي قال(إن مستقبل الرجل هو المرأة فهي لون روحه). "المرأة الفلسطينية" ومن جهتها قالت هدى حمودة رئيس جمعية مركز معلومات المرأة الفلسطينية أن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة والمرأة الفلسطينية تعاني أبشع أنواع الانتهاكات لحقوقها الإنسانية والإجتماعية والاقتصادية والسياسية خاصة مع استمرار فرض الحصار والخنق على قطاع غزة واغلاق المعابر .وأضافت تأتي هذه الذكرى ولا تزال الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال يواجهن كل أنواع الانتهاكات الإنسانية لأبسط حقوقهن في ظروف صعبة ومخالفة للقانون الدولي إضافة إلى استشهاد مائة وعشرة نساء فلسطينيات بسبب الحرب العدوانية على قطاع غزة ودعت الحركة النسوية الفلسطينية بكافة مشاربها إلى العمل الجاد لمواجهة التحديات في ظل تواصل الوضع المتدهور. "الفنانات المشاركات" جدير بالذكر ان الفنانات المشاركات هن رُفيدة سحويل ،ديانا الحصري،ميساء البردويل،مي مراد،رشا أبو زايد،مجدل نتيل،داليا عبد الرحمن. |