وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حماس: اللجان ستواصل مساعيها في القاهرة وحسم الحوار خلال ايام غير ممكن

نشر بتاريخ: 14/03/2009 ( آخر تحديث: 14/03/2009 الساعة: 18:18 )
غزة - معا - اكدت حركة حماس على لسان ناطق باسمها انه لا يمكن حسم الحوار في القاهرة خلال الايام الماضية وعودة اللجان لم يتخذ قرار بشأنها، وقال قيادي بالحركة ان اللجان ستواصل مساعيها اليوم السبت لتذليل العقبات.

فقد أكد الدكتور صلاح البردويل، القيادي في حركة حماس، والمتحدث باسم كتلتها البرلمانية بأن لجان الحوار في القاهرة ستواصل اليوم السبت مساعيها لتذليل العقبات وتفكيك عقد الحوار، وإذا لم تفلح ستعود إلى مرجعياتها من أجل التشاور، مؤكدا أن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال فشل الحوار.

واوضح البردويل في تصريحٍات صحفية ان الحوار ظل في الأيام الثلاثة الأولى يدور حول المبادئ العامة والأفكار وحسن النوايا، حيث تم الاتفاق على جداول أعمال اللجان، وكذلك الحديث في قضايا متعددة، مشيرا إلى أن القضايا الخلافية بدأت تبرز عندما بدأ الحديث في التفاصيل عن القضايا الجوهرية الرئيسية وهي الحكومة، والمنظمة، والأجهزة الأمنية، والانتخابات، فضلاً عن تفاقم مشكلة المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية.

وأكد أن الخلاف فيما يخص لجنة الحكومة يتركز في برنامجها، قائلا: "النقطة الجوهرية هي أن حركة فتح تُصرُّ على أن تلتزم الحكومة المقبلة بالتزامات المنظمة، وحماس ترى خلاف ذلك"، معتبرا أن الإصرار على هذه النقطة هو محاولة لجر الحركة إلى الاعتراف بالكيان الاسرائيلي، والدخول في قضايا لم يثبت جدواها وفعالياتها في حين أن المطلوب هو الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.

وفيما يتعلق بالخلاف حول المنظمة، أوضح البردويل أن الخلاف يتمحور حول السؤال: هل تكون هناك لجنة مشتركة عليا وطنية تقوم برعاية شؤون المنظمة لحين إصلاحها أم تظل كما هي دون إصلاح كمرجعية لفترة لا يعلمها إلا الله؟، مشيرا إلى أن حماس ومعها الفصائل ترى وجود هذه المرجعية بينما حركة فتح ترفض ذلك، وتريد إبقاء الأمور على ما هي عليه.

وبخصوص لجنة الأجهزة الأمنية، اوضح البردويل أن حركة فتح تطرح معالجة وضع الأجهزة في قطاع غزة دون الضفة الغربية، كما أن هناك خلافًا جوهريًّا حول عقيدة هذه الأجهزة، فحركة حماس ومعها الكثير من الفصائل ترى أن تنطلق هذه العقيدة من الرؤية الوطنية وحماية المقاومة، بينما تتحدث فتح عن التزامات اتفاقات التسوية بما تعنيه من تنسيق أمني وتعاون مع العدو وملاحقة المقاومة وسلاحها.

وحول الخلاف في لجنة الانتخابات، أوضح القيادي في حركة حماس أن الأمر يدور حول ماهية هذه الانتخابات وآليتها، وهل هي نسبية كاملة أم كما جرت في الانتخابات الأخيرة؟ مشددًا على أن حركة حماس ترى بقائها كما هي، أي مناصفة بين الدوائر والأفراد والنسبية الكاملة.

وأكد البردويل ضرورة أن يكون القانون الأساسي هو المرجعية في هذا الإطار، مبينًا أنه تم فتح ملف انتهاء ولاية الرئيس محمود عباس كرئيس للسلطة، معتبرا انه لا يُعقل أن يدعو لانتخابات جديدة وهو منتهي الولاية على حد تعبيره.

كما شدد على أن يبقى ملف الاعتقالات السياسية واحدًا من أهم القضايا التي تكاد تفجر الحوار، ومعتبرا ان حركة فتح تخلت عن وعدها بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، حسب قوله، والذي وعدت به في جلسة 26 شباط الماضي، متهما إياها بالمماطلة في هذا الموضوع.

واكد حرص حركة حماس على التوصل لاتفاق مصالحة، لكن دون التخلي عن الثوابت والحقوق.

وبدوره، أكد فوزي برهوم، المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس، بأنه لا يمكن حسم عملية الحوار الذي يجري في القاهرة خلال الأيام الماضية، مشيرًا إلى وجود عقبات رئيسية تعترض سير الحوار تحتاج إلى مزيدٍ من الوقت والجهد، موضحا أن الحديث عن تعليق الفصائل للحوار وعودتها إلى مرجعياتها، ما هو إلا فكرة لم يُتخذ بشأنها قرارٌ حتى الآن.

وقال برهوم في تصريحاتٍ صحفية "إن اجتماعات طارئة أمس الأول جمعت بين وفد حماس والوزير عمر سليمان، وبين وفد فتح والوزير بشكل منفصل لتذليل العقبات أمام الحوار، وأن وفد حماس ركَّز على عدة قضايا مع الوسيط المصري، مثل: قضية المعتقلين، وملف برنامج الحكومة السياسي، وملف الانتخابات، وملف منظمة التحرير، مشيرًا إلى أن هناك إنجاز كبير في لجنة المصالحة، وأنها تحتاج عامًا كاملاً لإتمام عملها".

وأضاف: "لا تزال هناك قضايا عالقة بشأن منظمة التحرير حول كيفية إعادة هيكلة وتشكيل هيئات المنظمة، والآليات المستخدمة لذلك"، مشيرا إلى أن حماس طالبت بضرورة إنشاء مرجعيةٍ وطنيةٍ مؤقتةٍ لحين تشكيل هيئات المنظمة؛ لكن "فتح" رفضت الأمر، إضافة إلى مطالبتها بضرورة القبول بشروط "الرباعية" في حال دخول المنظمة، وكذلك قبول الاتفاقيات التي وقعتها، وهو ما ترفضه حركة حماس.

وتساءل برهوم: "كيف للفصائل التي لم تكن مشاركة في المنظمة الموافقة على ما أنجزته المنظمة من اتفاقيات؟"، مشيرًا إلى أنه لا يزال هناك خلاف في وجهات النظر بين فتح والفصائل الأخرى حول آليات إعادة تشكيل هيئات منظمة التحرير .

وأكد المتحدث باسم حماس أنه لا يمكن إتمام الحوار في ظل بقاء قضية المعتقلين السياسيين عالقة، وتابع قائلاً: "إن حركة "فتح" تحدثت عن الإفراج عن أربعين معتقلاً بالأمس رغم اعتقالها ما يزيد عن سبعين شخصًا خلال أيام الحوار فقط على حد تعبيره، فحركة "فتح" بذلك تستخدم سياسة الباب الدوار في قضية المعتقلين، وتسعى إلى توظيفها كورقة ضغط".

وأشار برهوم إلى أن اتفاق المصالحة يجب أن يتم إنجازه رزمة واحدة في القاهرة، مضيفًا أنه إذا تم إنجاز أربع لجان وبقيت لجنة عالقة، سيظل الوضع عالقًا دون إنجاز حقيقي لأن اللجان الخمس مرتبطة ببعضها بعضًا.

وأضاف موضحًا أن أهم ما في اتفاق القاهرة هو معالجته لتفصيلات القضايا، وأن اتفاق مكة فشل بسبب عدم معالجته هذا الأمر بسبب ضيق الوقت، مشددًا على ضرورة عدم العمل تحت سيف الوقت في هذا الاتفاق.

وحول قضية الأسرى وملف "شاليط"، أكد فوزي برهوم أنه لم يحدث أيُّ تقدمٍ حقيقيٍّ في ملف صفقة "شاليط"، وأن ما تقوم به اسرائيل هو إطلاقٌ لبالونات الاختبار فحسب.

وأشار إلى أن هناك تقدمًا في مجال تحسن العلاقات بين بعض الأطراف الأوروبية وحركة حماس، مؤكدًا أن الأوروبيين عادوا إلى المسار الصحيح الذي ينبغي أن يكون تجاه الحركة، وتابع: "ليس لدينا خلاف مع أية دولة إقليمية أو أوروبية أو حتى أمريكا، لكن مشكلتنا الحقيقية مع الاحتلال الاسرائيلي".

وأكد القيادي في حماس أن حالة التفرق التي أصابت الساحة العربية، تأثر بشكلٍ سلبيٍّ كبيرٍ على القضية الفلسطينية، مشددا على عمق العلاقة الإستراتيجية مع مصر، ومؤكدا أن مصر لديها أربعة ملفات ثقال حول القضية الفلسطينية لا يمكن لأحد تحملها، وهي: الحوار، والتهدئة، وصفقة الأسرى، وإعادة إعمار غزة.