وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حماس لم تشدد مواقفها واولمرت خدع المصريين وتصرف كمحام ثعلب

نشر بتاريخ: 17/03/2009 ( آخر تحديث: 17/03/2009 الساعة: 19:41 )
كتب رئيس التحرير ناصر اللحام- جلس المبعوث الامني الخاص برئاسة وزراء اسرائيل عوفر ديكيل ورئيس الشاباك يوفال ديسكين في سيارة من طراز تويوتا ودخلا كنجمي سينما الى مقر وزارة الحربية في تل ابيب (كريوت) فيما استمات المراقبون في التفرس في وجهيهما علهم يستقرؤون تعابير الانفعال أو لغة الجسد لكن دون جدوى.

وبعد ساعتين من التلاعب بأعصاب سكان المنطقة يكرر اولمرت مرة اخرى سخافاته التافهة واعلانه أن حماس تشددت في مطالبها وانها عرقلت صفقة تبادل الاسرى، وهو ما يذكرنا بلحظة اعلان وقفه للحرب على غزة حين تأخر ساعتين على اجتماع الكابينيت الاسرائيلي وحين سأل المراقبون اين اولمرت؟ قيل لهم انه يتابع نتائج مباريات الدوري الانجليزي!!.

مرة اخرى تفاهات حكام اسرائيل التي تخلو من كل مسؤولية وكل اخلاق، فقد اشترط اولمرت وقف الحرب على غزة بصفقة تبادل اسرى مع حماس، وبعد ان دمّر غزة لعشرين سنة قادمة ربط صفقة شاليط بفتح المعابر وربطها كلها بالتهدئة، وعن طريق اتفاقية رايس ليفني ربط حركة السفن العربية والاسلامية في مضيق هرمز والبوسفور ومضيق جبل بن طارق والبحر الاحمر والابيض وعرب الطرابين في سيناء بحياة جلعاد شاليط!! وحين جاءت اللحظة لعتق شاليط ولسان حال حماس يقول (خذوا شاليط وافرحوا به واعطونا ابناءنا لنفرح بهم). تراجع اولمرت فورا .

وبعد ادّعاء اولمرت ان حماس تشددت في مواقفها واجهضت الصفقة، ومعنى ذلك ان حماس اجهضت وقف اطلاق النار واجهضت فتح المعابر، ذهبنا للتحقق من الامر، وعلى لسان مراقبين وصحافيين اسرائيليين قالوا لوكالة "معا" حرفيا (اولمرت مخادع وكاذب ونحن مقتنعون ان حماس لم تتشدد في مواقفها وانما اولمرت خدع المصريين وخدع الاسرائيليين وانه يقوم بهذه الحيلة لنصب فخ لرئيس الوزراء القادم في اسرائيل بنيامين نتانياهو والذي لن يجرؤ بعدها على الموافقة على صفقة رفضها اولمرت ما سيضعه تحت ضغط كبير من جانب الجيش ومن جانب المجتمع الاسرائيلي).

في الساعة الثانية ظهراً من اليوم الثلاثاء تجتمع حكومة أولمرت للبحث في هذا الامر، وفي حال كان هناك وزراء يحترمون انفسهم يتوقع أن يضربوا اولمرت بالاحذية على هذه الحيلة التافهة التي تضيع الصفقة وتخاطر بحياة العسكري شاليط. وفي حال انهم كانوا مجرد "طراطير" يتوقع ان تنطلي عليهم الحيلة ويخرجون لاتهام حماس بالتشدد.

ولكن وفي حال فشلت المفاوضات وطارت الصفقة، يتوقع ان تتشدد فصائل المقاومة هذه المرة فعلا، ولا يعرف ماذا ستقول اسرائيل اذا طلبت حماس 2000 أسير هذه المرة؟ أو انها فعلاً ردت على خديعة اولمرت بخديعة اخرى تضرب اعصاب المجتمع الاسرائيلي وتهدد استقرار المنطقة كلها.

احد المحللين الاسرائيليين في القناة العاشرة لم يتوان في الحديث عن احتمال ان تقوم اسرائيل بهجوم عسكري اخر على قطاع غزة كردة فعل على فشل الصفقة، ومرة اخرى سيموت المئات وربما الاف تحت شعار عودة شاليط.. واذا يراهن الاسرائيليون اننا سننتقد حماس او ننتقد المفاوض الفلسطيني على خلفية الصفقة فهم غارقون في الوهم، فنحن لا نحمّل سوى المحامي اولمرت نتيجة فشل الصفقة.