وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ندوة في جامعة بيرزيت حول "القدس في الذاكرة المكتوبة"

نشر بتاريخ: 17/03/2009 ( آخر تحديث: 17/03/2009 الساعة: 16:02 )
رام الله- معا-عقدت دائرة التاريخ والآثار وبرنامج الماجستير في التاريخ العربي الإسلامي في جامعة بيرزيت اليوم الثلاثاء ندوة بعنوان:"القدس في الذاكرة المكتوبة"، بمشاركة د. غسان محبيش من جامعة القدس، والباحث والمختص في الارشيف الفلسطيني في الناصرة أ. أحمد مروات، ورئيس دائرة العلوم السياسية أ.سميح حمودة.

وأكد رئيس دائرة التاريخ والآثار في الجامعة د. موسى سرور على أهمية المصادر الاولية خاصة الوثائق المحلية والعثمانية والأرشيفات والأوراق العائلية في كتابة تاريخ القدس الحديث والمعاصر، إذ تعتبر المصدر الأهم الذي يعالج التاريخ الإجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي للقدس العثمانية والانتدابية. كما تساهم هذه المصادر الجديدة في الكشف عن الكثير من تفصيلات الحياة اليومية للمجتمع المدني في القدس وذلك لتناولها للكثير من المعاملات اليومية والتي تكشف في مجملها عن طبيعة العلاقات بين الأفراد من جهة وبين الأفراد والسلطة السياسية والقضائية من جهة اخرى.

وأضاف د.سرور أنه إنطلاقاً من أهمية هذه المصادر في إعادة كتابة تاريخ فلسطين الحديث وفي الكشف عن التاريخ المنسي او المخفي عن القدس تقرر عقد هذه الندوة العلمية بمناسبة القدس عاصمة الثقافة العربية 2009.

وتناول د.محبيش في مداخلته حول " تكية خاصكي سلطان : دراسة في الوثائق العثمانية"، نشأة هذه التكية واهميتها خاصة وأنها تعتبر التكية الوحيدة التي أنشأتها زوجة السلطان سليمان القانوني في القدس عام 1556. مشيراً ان هذه التكية هي أهم مؤسسة خيرية عثمانية في القدس حيث كانت تقدم خدمات مجانية للفقراء وعابري السبيل خلال فترة تقارب أربعة قرون.

واستعرض د. محبيش المصادر الاولوية كسجلات القدس الشرعية التي ساعدت في دراسة المؤسسات الخيرية وقدمت معلومات دقيقة عن مختلف جوانب الحياة الإجتماعية والإقتصادية والإدارية والعمرانية، بالإضافة إلى الوثائق العثمانية المتعلقة بالموضوع والمحفوظة بأرشيف مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس، وعدد من المخطوطات الهامة المحفوظة في المكتبة الخالدية في القدس.

من ناحيته أوضح الأستاذ مروات في مداخلته حول "الارشيفات الفلسطينية المنهوبة عام 1948"، دور الأشيفات في تقديم العديد من المعلومات الهامة التي تم التعتيم عليها أكثر من 60 عاماً، مضيفاً: "انه من خلال العمل المتواصل في الارشيفات تبين أن هناك ملفات وتقارير مفصلة تحمل "اسم القدس" في فترات زمنية متباعدة وخاصة فترة الثلاثينات وصولاً إلى الإحتلال منذ عام 1948".

وأشار أن بعض التقارير والملفات التي أعدت من قبل الهاجاناة ما بين 1937-1939 تضمنت أهم الأحداث التي جرت في فلسطين، وملفات الخدمات العسكرية، وشراء الأسلحة والتدريب اليهودي والتجنيد في لجيش البريطاني والبوليس وغيرها.

اما الأستاذ حمودة فقام بالتعريف بوثائق وأوراق المجلس الشرعي الإسلامي الاعلى في فلسطين، التي تهدف إلى لفت أنظار الباحثين والمهتمين بالتاريخ الفلسطيني إلى أحد أهم المصادر الأرشيفية الفلسطينية حول تاريخ فلسطين الحديث، مؤكداً أن هذه الوثائق تعتبر مصدر مهم للإطلاع على ما يمكن اعتباره الرواية الفلسطينية لحقبة الإنتداب البريطاني على فلسطين، واوضاع الضفة الغربية بعد النكبة مباشرة وخلال الحكم الأردني (1948-1967).

وأوضح حمودة الإطار التاريخي العام لهذه المجموعة من الاوراق والوثائق، مشيراً إلى أهميتها ودورها في كشف ودراسة جوانب غامضة أو مهملة أو مختلف على تفسيرها في تاريخ الفترة الإنتدابية.