|
قراءة في خطاب ايهود اولمرت حول صفقة تبادل الاسرى
نشر بتاريخ: 17/03/2009 ( آخر تحديث: 18/03/2009 الساعة: 10:08 )
القدس- تقرير وكالة معا- ليس من المتعارف عليه ان يخرج رئيس الوزراء في اسرائيل بخطاب مباشر الا في الحالات الطارئة التي يريد فيها ان يجهّز الجبهة الداخلية لعمل ما، وخروج اولمرت في خطاب متلفز مباشر حول صفقة جلعاد شاليط تحمل في ثناياها قراءات عدة يجب الانتباه لها وخصوصا انه سيغادر الحكم بعد عدة ايام ليتسلم من بعده نتانياهو على رأس حكومة يمين متطرف:
اولا: ان اولمرت انتقل من حالة الدفاع عن النفس الى حالة الهجوم، وبدلا من انتقاد العالم لحكومة اليمين المتطرف التي تتشكل حاول اولمرت ان يخاطب العالم بالقول ان اليهود جاءوا الى هذه الارض ليعيشوا بسلام الا ان الاعداء يحيطون بهم من كل مكان ما يضطر اسرائيل لمحاربتهم. ثانيا: حاول اولمرت تبرير ذاته امام الجمهور العبري وخصوصا ان الجمهور اليهودي لم ينس ما قاله المبعوث الامني الاسرائيلي الجنرال عاموص جلعاد قبل نحو ثلاثة اسابيع لصحيفة معاريف ( ان اولمرت هو الذي يفشل اتمام صفقة شاليط وان الرئيس المصري يبذل جهودا خارقة لانجاحها الا ان اولمرت ظل يؤجل الصفقة حتى انتهت ولاية حكومته ) وحينها ثار اولمرت في وجه جلعاد وطلب منه الاعتذار ولكن جلعاد رفض وخرج من جلسة الحكومة. ثالثا: اشار اولمرت مرتين الا ان وزراء الحكومة استمعوا الى عناوين عامة وانه لم يعطهم اية تفاصيل خلال الجلسة الاستثنائية، ما يشير الى ان هناك ملفات سرية - وبالتالي قرارات سرية - لا تريد ادارة اولمرت الافصاح عنها والابقاء عليها مباغتة ما يثير الشكوك حول المخططات القادمة. رابعا : حاول اولمرت ان يظهر نفسه كقائد مبتكر من خلال تغيير قواعد اللعبة المتعارف عليها منذ عشرات السنين في الشرق الاوسط في اطار صفقات تبادل الاسرى فقال انه لن يقبل اضافة اية اسماء للقائمة وان حماس كيان وحشي دموي عديم الرحمة. وادعّى بان رؤساء دول من العالم انتقدوا الثمن الباهظ الذي تدفعه اسرائيل لقاء اسراها ما سيدفع الفلسطينيين للرد "ان اسرائيل نفسها قد اختطفت واعتقلت واسرت مئات الاف العرب - بل وقتلت الاسرى المصريي في حرب الغفران". خامسا: قال اولمرت طالما انا رئيس حكومة لن اقبل بشروط حماس وهو بذلك يصنع فخا لخلفه بيبي نتانياهو والذي سيجد حرجا من فتح هذا الملف مرة اخرى اي ان اولمرت خلط اوراق اللعبة الحزبية الاسرائيلية الداخلية باوراق صفقة التبادل. سادسا : اعلن اولمرت انه شكّل لجنة للمتابعة الامر وهي لجنة بعضوية اعضاء متشددين هدفها المتابعة الامنية لخنق قطاع غزة وزيادة الحصار واغلاق المعابر من اجل مقايضة سكان قطاع غزة الخبز والحياة مقابل شروط التبادل وهو ما اثار العديد من الانتقادات الاسرائيلية ضده حيث انه ربط من قبل امر التهدئة بامر شاليط. سابعا : قول اولمرت ان الجهود لاستعادة شليط مستمرة وقوله (ان اية حكومة برئاستي لن تقبل بشروط الصفقة) يوحي وكأن اسرائيل ستحاول بطرق اخرى غير التفاوض لاستعادة شاليط. وقد حصلت وكالة معا على قائمة اسرائيلية لابرز الاسرى الذين توافق اسرائيل على اطلاق سراحهم بشرط ابعادهم وهم عشرة محكومين بالمؤبد: ( عبد اللطيف شقير من قلقيلية - حركة فتح محكوم مؤبد ومعتقل منذ العام 1986 + ناصر نزال من قلقيلية حماس + زيد الكيلاني + سعيد بدارنة من يعبد وهو من مجموعات يحيى عياش + محمد طاهر محمود كرم من جنين + وليد الجاص من خربثا + ابراهيم شماسنة + عيد شلالدة من بيتونيا وهو حماس + ادريس الرجبي من الخليل وهو حماس + فادي الجعبة وهو محكوم 18 مؤبد ). اما من ترفض اسرائيل اطلاق سراحهم وترفض ابعادهم فهم عشرة مؤبدات: بهيج بدر من بيت لقيا ومحكوم 18 مؤبد عبد الله البرغوثي محمد عرمان ابراهيم حامد عباس السيد مهند شريم رائد الخضري جمال ابو الهيجا معاذ بلال حسن سلامة. |