|
حوار القاهرة بانتظار المرجعيات العليا وعودة سليمان من واشنطن
نشر بتاريخ: 19/03/2009 ( آخر تحديث: 20/03/2009 الساعة: 10:13 )
بيت لحم- معا - وسط تفاؤل حذر رفعت جلسات الحوار الوطني في القاهرة اليوم، بانتظار عودة مدير المخابرات المصرية عمر سليمان من واشنطن خلال الايام القادمة .
وقد تباينت مواقف المتحاورين حول حصاد الحوار طيلة الايام الماضية ،ففيما ترى حماس ان الحوار اجتاز الكثير من العقبات ،رات حركة فتح ان عقبات كثيرة ما زالت تعترض التوصل الى اتفاق نهائي في كافة ملفات الحوار . ولم يخف عزام الاحمد رئيس كتلة فتح في التشريعي ورئيس وفد (فتح) للجنة الحكومة في حوار القاهرة، قلققه من تعثر الحوار عندما اشار في حديث للجزيرة امس عن تراجع منظمة التحرير .الا انه عزام لم يستبعد استئناف جولة جديدة من الحوار الاسبوع القادم. وشدد الأحمد في تصريح للصحفيين مساء اليوم، بالقاهرة على ضرورة وجود إرادة قوية لدى حركة حماس من أجل طى صفحة الانقسام، وإخراج الشعب الفلسطيني من المأزق الراهن. وقال الأحمد: 'جلسنا وأصبح هناك تفاعل وأصبح هناك قضايا كبيرة متفق عليها بغض النظر عن تفاصيلها ولكن العناصر الرئيسية للانقسام لم تنتهي بعد، حيث أن الجو أصبح مهيأ أكثر من السابق وهذا بحد ذاته نجاح، ولكن إذا لم نتفق في الجولة القادمة ستكون قمة الفشل '. وتابع: ما دام الحوار متواصل فإنه لا يوجد فشل يذكر، فهناك نقاط خلاف فيما بيننا وخصوصا فيما يتعلق ببرنامج الحكومة الانتقالية، فحركة حماس لم تأتى بجديد، وآمل أن نتوصل إلى اتفاق من خلال جولة الحوار القادمة. وأشار إلى أن معظم النقاط كانت حماس في جهة، وكل الفصائل بما فيهم حركة الجهاد الإسلامي في جهة أخرى، مضيفا: فمثلا قضية التمثيل النسبي كل الفصائل بما فيهم المستقلون مع هذا القرار. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس وفدها الى لجنة الحكومة في حوار القاهرة نبيل شعث "على مستوى الكم انهينا 97% من اعمالنا اما على مستوى الاهمية فانجزنا 85% من القضايا ويبقى موضوع الحكومة بشقيه وموضوع القانون الانتخابي اضافة الى مسألة الهيئة القيادية" التي ستتشكل الى حين اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني (بمثابة برلمان منظمة التحرير الفلسطينية) في كانون الثاني/يناير 2010. واضاف "هذه النقاط لن تحل الا بمجئ الوزير عمر سليمان الذي ذهب الى واشنطن كما ذهب وزير الخارجية (المصري) احمد ابو الغيط الى بروكسل لاستكشاف كيف يمكن ان تحظى هذه الحكومة باكبر دعم دولي ممكن والوزير سليمان لن يعود قبل 3 او اربعة ايام وبمجرد عودته سيجري مشاورات لتحديد موعد لاستئناف اعمال الحوار اي اننا سنعاود الاجتماع بعد اسبوع تقريبا". واكد شعث انه "لا يمكن القول ان الحوار فشل ونحن نغادر الان بمزيج من الحزن لاننا لم ننه كل اعمالنا ولكننا على قناعة ان ما تم حتى الان سيسهم في طي صفحة الانقسام على الساحة الفلسطينية". اما الدكتور مصطفى البرغوثي رئيس وفد المبادرة الوطنية الفلسطينية الى حوار القاهرة فاكد استئناف الحوار خلال ايام بعد عودة الوزير عمر سليمان مدير المخابرات المصرية الذي يواصل جهوده من خلال زيارته الى واشنطن لاقناع المجتمع الدولي بتقبل حكومة وحدة فلسطينية . وقال البرغوثي في تصريحات لمعا "انه جرى الاتفاق في ختام جولة الحوار على المحافظة على ما تم انجازه وعدم التراجع عن اي نقطة اتفق عليها والحفاظ على الجو الايجابي والبناء الذي ساد الاجتماعات في القاهرة خاصة في وسائل الاعلام." واضاف البرغوثي انه اتفق ايضا على ان تجري الوفود مشاورات بشان قضايا الخلاف من اجل المساهمة في التقدم حال التئام جلسات الحوار في القاهرة خلال الايام القادمة خاصة وان القضايا التي ما زالت بحاجة الى حسم اصبحت محددة وواضحة. وقال البرغوثي ان جهودنا ستتواصل للمساعدة في تقريب المواقف رغم محاولات اسرائيل تخريب الحوار الوطني. وكانت جلسات الحوار رفعت ظهر اليوم الخميس، دون التوصل لاتفاق مصالحة نهائي، واتفق ممثلو الفصائل الفلسطينية على تسمية الحكومة الفلسطينية القادمة باسم "حكومة توافق"، على ان تشكل وفقا للقانون الاساسي الذي يعطي الاغلبية في المجلس التشريعي الفلسطيني وزناً اساسياً، مع مراعات التوافق الوطني. ممثل جبهة النضال:حوار القاهرة فشل من جهته قال محمود الزق عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، وعضو وفدها في القاهرة ،بأن الحوار الوطني "قد سجل فشلا ذريعاً ". واعتبر الزق ما وصفها بمحاولة التغطية الإعلامية لتجميل ما حدث في القاهرة ، والترويج له وكأن الأمور الوطنية قد تم التوافق عليها، ولم يبق إلا الشيء القليل "ما هي الا محاولة تضليل وخداع لجماهير الشعب الفلسطيني خاصة ،والامة العربية عامة التي تنتظر بفارغ الصبر توافقا فلسطينيا حقيقيا ينسجم والمخاطر التي تهدد مشروعنا الوطني بأكمله ". وأكد الزق في بيان صحفي وصل لوكالة" معا " بأن الهروب" من معطيات الوقائع والالتفاف حول الحقائق واللجوء إلى خطاب إعلامي يتسم بالجبن والنفاق لن يعفينا من مجابهة الإجماع الوطني الشعبي الذي يصرخ بأعلى صوته مطالبا قواه الوطنية بإعادة الوحدة وإنهاء حالة الانقسام كمخرج حقيقي للأزمة الداخلية ". وارجع الزق فشل الحوار الى ما وصفه بعقلية المحاصصة ومحاولة تكريس وقائع الانقسام وتشريعها وغياب الهم الوطني العام وسيادة العقلية الفصائلية . واعرب الزق عن اعتذاره "من الفقراء والكادحين وصرخات أطفالهم ،والمحاصرين المرضى والجوعى العاطلين عن العمل لأننا لم نستمع لأصوات العنصريين الإسرائيليين الحكام الجدد ولا لهدير جرافاتهم التي تواصل بناء جدار الفصل العنصري وتبتلع الأرض وتقيم المستوطنات على تراب الوطن" . ووجه الزق الشكر لمصر قيادة وشعبا على جهودهم الصادقة والمخلصة التي بذلوها ضيافة و جهدا يفوق جهدنا بدرجات. وقال " أننا في هذه اللحظة غير ناضجين لانجاز ما يطمحاليه الاخوة المصريين ويسعون لأجله وبما يتناسب والمصلحة الوطنية الفلسطينية وتحديدا استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام". |