وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وسط دوامة العنف - مؤتمر دولي ضد العنف في بيت لحم

نشر بتاريخ: 28/12/2005 ( آخر تحديث: 28/12/2005 الساعة: 10:46 )
معا - افتتح مساء الثلاثاء المؤتمر الدولي للمقاومة الجماهيرية (اللاعنفية) الذي تقيمه مؤسسة هولي لاند ترست ومقرها مدينة بيت لحم وذلك بحضور نحو مائتين من الأجانب من مختلف أنحاء العالم وحشد جماهيري شعبي وممثلي القوى والفعاليات والمؤسسات المختلفة وذلك في قاعة نيسان بمدينة بيت لحم حيث يستمر المؤتمر لمدة أربعة أيام متتالية.

وفي تقرير كتبه نجيب فراج على صفحة الشبكة الاخبارية جاء انه وفي بداية المؤتمر ألقى سامي عوض احد منظمي المؤتمر كلمة طلب في بدايتها من الحضور الوقوف دقيقة صمت وحداد على أرواح الشهداء ومن ثم عزف النشيد الوطني الفلسطيني وأستذكر عوض الأب المرحوم إبراهيم عياد أحد مؤسسي هولي لاند ترست والمناضل من أجل الحرية والاستقلال وقال أن الشعب الفلسطيني يناهض الاحتلال ويسعى لإقامة السلام العادل وتحقيق حلمه بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

وبعد ذلك ألقى الدكتور مبارك عوض رئيس المؤتمر الدولي للمقاومة اللاعنفية ومقره واشنطن العاصمة الذي أوضح بأن إقامة هذا المؤتمر في بيت لحم التي ترزح تحت الاحتلال له دلالة كبرى بالنسبة لنا حيث نعيش ببلد المعجزات ومع ذلك نحتفل في مدينة ضحية للاحتلال والعنف وبالتالي علينا أن نأتي بأفكار ورؤى جديدة لكي نحصل على مستقبل يليق بأبنائنا وأحفادنا.

وأوضح عوض في كلمته التي ألقاها باللغة الانجليزية أن الاحتلال كان قد أبعده عن ارض الوطن عام 1988 لأنه أمن بالنضال اللاعنفي وهو لا يمكنه أن يعود إلى ارض الوطن كمواطن فلسطيني, مستذكرا أن والدته كانت مصدر إلهامه بأسلوب النضال اللاعنفي (حينما حاربت الغضب الذي ثار في أحشائي حينما قتلوا والدي وخلفوا وراؤه أرملة وسبعة أطفال وكانت تقول لي دائما لا تسمح لروح الغضب والانتقام أن تتسلل إلى داخلك).

وشدد عوض على أن هذا المؤتمر ليس لصنع السلام ولا لحل مشكلة الشرق الأوسط انه من اجل مناصرة بيت لحم والشعب الفلسطيني في مواجهتهم ومناهضتهم لما يعانوه من ممارسات الاحتلال, ولكي تكون بيت لحم مدينة مفتوحة للسواح والحجاج ولضيوفها الذين يمنعون من دخولها مشيرا أن نشطاء من حركة السلام الإسرائيلية منعوا من الوصول إلى المؤتمر.

واختتم حديثه بالقول أن من بين أهداف المؤتمر إعطاء فرصة لزوارنا الأجانب أن يسلموا ويشاهدوا ويجتمعوا مع قادة وأبناء شعبنا الفلسطيني للاطلاع على معاناته والتضامن معه.

وبعد ذلك ألقى بيتر بورن رسالة موجهة للمؤتمر من قبل الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر والذي حيا فيها المؤتمرون الذين يحملون رسالة واضحة ليس فيها أي غموض وهي الوقوف ضد كل أشكال العنف والظلم والاضطهاد والتضامن مع الشعوب المقهورة , وأضاف إن ما يحصل في منطقة الشرق الأوسط هي ظواهر شاذة يجب أن تزول, ولن تزول إلا بمد جسور الحوار والتفاهم والمحبة بين جميع الأطراف وللتوصل إلى سلام عادل يحقق الأمن والاستقرار والحياة لكافة أهالي الأراضي المقدسة.

وبعد ذلك ألقيت رسالة موجهة من رئيس الأساقفة ديز موند توتو الحاصل على جائزة نوبل للسلام الذي انتقد تصرفات قوات الاحتلال الإسرائيلي مشبها الوضع في الأراضي المحتلة الفلسطينية بوضع جنوب إفريقيا زمن النظام العنصري وهذا الوضع لا يمكن مجابهته إلا بالنضال اللاعنفي وهي الطريق التي ستوصل للسلام لأنها طريقة مضمونة تبعد لغة الانتقام والانتقام المضاد, وذكر في رسالته مدينة بيت ساحور الذي كان قد زارها في وقت ماض والتي كانت عنوانا للنضال اللاعنفي في قضية العصيان المدني, وانتقد توتو الجدار الفاصل الذي يحول مدينة بيت لحم إلى مكان مغلق ويسلبها حقها في الحياة الطبيعية وهي التي قبل ألفي عام ونيف شع منها نور يسوع لكل البشرية داعيا المواطنين الفلسطينيين بالسعي المتواصل والد ؤوب نحو السلام العادل الذي يحقق لهم الاستقلال والحرية.

أما الدكتور فكتور بطارسة رئيس بلدية بيت لحم فقد أعرب عن سعادته أن تحتضن بيت لحم حيث ولد المخلص يسوع وهو رئيس السلام وندعوه اليوم رئيس اللاعنف هذا المؤتمر المميز, وقال لقد كرس السيد المسيح حياته لمقاومة الظلم والاستبداد دون استخدام العنف ووسائل لا زالت ناجعة حتى يومنا هذا, وقال إن بيت لحم تتعرض لسياسة حصار جائرة ولاعتداءات واستبداد وظلم متواصل, إلا أنها تصر على مواجهة ذلك بمزيد من الحوار واستقبال ضيوف من مختلف العالم وبذلك تكون بيت لحم وباقي الأراضي الفلسطينية تقاوم بصبر ورباطة جأش كل هذه الأساليب ولا شك أن مجيئكم إلى بيت لحم له علاقة بنصرة وطننا.

وكان أخر المتحدثين محافظ بيت لحم صلاح التعمري الذي ألقى كلمة نيابة عن الرئيس محمود عباس الذي لم يتمكن من الحضور لانشغاله بأمور أخرى حيث قال بأن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم أساليب العنف ضد شعب اعزل لا يأبه بكل الاحتجاجات الدولية ضده لقد أطلق النار مرارا وتكرارا على مدنيين فلسطينيين ومنع النسوة الحوامل من الوصول إلى المستشفيات ومنع المرضى أيضا, وتصدى لطلبة المدارس في مظاهراتهم السلمية وقتل المئات منهم ومن بينهم الشهيد مؤيد الجواريش من سكان بيت لحم الذي لم يتعدى عمره الحادية عشرة حيث قتل وهو عائد من مدرسته إلى بيته, كل هذه الظواهر تشير إلى أن دموية الاحتلال وعنفه هي السائدة في بلادنا ويجب أن تتوقف مشيرا إلى أن المؤتمر هو احد أساليب مناهضة عنف الاحتلال الإسرائيلي, مختتما حديثه بان بيت لحم وفلسطين تقوى بأصدقائها في العالم وعلى رأسهم من حضروا المؤتمر او من يشاركون في مظاهرات ضد جدار الفصل العنصري.

هذا وقد تخلل افتتاح المؤتمر الذي دارت عرافته سوزان ساحوري فقرة دبكة ورقص شعبي قدمته فرقة موال الفلسطينية بمدينة الناصرة .

ويستمر المؤتمر حتى مساء الجمعة حيث يتضمن العديد من النشاطات والمداخلات وورش العمل من قبل نشطاء وأكاديميون من مختلف أنحاء العالم وسيختتم بمسيرة ضد جدار الفصل العنصري مساء الجمعة القادم.

وقد حضر المؤتمر الدكتورة هند خوري وزيرة شؤون القدس والمهندس زياد البندك وزير السياحة والشيخ تيسير التميمي قاضي القضاة وقيس عبد الكريم عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية وجمهرة كبيرة من الفعاليات المختلفة من بينهم أعضاء بلدية بيت لحم من بينهم المحسوبين على حركتي حماس والجهاد الإسلامي الأمر الذي يدلل على مدى توق الشعب الفلسطيني للسلام العادل حسب عدد من المراقبين الذين حضروا المؤتمر.