وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحديث ذو شجون **الوفاء الأكبر! \\بقلم :فايز نصار

نشر بتاريخ: 21/03/2009 ( آخر تحديث: 21/03/2009 الساعة: 22:54 )
الخليل - معا - قبل واحد وعشرين سنة كانت عمان تحتضن بطولة كاس العرب الخامسة ، وكانت معظم الدول العربية تشارك في البطولة بفرق من الصف الثاني أو الثالث ، إلا مصر والعرق وسوريا والأردن التي شاركت بفريقها الأول، وكان نهائي تلك البطولة سياسيا بامتياز ، حيث جمع قطبي حزب البعث العربي الاشتراكي ،بجناحيه العراقي والسوري ، على أرض ملعب الحسين .

يومها لعب الفراعنة في قبل النهائي لقاءا للخلود مع نوارس سوريا ،، وكانت أوراق المنتخب المصري هي الأفضل بوجود أبو زيد وشوبير وربيع ياسين وإسماعيل يوسف ، ولكن رفاق عبد القادر كردغلي سحبوا البساط من تحت أقدام سفراء أم الدنيا ، بعد موقعة تاريخية كانت المثابرة رأسمالها الأول ،على عكس اسود الرافدين ، الذين وصلوا النهائي على حساب أصحاب الأرض بدون عناء .

وفي المباراة الختامية زحفت الجماهير من عاصمة الراشدين ، وسالت دمشق على عمان بعشرات الحافلات الحبلى بعشاق النوارس ، فكان اللقاء الماجد فوق المستطيل الأخضر ، ولكن لقاءا لا يقل أهمية كان في المدرجات بين حاملي الرايات الحمراء القادمين من مختلف المدن السورية ، وحاملي البيارق الخضراء ، الوافدين من كل محافظات العراق ،بكل أثنياته و اطيافه !

كان المنظر جميلا ، لم ينغصه إلا إصرار الجماهير على رفع رايات قادة البلدين ، فارتفعت صور الراحل صدام حسين على الميمنة ، وصور الراحل حافظ الأسد على الميسرة ... يومها همس صاحبي في أذني بسؤال تهربت من اجابته : لماذا لا يرفع هؤلاء صور عبد القادر كردغلي واحمد راضي ؟

المهم أن الرياضة انتصرت يومها ، بمهارات النجوم ، الذين أحسنوا البلاء الرياضي فوق المستطيل الأخضر ، ونجح جورج خوري وحسين ذيب من الجانب السوري ، وكريم علاوي وعدنان درجال من الجانب العراقي في خطف النجومية من الزعيمين ، الذين رفعت صورهم في المدرجات .

المهم أن كاس العرب الخامسة التي فازت بها العراق عن جدارة ، كانت فرصة لي للتعرف على الأمير الرياضي الشهيد ، الشيخ فهد الأحمد ، الذي كان رمانة الميزان في تلك البطولة ، وفاء لتقاليده الرياضية ، التي جعلته حامل الماء لكل المنافسات الرياضية العربية والأسيوية .

يومها نظم الشيخ الشهيد مباراة شرفية بين إداريي المنتخبات المشاركة والإعلاميين ، وأصر على المشاركة بنفسه بارتداء الازرق الكويتي، وبعد تلك المباراة التي كانت حافلة بالمواقف الكوميدية المشهودة ، اقتربت من أبي أحمد – رحمه الله – وطلبت منه أن يمنحني قميصه الرياضية رقم 4 ... فقدم لي القميص الأزرق الذي ما زلت أحتفظ به !

وعلى هامش تلك البطولة المشهودة توقفت المدافع بين العراق وإيران ، بعد ثماني سنوات من التطاحن ، الذي أزهق حياة الملايين ، فكانت فرحة العراقيين غير موصوفة بكأس البطولة ، وبتوقف الحرب ، وكانت فرحة العرب بفرحتين ، بنجاح البطولة العربية ، وتوقف المدافع على الجبهة الشرقية .

ورغم كل هذه الهالة السياسية للزعماء الذين رفعت صورهم ، وكانوا مصدر القرار في كثير من المعارك ، إلا أن النجم السوبر ظل الشهيد أبو احمد ، الذي كان مصدر القرار في النضال الرياضي المرير لاستعادة الحقوق الرياضية الفلسطينية .

يومها أكثرت من الأسئلة عن الشيخ الشهيد ، فعلمت أنه كان فدائيا في معسكرات المقاومة في الأردن ، وعلمت أنه كان مناضلا لا تلين قناته في الذود عن الحياض الفلسطينية ، وفي محاولة استرجاع التراث الرياضي الفلسطيني .

قبل فهد الأحمد – رحمه الله – كانت هذه الاسرائيل تسرح وتمرح في المحافل الرياضية الآسيوية ، ولما جاء الفهد خاض حربا ضروسا أسفرت عن طرد إسرائيل من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ، ومن المجلس الأولمبي الآسيوي ، الذي أصبح الفهد رئيسا له ، قبل أن تنتقل المهام لنجله الشيخ أحمد ، الذي ما زال يحفظ أمانة الدفاع عن الرياضة الفلسطينية .

منذ الخمسينات كانت الكويت ظئرا للفلسطينيين ، الذين أخذوا منها وأعطوها ، والاهم أن الكويت ظلت تناضل لاسترجاع الحقوق الرياضية الفلسطينية ، وظل الشهيد الشيخ فهد الأحمد ، وابنه الشيخ أحمد الفهد يجوبان الدنيا لإقناع العالم بحقيقة الظلم الرياضي ، الذي وقع على شعب فلسطين الشريد .

ولما اختلف العرب على جدلية الغزو العراقي للكويت ، حافظت الكويت على أمانة الدفاع عن الرياضية الفلسطينية ، وظل الشيخ أحمد الفهد يستمد عطاءه للرياضة الفلسطينية من تعاليم المرحوم الشيخ فهد ، التي يحفظها الأحمد عن ظهر قلب منذ نعومة أظافره .

ولان فلسطين مجبولة على الوفاء ،منح فخامة الرئيس محمود عباس السيف باريها ، فحرق اللواء الرياضي أبو رامي المراحل ، وكانت زيارته للكويت توجها نحو العنوان الصحيح ، فرد ابن الفهد التحية بمثلها ، وجاء الوفاء الأكبر بوسام القدس قدمه رئيس كل الفلسطينيين للشهيد الشيخ فهد الأحمد .

والحديث ذو شجون