وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جامعة النجاح تنظم حفل تأبين لرئيس مجلس أمنائها صلاح المصري

نشر بتاريخ: 22/03/2009 ( آخر تحديث: 22/03/2009 الساعة: 21:58 )
نابلس- معا- نظمت جامعة النجاح الوطنية مساء اليوم، حفل تأبين لرئيس مجلس أمنائها الراحل صلاح حكمت المصري (أبو حكمت)، وذلك بحضور الدكتور صائب عريقات ممثلا عن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، الرئيس محمود عباس ، وأعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمجلس الوطني الفلسطيني، والمحافظين، وأعضاء من اللجنة المركزية لحركة فنح، ونواب المجلس التشريعي، وممثلي الطوائف الإسلامية والمسيحية والسامرية، وممثلي مؤسسات المجتمع المدني من كافة محافظات الوطن، وأعضاء مجالس محلية وبلدية والغرف التجارية الفلسطينية وممثلي القطاع الخاص، وممثلي الأجهزة الأمنية، وأعضاء مجلس أمناء الجامعة، وأسرة الجامعة وأصدقاء الفقيد وعائلة المصري وذويه وشد كبير من المواطنين.

وبدأ الحفل الذي ترأس عرافته الأستاذ الدكتور خليل عوده عميد كلية الآداب ورئيس اللجنة التحضيرية لحفل التأبين بعزف للسلام الوطني الفلسطيني ثم قراءة آيات من الذكر الحكيم والوقوف دقيقة صمت حدادا على روح الفقيد، ثم ألقيت خلال الحفل عدة كلمات تناول المتحدثون خلالها مناقب الفقيد والأثر الذي تركه ودوره في خدمة الوطن بشكل عام وقطاع التعليم بشكل خاص.

وتحدث الدكتور فاروق زعيتر نائب رئيس مجلس أمناء الجامعة خلال كلمته عن مشاعره عن الكتابة عن المرحوم صلاح حكمت المصري وقال: إن القلم يرتعش في يدي، وعـندما كتبت هذه الكلمات استطعت مرة بعد مرة أن ألملم مشاعري بعد أن عشت ساعـات لا أصدق انه قد مات، ولكن الإنسان لابد وأن يرد بالإيمان إلى التسليم بقدر الله وقضائه".

كما أشاد بدور الفقيد ومناقبه في محطات عديدة من خلال تقديمه الخدمات للأهل والوطن والأصحاب، فكان دائم الاتصال معهم يتواصل في جهوده ويتحمل المسؤولية ويتخذ القرار في سبيل مصلحة الجامعة بكل جرأة وثبات ومهما كانت التبعات لأنه آمن بأن جامعة النجاح قلعة علمية تشكل حقيقة تاريخية مشرقة في تاريخ نابلس وفلسطين، فاتخذ القرارات وتحمل المسؤوليات حتى عندما كان يصارع المرض ايماناً منه بأن الجامعة تشكل العمود الفقري لمسيرة العلم والبحث في فلسطين، شكلت وتشكل نهضة منذ ما يزيد على تسعة عقود، كان باسم الوجه مع الجميع، أصر على العطاء حتى أعطى ما نلاحظه مع القلاع العلمية في الحرم الجامعي الجديد.

واشار د. زعيتر الى ان الراحل الكبير كان دائماً من السباقين إلى كل عمل نافع في العلم والاقتصاد والاجتماع والإنسانيات حتى إن ذكراه تعني الأمل والعمل والبذل دون رجوع أو نكوص لأن الوفاء كان وجدانه، وحمل الأمانة ضميره، إنه رجل المواقف هو إبن نابلس، هو إبن فلسطين، وكان جل همه دائماً استقرار الجامعة واستقرار المدينة والوطن، لا يرى للفوضى والفلتان عذراً، فهو الفلسطيني العربي الأصيل.

ثم تلاه في الحديث الأستاذ الدكتور رامي حمد الله رئيس الجامعة وقال: اسمحوا لي بداية أن أترحم على روح فقيد الجامعة والوطن، المرحوم صلاح حكمت المصري، الذي خسرناه على مستوى الجامعة والوطن وعلى المستوى الشخصي أيضاً فرحمة الله عليه رحمة واسعة غامرة بعبق الجنة، ودعاء الصالحين، إنني أقف اليوم عاجزاً عن التعبير عن مشاعري، وأنا أتحدث عن صلاح المصري بخطاب الغائب ولغة الماضي، فما عهدته غائباً عني ولا بعيداً عن عيني، فقد كان بالنسبة لي أخاً وصديقاً ورفيقاً وقريباً، ولم أتخيل في يوم من الأيام أنني سأفتقد وجوده معي، أو رحيله عني، ولكن اقتضت حكمة الخالق عز وجل أن يكون الأمر كذلك، ولا نملك مع قضاء الله رداً أو اعتراضاً، ولا حول ولا قوة إلا بالله".

وتحدث ا.د. حمدالله عن العلاقة التي تربطه بالراحل وامتدادها وقال:لقد تجاوزت علاقتي به حدود العمل أو الرسميات وربطتني به علاقات شخصية وأسرية بدأت مراحلها في أوائل التسعينيات بعد خروجه من السجن، ثم تواصلت هذه العلاقة بشكل خاص عندما استلمت إدارة الجامعة عام 1998 وكان وقتها نائباً لرئيس مجلس الأمناء، وكنت ألتقيه عندما تعقد جلسات مجلس الأمناء، وكان يتسم دائماً بالموضوعية والصراحة والصدق والشفافية، وكنت دائماً من خلال حديثي معه أحس أنه قريب جداً من نفسي محبب إلى شخصي. وبدأت علاقتي تتوثق به أكثر فأكثر، وازدادت هذه العلاقة قوة وحميمية بعد استلامه رئاسة مجلس الأمناء.

فعلى مستوى الجامعة والعمل، اشار ا.د. حمدالله انه قد عرف الراحل إنساناً ملتزماً مخلصاً في عمله يحب الجامعة كحبه لأبنائه، ويسعى دائماً من أجل تطويرها وتقدمها، وكنت أعمل معه في كل المواقف بروح الفريق الواحد، لم أشعر في يوم من الأيام أو في موقف من المواقف صغيراً كان أم كبيراً أنه يسير في اتجاه معاكس، كان التفاهم بيننا دائماً، لم نختلف في موضوع من الموضوعات، كان يعرف أين هي صلاحياته، وأين هي صلاحياتي، وعندما كانت تأتيه مراجعات من بعض الزملاء أو الطلبة، كان دائماً يقول لهم عليكم أن تتوجهوا إلى العنوان الصحيح في مثل هذه الأمور، إنها إدارة الجامعة.

وقال "لقد أحب النجاح بكل صدق، وسار على درب أبيه المرحوم حكمت المصري، شيخ هذه الجامعة ومؤسسها الأول، فكان خط حياته متلازماً مع خط أبيه في مقاومة الجهل والتخلف."

وخلال كلمته عدد أ.د. رئيس الجامعة مجموعة من خصال الفقيد وقال: محطات كثيرة في حياة صلاح المصري، لا يمكن اختزالها في عجالة سريعة، فالحديث عنه يطول ويطول، لأن علاقتي به أكبر من أن تحتويها سطور تكتب أو كلمات تقال. لقد كان صلاح المصري أخاً ورفيقاً وصديقاً تحلى بكل الصفات والمناقب التي يمكن أن يمدح بها إنسان. فهو صاحب العفو عند المقدرة، كان يعفو ويصفح رغم أنه كان يعرف من أساء إليه، وهو صاحب النظرة الشمولية في التعامل مع قضايا الوطن، كان ينظر إلى جامعة النجاح على أنها جامعة فلسطين كل فلسطين، كان واسع الأفق نافذ البصيرة قوي الملاحظة، شديد التسامح، لين الجانب، رقيق الشعور، حسن الخلق.

وقال ا.د. حمدالله :"ان المرحوم المصري قد رحل عنا رحيلاً قاسياً، نشعر في كل يوم أننا افتقدناه، وأنه غاب عنا بحكمته المعهودة وبصيرته النافذة، ولكن العزاء في غيابه ورحيله أنه ترك فينا إرثاً من القيم والمبادئ لا يمكن أن تغيب أو تنسى، لقد رحل وهو مطمئن إلى أن جامعة النجاح، ستظل على العهد والوعد، وأننا سنحافظ على الإنجازات التي تحققت في عهده، وفاء له، وتقديراً لجهوده، واحتراماً لذكراه، وعزاؤنا أن سيرتك من سيرة النجاح، وكلما نظر الناظرون الى هذه الجامعة سيرون صورتك وأعمالك، لأن ذكراك تلتحم مع النجاح ونابلس وفلسطين، وستظل كذلك الى ما شاء الله".

والقى الدكتور صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية كلمة الرئيس محمود عباس ابو مازن، اكد فيها على ان وفاة المرحوم الاستاذ صلاح المصري اثرت فيه شخصيا لعلاقته القوية مع المرحوم، وعدد د. عريقات مناقب المرحوم حيث اشار الى انه كان مثالا للعمل المخلص، واضاف ان ابا حكمت كان الجندي المجهول.

واضاف : كان ابو حكمت رئيس مجلس امناء جامعة النجاح الوطنية وكان امتداد لكلمة لرحلة الكفاح في نابلس وفلسطين، مضيفا اننا نستذكره كلما ذكرنا اسم فلسطين لانه احب فلسطين واخلص لها واحب عاصمتها القدس الشريف وكلما خرجت جامعة النجاح الوطنية طلابا وطالبات من كلياتها العريقة وان سيرته الحية ستبقى في الذاكرة.

وفي كلمة اصدقاء الفقيد قال محمود العالول، عضو المجلس التشريعي، ان الراحل اتسم بالتواضع والعطاء لاهله وبلده وهو احد ابناء حركة فتح المخلصين والذي وهب نفسه من اجل خدمة الوطن في ظل اصعب واحلك الظروف حيث انه كلما زاد عطاءه زاد صمته. ومشيرا انه استلم رايه رئاسة مجلس امناء الجامعة مكرسا جهده من اجل الرقي والتقدم بالجامعة.

وفي كلمة الهلال الاحمر الفلسطيني قال باسل كنعان ان الراحل الكبير كان احد ابناء المدينة المخلصين والذين ساهموا في رفع شأن المدينة في ظل اصعب الظروف وعلى المستوى الاجتماعي والثقافي والسياسي والتربوي. داعيا الاجيال في المدينة الى حفظ سيرة الراحل وتكريمه واجب على الجميع. وقال ان الفقيد صاحب المواقف الجريئة الشجاعة وكان مناضلا احب الوطن وعرفته سجون الاحتلال وكان ابنا بارا للوطن، وان الراحل ساهم في تطوير مسيرة جامعة النجاح الوطنية والوصول بها الى اعلى المستويات.

وفي الختام توجهت السيدة عصماء المصري (أم حكمت) زوجة الفقيد بتحية إلى كل من أحب صلاح، وحضر من أجله قائلة: أعزي النفس بكم، فأنتم الأهل وأنتم السند أصحاب الوفاء لذكرى أعز الناس الزوج لي والأب لأبنائي حكمت وفاروق وداليا ، وذكرى رئيس مجلس أمناء الجامعة، وذكري ابن فسطين ونابلس، ذكرى المرحوم صلاح المصري. وشكرت الجميع من أعماق قلبها على كلمات الوفاء والثناء التي عبرت عن صدق مشاعرهم، وحبهم للفقيد، كما توجهت بالشكر لكل من واساهم في مصابهم الجلل في أيام العزاء، وفي ذكرى الأربعين.

وتحدثت في كلمات مؤثرة عن فقدانه قائلة: أربعون يوماً أو يزيد مرت على رحيل صلاح، والرحيل لم ينسنا شيئاً من ذكراه، فهو يعيش معنا روحاً وفكراً وعطاء وتوجيهاً، لقد غاب الجسد عن المشهد اليومي في البيت، غير أن المشهد الروحي قائم لا يمكن أن يغيب أو يغيّب، فأمثال صلاح لا يغيبون لأن وجودهم تجاوز حدود الجسد، وحدود الزمان والمكان الى فضاء أوسع من الحضور الدائم في ذكرى الأسرة الصغيرة والعائلة الكبيرة، وفي فلسطين بشكل عام ونابلس بشكل خاص وجامعة النجاح بخصوصية أكبر.

وعن علاقته بجامعة النجاح قالت: لقد أحب النجاح حباً فاق التصور وكانت بالنسبة له الابن الرابع في العائلة، وربما كانت في ترتيبها الابن الأول، لأنها كانت تحظى بمعظم وقته وتفكيره. واليوم ها هي النجاح، وها هي نابلس وفلسطين تقف معك، كما وقفت يوم رحيلك تودعك، وداعاً يليق بحبك الموصولِ لهم جميعاً.

وفي ختام كلمتها شكرت الجميع على الحضور، كما شكرت إدارة الجامعة التي أعدت لحفل التأبين. واللجنة التحضيرية التي عملت على مدار الأيام السابقة وإلى كل من شارك بحضوره.

واختتم حفل التأبين بعرض فيلم وثائقي تناول حياة الفقيد الشخصية والعملية ودوره ومشاركاته في تطور الجامعة، إضافة لوصيته لطلبة الجامعة وإدارتها وعامليها للحفاظ عليها، كما تم توزيع كتاب خاص تناول سيرة حياته