وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المنظمات الأهلية تنظم ورشة عمل حول المنطقة العازلة في قطاع غزة

نشر بتاريخ: 26/03/2009 ( آخر تحديث: 26/03/2009 الساعة: 16:24 )
غزة- معا- طالب ممثلو منظمات زراعية وصحية وحقوقية فلسطينية بضرورة التحرك العاجل تجاه وقف مخطط الاحتلال الاسرائيلي بتوسيع المنطقة الامنية العازلة في قطاع غزة وضرورة القيام بحملة وطنية لمواجهة هذا العدوان الاسرائيلي وتعزيز صمود المواطنين في تلك المنطقة. جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمتها شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية صباح اليوم في مقرها بغزة.

وفي كلمته أكد أمجد الشوا مدير الشبكة على خطورة المخطط الاسرائيلي بخلق منطقة عازلة على حساب أراضي قطاع غزة وإخلاء هذه المنطقة من السكان، مشيراً إلى أن الاحتلال على مدار السنوات الماضية عمل على خلق واقع في المناطق الحدودية من خلال قلع الاشجار وتدمير المنازل واطلاق النار على كل من يحاول الوصول اليها.

وشدد على ضرورة التحرك على مختلف المستويات لصياغة موقف وطني للتحرك على كافة الصعد المحلية والعربية والدولية لمواجهة هذا الخطر الذي سيكون تبعات اقتصادية وديموغرافية واجتماعية وسياسية.

ومن جهته استعرض أحمد الصوراني مدير العلاقات الخارجية في جمعية التنمية الزراعية أن هذه المنطقة التي تسمى أمنية عازلة تقع على طول الحدود الشمالية والشرقية لقطاع غزة مع إسرائيل وتمتد لحوالي 55 كيلو متر طولي يبدأ من شمال غرب بيت لاهيا حتى جنوب شرق مدينة رفح ويتراوح عرض هذه المنطقة من من جهة الشرق من 500مترالى 1500 ومن جهة الشمال تمتد لحوالي 2000 متر تمتد من الخط الحدودي الفاصل باتجاه الأراضي الداخلية للقطاع.

وأشار الصوراني إلى أنه لا يوجد وثيقة تؤكد طول وعرض هذه المنطقة، موضحا أن بعد العام 2000 تدهورت الأوضاع الأمنية على طول المناطق الفلسطينية الحدودية وتعرضت جميع الأراضي الفلسطينية الحدودية لإجتياحات من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ومنذ تلك الفترة بدأ جيش الاحتلال توسيع المنطقة العازلة على حساب الأراضي والممتلكات والمنشآت الزراعية والصناعية وحتى مساكن المزارعين ليصل عرضها إلى أكثر من 150متر داخل أراضي القطاع حيث أعلن جيش الاحتلال عن ذلك بشكل رسمي بُعيد الانسحاب من مستوطنات قطاع غزة في العام 2005 .

وأشار إلى أن الوضع في فترة الحرب على غزة تفاقم وأصبحت مساحة تلك المنطقة تتراوح من 500 الى 2000 متر باتجاه الأراضي الداخلية للقطاع، مؤكدا أن استمرار وجود هذه المنطقة يعني أن حوالي 25% من الأراضي الزراعية الخصبة في قطاع غزة عملياً لا يتم استغلالها مما يشكل تهديداً إضافياً لمسألة الأمن الغذائي الزراعي وحرمان أكثر من 15% من مزارعي القطاع من فرص العمل في أراضيهم الزراعية الخاصة وبالتالي انضمامهم إلى جيش العاطلين عن العمل واعتمادهم على المساعدات الغذائية بدلاً من مساهمتهم في إنتاجها.

وأكدت مداخلات المتحدثين في الورشة إلى أن الاحتلال سرع من وتيرة مخططه بتوسيع المنطقة العازله خلال الحرب الأخيرة حيث شهدت تلك المناطق عمليات تطهير عرقي وتدمير جسيم في مختلف مناحي الحياة.

وحذر المشاركون من تبعات هذه المنطقة على المستوي البيئي والمائي حيث منع الاحتلال الوصول الى مصادر المياة في تلك المناطق ووجود مخلفات لاسلحة الاحتلال فيها ومنع استغلال هذة الاراضي بالشكل الأمثل، مشددين على ضرورة اجراء المزيد من الدراسات العلمية حول أخطار المنطقة العازلة والقيام بحملة توعية تستهدف المواطن الفلسطيني وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني تجاه هذة القضية.

وطالبوا السلطة الوطنية الفلسطينية بوضع هذه القضية في مقدمة أولوياتها تحركاتها على كافة المستويات للضغط على الاحتلال الاسرائيلي من اجل التراجع عنها، داعين وسائل الإعلام المختلفة من أجل ابراز هذة القضية وخطورتها على مختلف المستويات وتداعياتها وتأثيراتها المختلفةن مؤكدين على ضرورة صياغة مصطلح وطني قانوني يتعامل مع المنطقة العازلة بدلا من استخدام المصطلح الاسرائيلي.

واصى المشاركون بتشكيل لجنة مكونة من منظمات أهلية زراعية وحقوقية وأكاديميين لتقديم دراسة عن هذه المنطقة بشكل كامل من كافة مناحي الحياة وعلى ضرورة إثارة هذا الموضوع على كافة المستويات وخاصة على المستوى السياسي، مشددين على ضرورة تعزيز صمود المواطنين في تلك المناطق وصياغة مصطلح وطني.