وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لقاء تربوي في جامعة بيرزيت حول قراءات في المنهاج الفلسطيني

نشر بتاريخ: 26/03/2009 ( آخر تحديث: 26/03/2009 الساعة: 17:27 )
رام الله- معا- أجمع المشاركون على ضرورة تحسين المناهج الفلسطينية بما يخدم الهوية الفلسطينية ويعزيز دور المجتمع المدني في التطوير والمشاركة وتكريس المواطنة.

جاء ذلك في اللقاء التربوي الذي عقدته وحدة ابن رشد للتطوير التربوي في جامعة بيرزيت يوم الخميس 26 آذار 2009، حول "قراءات في المنهاج الفلسطيني" بمشاركة مدير عام المناهج الإنسانية والإجتماعية في وزارة التربية والتعليم العالي أ. علي مناصرة، واستاذ الفلسفة والدراسات الثقافية في الجامعة د. عبد الرحيم الشيخ، وأ. سونيا الحلو من وزارة الشؤون الإجتماعية، وأدار اللقاء مدير الوحدة د. منير رفيدي.

وأشار د. الرفيدي إلى أهمية طرح هذا الموضوع كونه يشكل جدلاً في الساحة الفلسطينية، فالكثيرون يرون أن انجاز منهاج فلسطيني بغض النظر عما فيه من نواقص هو مكسب كبير للشعب الفلسطيني، ي الوقت الذي يرى فيه آخرون أن المنهاج الفلسطيني لا يكاد يلبي الحد لأدنى من المتوقع منه في بناء الشخصية والهوية الوطنية الفلسطينية في بعديها القومي والعربي.

وتسائل الرفيدي حول إمكانية ان يحقق المنهاج الفلسطيني الذات الفلسطينية، وتحقيق الاهداف الوطنية والقومية على كافة المستويات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية.

من جهته تحدث أ.مناصرة عن تجربة بناء المنهاج الفلسطيني ومراحل تطوره منذ عام 1994 حتى عام 2006، ابتداء من محاولة توحيد المناهج بين الضفة الغربية وغزة إلى بناء المنهاج الفلسطيني بوضعه الحالي. مقدماً شرحاً حول آليات وضع المنهاج والمتمثلة بوضع خطة عامة وبناء فرق متعددة مكونة من أساتذة ومرشدين تربويين ومتخصصين تربويين.

ووصف أ.مناصرة هذه التجربة بأنها حديثة على وزارة التربية والتعليم، نشأت في ظل ظروف سياسية معقدة، حيث رافق مرحلة تطبيق المنهاج اندلاع انتفاضة الاقصى عام 2000، وما نتج عنها من منع التدريس وإغلاق المؤسسات التعليمية وعرقلة حركة الفلسطينيين. منوها أنه سيتم في المرحلة المقبلة عملية تقويم شامل للمنهاج، وذلك بمساندة 9 فرق مكونة من معلمين ومؤلفين ومرشدين تربويين.

فيما استعرض د. الشيخ الإشكاليات التي رافقت تكوين المنهاج الفلسطيني والانتقادات التي وجهت لهذا المنهاج من حيث مدى التزامه بالسياسات التربوية، مشيرا الى كتاب " المنهاج الفلسطيني: إشكالات الهوية والمواطنة" والذي اشرف على إعداده، حيث قام الباحثون من خلال هذا الكتاب بتقييم المنهاج الفلسطيني وكانت ابرز معالمه خضوعه ليس فقط للظروف السياسية التي رافقت تطبيق اتفاقية أوسلو، وإنما للشروط الثقافية والديموغرافية، بحيث تم إهمال مواضيع المواطنة واللجوء وفلسطينيي الشتات.

وخلص التقييم الى ان المنهاج يجب ان يأخد بعين الإعتبار وقوع الفلسطينيين تحت الاحتلال، وضرورة مشاركة مؤسسات المجتمع المدني في وضع المناهج والتدخل في إعادة فلسفتها وتكوينها، على اعتبار ان التربية ليست شأنا اختصاصيا لمركز المناهج التابع لوزارة التربية والتعليم وإنما هي شيء عام.

وتحدثت أ.سونيا الحلو عن مدى مساهمة المناهج الفلسطينية في خلق الهوية الوطنية، موضحة ان المنهاج الفلسطيني لا يصور الواقع الفلسطيني ولا يكرس الهوية الفلسطينية، قائلة: "رغم أن منهاج التربية المدنية من الصف الأول وحتى التاسع عزز مبادئ الديموقراطية وحقوق الإنسان، إلا منهاج اللغة العربية عانى من بعض النصوص الضعيفة خصوصا فيما يتعلق بالمرأة الفلسطينية"، مشيرة الى وجود تكرار في المناهج نتيجة لعدم التواصل بين اللجان التي وضعت المنهاج.

يذكر أن سلسلة اللقاءات التربوية التي تعقدها وحدة ابن رشد تسلط الضوء حول قضايا وموضوعات تربوية ذات بعد مهم في عملية التطوير والتجديد التربوي، وتهدف إلى التأثير بفاعلية على أصحاب القرار وواضعي السياسات التربوية لما لذلك من انعكاس إيجابي على مجمل العمل التربوي في فلسطين.