|
قمة الدوحة : برودة الاخبار تصيب الصحفيين بالملل والتثاؤب !!
نشر بتاريخ: 28/03/2009 ( آخر تحديث: 29/03/2009 الساعة: 09:51 )
عزمي بشارة ورياض المالكي- الشبيهان المختلفان فرقتهما غزة وجمعتهما الدوحة
الدوحة - تقرير موفد وكالة معا الى قمة قطر - في المركز الاعلامي للصحافيين بفندق الشيراتون بالدوحة ، تجمّع الصحافيون والمراسلون لتغطية القمة ، كل شئ كان معدا بطريقة مريحة ، وبعكس قمم اخرى لم يعان الصحافيون من نقص المقاعد ولا من اجهزة الكمبيوتر ، القاعة الرحبة والفخمة وتوافر المشروبات والخدمات والوجبات ، وحسن الضيافة ،ورحابة المكان لم يترك للصحافيين مجالا للتذمر من اي شئ سوى ( شح الاخبار والتثاؤب من قلة المشاكل ) ان جاز التعبير . في قمة دمشق كان هناك 1200 صحافي تقريبا ،وكان الجميع يجري، ويلاحق الخبر، اما هنا فكان نحو 200 صحافي ويقال 400 صحافي، جلسوا ووقفوا ثم جلسوا وشربوا وكتبوا ، كاميرات التلفزة والاستوديوهات كانت جاهزة ، ومذيعات ومذيعي قناة الجزيرة القريبة بالجوار كانوا على أهبة الاستعداد ، ولكن في هذه القمة كل شئ كان جاهزا ،ولا يوجد خلافات ولا اخبار عاجلة ولا ازمة ، فكل شئ مرسوم بدقة وبهدوء ما استفز صبر الصحافيين . وفجأة دخل الى مركز الاعلام النجم التلفزيوني المفكر العربي الدكتور عزمي أنطون بشارة بشارة وهو يحمل هذه البطاقة على صدره بهذا الاسم ، أحيا فينا المهنة من جديد ، وتراكض المراسلون والصحافيون نحوه ، هذا يقابل وهذا يصافح وذاك يسأل ، كما لو ان الصحافيين رأوا ضالتهم ووجدوا ما يبحثون عنه ، سألته بعد مصافحة حارة عن أية مفاجأة في هذه القمة ، ويبدو انه تفاجأ بسؤالي ففاجأني بالقول ( المفاجأة الوحيدة في هذه القمة انه لا يوجد ما يفاجئنا ) . فسألته عن عدم حضور الرئيس المصري للقمة فقال " ان مكان انعقاد القمة هو بيت لكل العرب وليس مجرد دولة او عاصمة اخرى وان على الجميع ان يحضر ويشارك ان استطاع ذلك " . وهنا سألته بكل براءة ( حقا قل لي ما هو سبب الخلاف المصري والقطري ؟ ) فتفاجأ من " براءة " سؤالي وقال : صدقا لا يوجد اي سبب لهذا الخلاف - فقلت في عقلي من دون براءة ( باستثناء قناة الجزيرة لا يوجد اي مشكلة لقطر مع اية دولة عربية اخرى ) . وما ان غادر الدكتور عزمي بشارة مركز الاعلام ، حتى ضجّت القاعة بنجم اّخر ، يعرف تماما كيف يتعامل مع الصحافيين ويتقن فن الخطاب امام الكاميرا ويعرف تماما من اين يأكل اكتاف الصحافيين ويصيغ عناوين الصحف او نشرات الاخبار في اليوم التالي ، انه وزير الخارجية الفلسطيني د. رياض المالكي والذي أعاد وجوده حسّ السؤال والاكشن للصحافيين الباحثين دوما عن خبر او عن مشكلة ، من هنا سؤال ومن هنا لقاء ومن هنا مداخلة فالتهب الجو من جديد ولم ينافس بشارة والمالكي في ذلك غير د.مصطفى البرغوثي وزير الاعلام السابق ،وهو متحدّث مفوّه ايضا سرعان ما يلتف الصحافيون من حوله لانه يعرفهم جيدا ويعرف ماذا يريدون و كيف وماذا يقول لهم . د. عزمي بشارة ورغم اختلاف كل ما يقول عما يقوله د. رياض المالكي اّلا انني رأيت فيهما شبه كبير ، فكلاهما فلسطيني وكلاهما صاحب رؤية وكلاهما يحترف التعامل مع الصحافة وكلاهما يرى العالم العربي من منظار فلسطيني وكلاهما يعرف ان قطر قررت تبريد الملفات الساخنة وفورا . سألت الدكتور رياض المالكي بكل وضوح وبراءة : ما هي العقبات والمشاكل في هذه القمة ؟ نظر نحوي وقال ( كل شئ يسير بيسر وسلاسة منقطعة النظير كل شئ ماشي تمام ) . قلت في عقلي من دون براءة " باستثناء الحوار في القاهرة " . |