وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الأسرى في قسم العزل الإداري بسجن أيالون يشتكون من أوضاعهم القاسية ويطالبون بوضع حد لمعاناتهم

نشر بتاريخ: 01/01/2006 ( آخر تحديث: 01/01/2006 الساعة: 12:38 )
غزة- معا- أفاد الأسرى القابعون في قسم العزل بسجن أيالون والبالغ عددهم "5" أسرى أنهم يعانون ظروفاً بالغة القسوة والصعوبة وانهم مراقبون على مدار اليوم من خلال كاميرات مثبتة في الغرف وساحة الفورة.

وقال الأسرى في حديث لمحامي مركز رسالة الحقوق أنهم لا يرون أحداً وإذا كانت له أية مطالب فإنهم يضغطون على زر انتركوم داخل الغرفة حيث يتحدثون مع الإدارة فقط من خلاله، وعدا ذلك لا يرون أحداً إلا في أوقات الأكل عندما يحضر لهم السجانون الطعام.
وقالوا أنهم حتى خلال زيارة المحامين يدخل معهم سجانان ويظلان طوال الزيارة وبحوزتهما وسائل القمع من الغاز المسيل للدموع والعصي وغير ذلك.

وقال الأسرى بأن ظروف السجن سيئة جداً وأن السجن هو الأسوأ من بين كافة السجون لدرجة أن المؤسسات اليهودية التي تصور أفلاماً عن فترة الحكم النازي والسجون في تلك الفترة تأتي إلى هذا السجن للقيام بالتصوير داخله، وكانت آخر مرة تم فيها تصوير فيلم قبل حوالي الشهرين حيث حضرت مؤسسة يهودية قامت بتصوير أشخاص قاموا بدور سجناء يهود داخل أحد سجون النازيين، وقام أشخاص آخرين معهم بدور سجانين ألمان وأتراك، وعندما سألهم الأسرى عما يفعلون قالوا أنهم يصورون فيلماً عن السجون النازية وأنهم اختاروا هذا المكان لأنه من أكثر السجون التي تناسب هذا العمل، وأكد الأسرى أن طاقم الفيلم من ممثلين ومخرجين ابدوا استغرابهم ودهشتهم من وجود أحد من البشر بداخل هذا السجن القاسي.

وقال الأسرى في سجن أيالون إنهم تقدموا بالتماس لنقلهم إلى سجن آخر ولكن إدارة السجن رفضت طلبهم متجاهلة وضاربة بعرض الحائط القوانين والاتفاقيات الدولية.
وطالب الأسرى كافة الجهات المعنية بالتدخل لوضع حد لمعاناتهم، مذكرين بأنهم قضوا مدد محكومياتهم وكان من المفترض إطلاق سراحهم إلا أنهم حولوا للاعتقال الإداري في إجراء غير قانوني ونقلوا إلى هذا القسم الذي لا يصلح للحياة.

وعن صعوبة الحياة داخل السجن قالوا إن الغرف سيئة ولا تدخلها الشمس بتاتاً ولا الهواء، هناك رطوبة كبيرة داخل الغرف وهي باردة جداً في الشتاء، أما في الصيف فهي شديدة الحرارة وتمتلئ بالحشرات الضارة والفئران، وأرضيات الغرفة هي باطون خشن، ولا يوجد بها صرف صحي، والغرف مزودة بأجهزة كهربائية لا يعرف سبب وجودها وتصدر إشعاعات لا يعرف ماهيتها ولا سبب وجودها.

وأكدوا بأن الإدارة لا تسمح لهم بزيارة ذويهم إلا مرات قليلة بين فترات متباعدة ولا تسمح لهم بملامسة الأطفال واحتضانهم، كما تحرمهم من التصوير مع ذويهم وهذا من حقهم حيث يسمح للأسرى في باقي السجون بالتصوير وإدخال الأطفال بين الفترة والأخرى.
وقال الأسرى الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم في هذه الشهادات خوفاً من العقاب بأنهم يشعرون أنهم مهملون من قبل المؤسسات الرسمية الحكومية حيث وجهوا أكثر من مرة رسائل ومناشدات للعمل على وقف الجريمة التي تمارسها إدارة السجن بحقهم ولكن دون جدوى.

وقال أحد الأسرى إن له خمسة أبناء في السجن أفرج عن ثلاثة منهم وبقي اثنان منهم في سجن النقب ولا يعرف أخبارهم، وقال إنه كان من المقرر أن يترشح لانتخابات المجلس التشريعي القادمة لكن قوات "نحشون" الخاصة بقمع الأسرى منعته من توقيع الأوراق الخاصة بالترشيح التي أحضرها محاميه.

وأكد هذا الأسير أن وضعه الصحي سيء حيث يعاني من ألم شديد في أذنه اليمنى، وقد فحص من قبل طبيب السجن الذي أثبت أنه يعاني من عطب في العصب السمعي في الأذن اليمنى بنسبة 60% ولم يقم الطبيب بعد الفحص بمتابعة حالته الصحية ما يمثل خيانة لضميره المهني والإنساني.

ويطالب الأسرى في سجن أيالون المؤسسات الإنسانية بالعمل السريع على إدخال الملابس والأغطية لهم، كما يطالبون أعضاء الكنيست العرب والمؤسسات الدولية والصليب الأحمر بزيارة هذا السجن والتحقيق مع إدارته على الجرائم التي يرتكبونها بحق الأسرى القابعين فيه ورفع دعوى قضائية لإغلاقه والإفراج عنهم لأن اعتقالهم غير قانوني أو نقلهم إلى سجن آخر.

من جهته أهاب مركز رسالة الحقوق بكافة المؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية والعربية الناشطة في مجال حقوق الإنسان رفع دعوى قضائية عاجلة لدى محكمة الجرائم الدولية ضد حكومة الاحتلال ومصلحة السجون لارتكابهم جرائم بحق الإنسانية كما نطالب هذه الجهات باتخاذ إجراءات عاجلة للعمل على إغلاق سجن أيالون.