وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاحزاب العربيه بين الهجره المعاكسه وخطر الانقراض بقلم : فراس لطفي

نشر بتاريخ: 01/01/2006 ( آخر تحديث: 01/01/2006 الساعة: 15:52 )

بالرغم من رفع نسبة الحسم في انتخابات الكنيست القادمه من قبل الاحزاب الاسرائيليه الكبيره لدفع الاحزاب الصغيره الى الاضمحلال او الاندماج كنوع من الدمج العولمي، الا ان بعض الاحزاب وعلى رأسها الاحزاب العربيه لا تريد ان تقف عند حقيقة ان ذلك الرفع في نسبة الحسم مقصود فيه اخفاء بعضها من تحت قبة الكنيست .

اللافت في الامر ان كل اعضاء الكنيست الذين تحدثت معهم اعتبروا ان قانون رفع الحسم موجه ضدهم كعرب تحديداً و الغايه منه معروفه لهم اذاً ماذا ينتظرون .

اذا كان هناك خلافات فلا استطيع ان اجزم ان تلك الخلافات تصل عند حد ان يكون حزب عربي ما معني في اختفاء حزب عربي اخر واذا كانت الايدولوجيات مختلفه ؟ فلا علم لنا ان كانت ايدولوجية التجمع مثلا ً في ان الحكم في الضفه و غزه هو احتلال يجب انهاؤه وان الوسط العربي في اسرائيل يتربع على رأس هرم الفقر و البطاله وسوء الخدمات والتمثيل غير العادل في المؤسسه الحكوميه الاسرائيليه للعرب ووجوب التصدي لذلك ايدولوجيا تختلف معها القائمه العربيه او التغيير .

وليس هذا فقط اذا قلبت يوماً القنوات الفضائيه العربيه وشاهدت اكثر من عضو كنيست يتحدثون على اكثر من قناه فضائيه عن الوضع في الاراضي الفلسطينيه او عن الوضع الداخلي للعرب في اسرائيل تعتقد انهم متفقون على نفس الحديث وكأنما ينطبق عليهم المثل ( قارئين على شيخ واحد) .

فما هي الايدولوجيات الخاصه بهم التي لا نفهمها نحن البسطاء و التي تجعلهم لا يتوحدون .

بدأت مبادره من الحركه الاسلاميه للشروع بمباحثات مع كل الاحزاب لايجاد اليه وطريقه لخوض الانتخابات القادمه للكنيست بقائمه عربيه واحده بغض النظر عن حسن و سوء النوايا فالتعاطي مع تلك المبادره فرصه للجلوس وبحث هذا القضيه قبل وأدها في المهد.

فبحسب استطلاعات كثيره تنبأت ان هناك بعض الاحزاب العربيه لن تجتاز نسبة الحسم بعد رفعه اي لن يكون بأمكانها الفوز بثلاثة مقاعد في الكنيست هذا من ناحيه و من ناحيه اخرى فأن نسبة التصويت في الوسط العربي هي اقل من 60% مقارنةً مع الوسط اليهودي الذي تصل فيه نسبة التصويت الى 80% ، ليس جهلا ًفي الناخب العربي باهمية الانتخاب فلو كان كذلك فلماذا وصلت نسبة التصويت للبلديات الى 100% مع ان معظمها كان قائماً على اساس قبلي معرفي .

ان الجمهور العربي المخذول من الواقع المر الذي يعيشه و مطلوب منه ان يتعايش معه دون تغيير حدا به الى درجة الكفر بالسياسه و السياسيين فالسواد الاعظم من الجمهور العربي في اسرائيل يريد ان يلمس تغيراً في التوجهات و الطرح و مل من مبدأ زيت و زعتر زعتر وزيت، ومن حالة الشرذمه التي تعيشها الاحزاب العربيه ناهيك عن ان الكثير من القيادات العربيه تتوجه وتهاجر الى الاحزاب اليهوديه حيث الكثير من المغريات الحزبيه وضمان المقعد على قوائمها للألويه المختلفه و التي تطرح نفسها كبديل عن الاحزاب العربيه و تحاول ان تجعل منها درجة السلم التي ترفعها الى مبتغاها من الجمهور العربي الذي لا يأخذ منها لاحقاً سوى وعود لاتغني من جوع او عطش .

لا اعتقد ان الجمهور العربي في اسرائيل لن يدعم كتله عربيه داخل الكنيست تكون الكتله الثالثه او الرابعه باربعة عشر عضوا على افتراض جمع الموجود على الاقل و تكون كتله مؤثره وذات وزن تستطيع ان تطرح القضايا وتفرض الاجندات ويكون لها الدور اللائق لتمثيل اكثر من 500 الف عربي ممن يحق لهم التصويت .

فلتخرج الاحزاب العربيه من صمت رامبو والتمارس الايدولوجيات الخاصه بها خارج الكنيست فليس المطلوب ان يلغي كل حزب نفسه فليمارس قناعاته و توجهاته في الخارج فالاحزاب العربيه لديها من البراغماتيه ما يكفي كي تخطو هكذا خطوه لنفي هذا السؤال الذي لا يجد العربي في اسرائيل جواباً له ، لماذا لا يتوحدون!!!!!!!