وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هآرتس: ليبرمان ألغى عملية السلام بحركة بسيطة من يده

نشر بتاريخ: 03/04/2009 ( آخر تحديث: 05/04/2009 الساعة: 12:27 )
بيت لحم- معا- قالت صحيفة هأرتس في كلمتها الافتتاحية اليوم الجمعة إن من توقع أو راهن على قيام ليبرمان باضفاء صبغة دبلوماسية على تعبيراته وتصريحاته قد حصل على مفاجأته الاولى خلال حفل تسلم ليبرمان لمهام منصبه الجديد وزيراً للخارجية، حيث الغى وبحركة بسيطة من يده عملية السلام التي خاضتها اسرائيل مع جيرانها على مدى العقدين الماضيين ورفض الالتزام بتفاهمات أنابوليس واقترح على سوريا سلاماً مقابل سلام وأجمل مفهومه السياسي بعبارة "من يريد السلام عليه الاستعداد للحرب".

واضافت الصحيفة أن من بحث عن نقطة اعتدال لدى ليبرمان من خلال موافقته على خارطة الطريق التي ورغم كل التحفظات والاعتراضات تؤدي الى قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل، اصطدم بتصريحات استعراض القوة التي أطلقها ليبرمان ومعارضته الحاسمة لأي تنازل أو تسوية، ما أشار بوضوح إلى عدم سعيه الى اتفاق أو تسوية مع الفلسطينيين، وموافقته على الالتزام بتعهدات خارطة الطريق، ومنها إزالة البؤر الاستيطانية غير الشرعية وتجميد الاستيطان لا تقنع أحداً في ظل مطالبته "بالتبادلية".

واستطردت "إن تصريحات ليبرمان تعارضت وتناقضت مع خطاب القسم الذي ادلى به رئيس الوزراء نتنياهو الذي تعهد فيه الاستمرار بالمسيرة السياسية مع السلطة الفلسطينية على ثلاثة محاور: اقتصادي، وأمني، ومفاوضات سياسية حول الوضع الدائم، تماماً وفقاً لما تم تحديده في مؤتمر انابوليس عام 2007.

وقالت إن "الرد الدولي على تصريحات ليبرمان لم يتأخر حيث عاد البيت الابيض وأكد التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين، فيما قال الرئيس السوري والسلطة الفلسطينية بأن هذه التصريحات تثبت عدم رغبة اسرائيل بالسلام، وهذه الردود تعني أن الحكومة الجديدة ستجد نفسها مجبرة على العمل بجهد كبير لاقناع الدول الاجنبية بأنها شريك في المسيرة السياسية.

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول "إن ليبرمان رجل سياسي ومن حقه التعبير عن رأيه، وأن تعيينه الجديد في الحكومة الحالية لا يلزمه إدارة ظهر لقناعاته الأيدولوجية، ولكن عليه أن يعلم بأن وزيراً للخارجية يتجاوز رئيس الحكومة في يمينيته لن يكون فعالاً، وسيُعرف في العالم كصارخ لا قيمة له ولا فائدة من الحديث معه، وأن وظيفة وزير الخارجية في أي حكومة أو سلطة هي طرح الجانب أو البعد الدولي في القرارات وعرض الحلول الدبلوماسية ولا حاجة لدينا لوزير أمني استراتيجي جديد وهم كثر في حكومة نتنياهو.

ورأت هآرتس "أن مشكلة الدولة أكبر بكثير من مشكلة ليبرمان، واذا ما عرفت الحكومة في العالم كحكومة رافضة للسلام والتنصل من أسس عملية السلام المدعومة بتأييد دولي جارف فإن إسرائيل ستجد نفسها معزولة وستجد صعوبة في تجنيد الدعم والتأييد لاهدافها المهمة، وعلى رأسها نضالها ضد المشروع النووي الايراني واسرائيل لا يمكن ان تسمح لنفسها بدفع مثل هذه الثمن الباهظ لتعليم ليبرمان أسس إدارة وزارة الخارجية".

وفي الختام قالت الصحيفة إنه "رغم تهرب رئيس الوزراء نتنياهو من الرد على تصريحات شريكه السياسي لكنه لا يستطيع الهرب من مسؤوليته العليا عن سياسة اسرائيل الخارجية وعليه أن يظهر قيادته ويوضح فيما إذا كانت حكومته ملتزمة بالحل السياسي أو تسعى للاستعداد للحرب فقط".