وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحديث ذو شجون * درس التحدي ! **بقلم :فايز نصار

نشر بتاريخ: 04/04/2009 ( آخر تحديث: 05/04/2009 الساعة: 22:44 )
الخليل - معا - لست مع الفئة التي تعتبر خروج منتخبنا من التحدي الأسيوي نهاية العالم ، لأن جهود الإصلاح الكروي الجادة ،لم يمر على انطلاقها أكثر من أحد عشر شهرا ، لا تبدو كافية للتحقيق النتائج المامولة ، من الثورة الكروية ، التي يطلع بقيادتها اللواء جبريل الرجوب ، وصحبه الأخيار أعضاء اتحاد الكرة ، ومهم كل الخيرين من أبناء الأسرة الرياضية الفلسطينية .

لا أقول هذا مجاملة ، لأن التستر على الأخطاء ليس من شيمي ،ولأنني أدركت مبكرا أن المجاملة لا تبني بيوتا محكمة الأركان ،وان النقد البناء لا بدّ أن يصدح بصوت مجلجل عندما تلم في البنيان ملمة .. وعندما يصل الإعلامي بالبديهة الصادقة إلى ثغرات يجب أن يحذر من عواقب التقاعس في التعامل معها بشكل واقعي ،بعد تشخيص الحالة من أهل الاختصاص ، الذين يشيرون بالعلاج الناجع لتلك الحالة ، ويشرفون على انتظام العلاج ، حتى الشفاء التام .

صحيح أن الشارع الرياضي الفلسطيني كان يمني النفس بتجاوز التحدي ، عبر بوابة النيبال والغرغستان ، وكلاهما يحتل مرتبة متأخرة في ترتيب الفيفا ،وصحيح أن الفرصة كانت مواتية لكسب التحدي ، وتحقيق التأهل الأكبر ، ولكن هل نسينا ان تجربتنا الدولية ما زالت محدودة .. وان إعادة تشكيل المنتخب كان منذ أشهر فقط ، وأن الناخب الوطني لم يحصل على الفترة الكافية للإعداد ، وان منتخبنا لم يلعب إلا مباراة تحضيرية واحدة مع منتخب دولي ، يوم التقى فرسان الكوفية على مشارف بيت المقدس مع نشامى الأردن قبل خمسة أشهر ونيف ؟

نعم.. لقد خرج منتخبنا من التحدي ،ولم يحقق الهدف ، الذي ضاع بجرة هدف في الفارق ، لأن المنتخبات الثلاثة تعادلت في المباريات الثلاث ، بمعنى أن منتخبنا خرج من البطولة دون أن يخسر مباراة واحدة ... وكم من منتخب أو فريق أضاع بطولة على متن التعادلات .. وكم من منتخب حقق بطولة رغم انف التعادلات كما فعل الأزرق الايطالي ، في المونديال الاسباني ، عندما تعادل رفاق دينو زوف في المباريات الثلاث الأولى ،ليتحقق الحلم بعد ذلك ، ويحظى الآزوري بكأس العالم ، على عكس منتخب الكاميرون ، الذي حقق ما حققه الطليان في الدور الأول بتعادلات ثلاثة ، ولكن رفاق روجي ميلا غادروا البطولة من الدور الأول .

نعم لقد خرج فرساننا من تصفيات التحدي ، وقد كنا نمني النفس أن يبتسم لنا فارق الأهداف ، ولكنها لعبة الكرة المدورة ، تبتسم لك حينا ، وتعضك بنابها في أحايين أخرى ، انها المستديرة التي طالما أضحطت الملايين ، على حساب ملايين آخرين بكوا بعد ركلة جزاء ضائعة ، أو كرة مقشرة سددت طائشة، لأن قوانين اللعبة لا تضمن الفوز لجميع المشاركين .

وقد يقول قائل : على من سنفوز إذا لم نفوز على النيبال والغرغستان ؟ والسؤال مشروع ، ولكن أليس من حق عشاق المنافسين طرح السؤال نفسه، إذا اعترفنا بان منتخبنا ليس من القوى العظمى في عالم الجلد المنفوخ ، والفترة القصيرة لانطلاق الإصلاح الكروي ليست كافية لإعلان التحدي الحقيقي ، ومثل هذه النتائج غير مقبولة بعد عامين ، ولا يجوز أن نحقق غير الفوز أمام مثل هذه المنتخبات ، بعد نجاح المرحلة الأولى من الإصلاح الكروي في بلادي .

أرى أن لا نتعجل بالحكم على منتخبنا الفتي، وان نعطي الفرصة كافية للقائمين على هذا المنتخب ، وأرى أن لا نسمح بجلد تجربة التحدي بسياط متعسفة ، والأولى أن تتضافر جهود الجميع في استخلاص العبر من الزلة النيبالية ، ومعالجة الأخطاء ، في انتظار امتحان جديد لمنتخبنا ، نأمل أن يكون الأداء فيه أكثر اقناعا ، وان تكون النتائج أكثر تحقيقا لطموحات شبابنا ، التواقين لرؤية المنتخب الفلسطيني متألقا في بطولات القارة الكبرى .

والحديث ذو شجون