|
ورشة عمل لمناقشة كتاب "الأصولية والعلمانية في المجتمع العربي"
نشر بتاريخ: 05/04/2009 ( آخر تحديث: 05/04/2009 الساعة: 16:21 )
رام الله- معا- عقد مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان، اليوم، ورشة عمل لمناقشة كتاب "الأصولية والعلمانية في المجتمع العربي" للباحث صلاح عبد العاطي، بحضور عدد من الكتاب والمثقفين والأكاديميين، وذلك في قاعة المركز بغزة.
وقال مدير الجلسة، الأستاذ والكاتب الكبير، طلال عوكل، أن مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان قدم فرصة جيدة لباحث وكاتب شاب وواعد، كالأستاذ صلاح عبد العاطي، وكان للمركز قبل ذلك الكثير من الأنشطة والفعاليات، التي ساهمت بشكل كبير في تطوير القدرات الشابة، وتقديم الدعم والمساندة والمناخ الملائم للنهوض بالحالة الفكرية الفلسطينية، وكان له باعا طويلا في ترسيخ المفاهيم الديمقراطية والتوعية بمجال حقوق الإنسان. وأوضح الكاتب والباحث صلاح عبد العاطي، أن الفكر العربي ينشغل بنقاش وصراع قديم وجديد مفتوح اليوم على أشده حول مفاهيم الأصولية والعلمانية ومفاهيم أخرى، والتي على ما يبدو بحاجة على الدوام، إلى تدقيق ودراسة وإلى عودة للمنطلقات المعرفية لا المنطلقات السياسية لمناقشتها، وأن ما يجري من تحولات وتغيرات تؤشر إلى تنامي تأثير الخلاف والصراع الفكري في واقعنا العربي الراهن بين مصطلح الأصولية ومصطلح العلمانية، وبين القوى التي يمثلها كل طرف، فما أكثر ما يخرج هذا الخلاف من حدوده الفكرية إلى نزاع سياسي وعملي وسلوكي، يتبنى إلى حدود التكفير والصدام والعنف، في حين عرفت هذه الظاهرة في جمع الأقطار العربية دون استثناء، وإن تفاوت درجة حدتها من قطر إلى آخر. ورأى الكاتب أن هناك أسئلة هامة تطرح نفسها بقوة في المجتمع العربي تشغل الكثيرين من المنظرين والمثقفين والنشطاء السياسيين والباحثين في المجتمع العربي، وإن كانت تلك الأسئلة في هذا المجال ليس لها نهاية، وكذلك الإجابات والحلول متعددة بقدر تعدد الآراء والتحليلات والمرجعيات الفكرية، مضيفا أن هذا الكتاب يتطلع إلى إلقاء مزيد من الضوء على إشكالية تثبت الأحداث أننا في أمس الحاجة إلى معرفتها، وهي تفصح عن أكبر تحدي يوجه وسيوجه المجتمع العربي راهنا ومستقبلا. وبدوره أوضح د. ناصر أبو العطا، أن الحالة العربية تعاني من جدب وتصحر فكري، وأن هناك حاجة ملحة لدراسة متعمقة وجريئة للواقع العربي، وأن الكتاب يعرض بشكل رائع العلاقة بين الأصولية والعلمانية، والمخاطر المحدقة بالوطن العربي نتيجة التباطؤ في التحول الديمقراطي، لافتا إلى بعض المآخذ على طريقة الكاتب في عرض إشكالية الأصولية والعلمانية، بحيث كان من الواضح في الكتاب أن الكاتب متحيز أكثر للحالة العلمانية، وأنه ربما كان متأثرا أكثر بالحالة الفلسطينية، ومرتبط أيضا بالوضع العربي المتردي، والذي يعاني من هجمة غير معهودة مثل الاحتلال، ومستوى عالي من العنف ومحاولات السيطرة العنيفة للتيارات الأصولية على المسارات السياسية في العقد الأخير. وأشار إلى أن الجزء الأهم من البحث يغلب عليه الاقتباسات، ومن الصعب أن يجد القارئ رأي الباحث بوضوح وسط كل تلك الاقتباسات، مع أن الاقتباس يمكن أن يوظف جيدا لصالح وجهة نظر الكاتب ويغني فكرته، مشيراً إلى أن الكاتب قرأ مواقف الإسلاميين من خلال العلمانيين وليس من نصوص الحركات الأصولية في المجتمع العربي، وضرورة فك الارتباط بين كافة الحركات الأصولية المختلفة "الحركات الإسلامية والأصولية والسلفية"، كونها لا تعبر عن نفس المنهجية. ومن جانبه أكد د. محمد حجازي، أن عنوان هذا الكتاب له تأثيرات كبيرة ومحاذير عميقة، وله علاقة بالجرأة والصرامة الفكرية، وأن الكاتب يتحدث عن موضوع خطير جداً، على الرغم من أنه يعرف الأصولية من خلال رؤية الإسلام الوسطي المعتدل والمتسامح، وليس من منابع الإسلام السياسي التي تعتبر العلمانية أخطر من الاستعمار وأدواته وسياساته، لافتاً إلى أن الكاتب بحث بشكل من التعميم حول الأصولية، دون أن يفرق بين الأصولية السنية، التي تكمن خطورتها بكونها متشرذمة ومتفرقة ومتعددة المرجعيات، تتصارع فكريا وأيديولوجيا، وبين الأصولية الشيعية التي تكمن خطورتها في وحدة مرجعيتها، خصوصا عندما يكون هذا الاتجاه صارما ومتطرفا تجاه المجتمع والنظام السياسي. ونوه إلى أن الكاتب تحدث عن التجربة الأصولية في الوطن العربي، دون التطرق إلى الأصولية الإيرانية أو الأصولية التركية، التي تميزت بتطورات فكرية كبيرة خلال عقود من الزمن، إضافة إلى ضرورة التمييز بين الأصولية العربية والأصولية الفلسطينية، والتي تختلف في خطورتها عن تيارات أصولية سنية في العالم العربي، مشيراً إلى أن الحركات الأصولية لا تؤمن بالتعددية السياسية على الرغم من وصولها في كثير من الأحيان إلى السلطة عبر تلك التعددية، وإنما تؤمن بالحزب الواحد الإسلامي، الذي يرفض الآخر ويسعى إلى إلغائه وإلغاء الانتخابات، وبالتالي إلغاء دور الشعب ومرجعيته الأساسية. |