وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

والدة الشهيد جميل قفة تحتفل على طريقتها اليوم بعيد ميلاده الـ22

نشر بتاريخ: 06/04/2009 ( آخر تحديث: 06/04/2009 الساعة: 15:17 )
غزة- تقرير خاص- معا- منطقة الضهرة، شارع المشروع بخان يونس المخيم، هناك تلتف المنازل بصور أبنائها الشهداء، يقولون قرابة مائة شهيد في مربع صغير، آخرهم الشهيد جميل قفة ذو الـ22 عاماً فقط والذي يتهمه الاحتلال الاسرائيلي بقتل ثلاثة من جنوده.

اليوم يوافق يوم ميلاده وحين تدق الساعة الثانية عشرة منتصف الليل سيبلغ جميل ثلاثة وعشرين عاماً.

يقول عنه سكان قطاع غزة ومن يعرفه عن قرب بأنه خبير الحدود الشرقية من جنوبها إلى أقصى شمالها وهو مهندس زراعة العبوات الناسفة على الحدود، عائلته غاية في البساطة، كان الخبر عبر شاشات التلفاز والإذاعات المحلية يوم السبت الماضي في تمام الثامنة صباحا: "شهيدان مجهولا الهوية في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال شرقي جباليا" تقول والدته فايزة محمد قفة " 52" عاما: "خرج ابني لصلاة الفجر وانا خرجت للمستشفى وحين عدت قالوا لي انه لم يعد للبيت لم أكن أظن أنه احد الشهيدين".

في تمام الساعة الحادية عشر من ظهيرة السبت عرفت هوية الشهيدين، قال المسعفون ان الشهيدين تركا ينزفان بعد إطلاق النار عليهما بالقرب من المقبرة الشرقية ومنعت سيارات الاسعاف من الوصول إليهما لثلاث ساعات وبعد أن فارقا الحياة سمح الاحتلال الاسرائيلي بنقلهما من مكان استشهادهما.

كان لنبأ استشهاده وقع الصدمة على أمه التي هو أكبر أبنائها الذكور، ولد بتاريخ 6/4/1986 كانت تخاف عليه من الموت قبل ان تراه عريسا وحين قدم اليها مكفنا بالعلم الفلسطيني قاومت الدموع والشهيق والزفير وطلبت من النسوة حولها أن يطلقن الزغاريد فابنها نال ما يتمنى.

قال لها قبل ان يستشهد بأيام: "يا امي حضري نفسك لفرحي" لم تسعها الدنيا من الفرحة ولكنها علمت فيما بعد انه يقصد فرحا من نوع اخر وكان من وصيته ان يدفن بجوار قبر صديقه الشهيد محمود مصطفى بالمقبرة النمساوية فلبى من حمل جثمانه أمنيته ودفن إلى جانب صديقه.

تقول شقيقته وفاء: "قدمت لزيارة أهلي الأربعاء الماضي وكانت تلك آخر مرة التقيه ليتني أراه مرة أخرى" حين كان على قيد الحياة قال لعائلته: "من سينتقم لدماء هذه الحرب التي حصدت اطفالنا وشيوخنا".

تفخر عائلة الشهيد رغم فقرها وضعف حالها ان ابنها رحل شهيدا، تقول والدته: "سمعت أن ابني زرع عبوة ناسفة على الحدود الشمالية الشرقية وحين حاول العودة وجد كمينا من القوات الاسرائيلية الخاصة فخاض اشتباكا معها هو وزميله محمد الحمايدة ولكنهما استشهدا بالمكان بعد أن تبقى بحوزته في مسدسه الخاص ثلاث رصاصات فقط".

تقول والدته: "سيقولون انني أم ارهابية أو أضحي بأبنائي وأنا أردد انني وزوجي وكل أبنائي فداء لفلسطيني، فأين هو العالم الذي رأى أطفالنا يحرقون ولم يحرك ساكنا وقَدِم يلومنا على مقاومتنا ضد الاحتلال؟.

الشهيد قفة كان يردد كما تقول والدته انه "مقاوم في سبيل الله وفلسطين ولا ينتمي لأي حزب أو تنظيم أي كان، دوما كان يبكي اصدقائه الشهداء ويحلم باللقاء بهم".