وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الفدائي واحد... والعلة في عشاق المنظرة!! بقلم: عبدالمجيد حجه

نشر بتاريخ: 07/04/2009 ( آخر تحديث: 07/04/2009 الساعة: 21:15 )
الخليل - معا - حيثما لا يمكن لأي متابع للرياضة الفلسطينية باهتمام وحس صادق أن ينكر عمق الغصة التي أصابت النفس الفلسطينية النبيلة بكل فئاتها عندما خرج المنتخب الوطني(الفدائي الكبير) من بطولة كأس التحدي في نيبال دون أن يحقق ما جند الاتحاد الفلسطيني ورئيسه كل الإمكانات اللازمة له، فان تلك النفس أيضا كانت عامرة بالثقة والفرحة بالفوز الجدير الذي حققه الفدائي الصغير(منتخب الشباب) ومنتخب بنات القدس على منتخب جالا الايطالي يوم الأحد 5/4/2009 على ملعب الشهيد فيصل الحسيني، دون أن تغتر أو تفقد البوصلة، أو تصاب بالارتكاس، أو الشك وضعف الإيمان بوحدة وقوة إرادة الفدائي، والثقة بمستقبله، وسلامة التوجهات والرؤية والرسالة الوطنية، حيث يريد المتربصون المستطيلة ألسنتهم أضعاف قاماتهم!! هؤلاء الذين أطلقوا العنان لألسنتهم وأقلامهم بالأمس تجاه رمز الاتحاد والمنتخب الأول وعبر اسلوب "خلط الحابل بالنابل" محاولين التعبير عما تضج به قرائحهم المحتقنة تعفناً على الدوام، هم أنفسهم الذين يحاولون اليوم تبهيت وتقزيم هذا الانجاز والفوز المعنوي، والحط من قيمته ومعانيه، ظانين وظنهم السوء أنهم قادرون بذلك على نيل مآربهم الخبيثة، أو إعادة عقارب الزمن إلى الوراء كمدلسين فحول يتوهمون أنهم بسيلان افكهم واستعراضاتهم الكاذبة يمكنهم تضليل العقول والضمائر، أو جذب الأنظار نحوهم، وعبر سبل ووسائل ترقى لحد الشيطنة، أقلها تفردهم بإتقان التقريع كما الضباع، والنعيق كما الغربان على مكب النفايات، وأقلهم الناعبون كالبوم في جحور الخرائب، ويغيب عن هؤلاء جميعا إدراك الحقيقة الساطعة كشمس الله المنيرة تختزلها الحكمة القائلة: " بان السرج المذهب لا يجعل من الحمار حصانا".
ومثلما إن من يتقنون العيش في القمة كالنسور يمتلكون قوة العزائم وصلابة الإرادات والانتماء، فيتكؤون على عظيم صنائعهم ومكانتهم كصناع للمآثر والقدوة الحسنة لجندهم، فمن غير الممكن للطارئين والتعساء الموبوئين بداء الانتفاخ والمنظرة الكاذبة وعشاق الحفر أن يحققوا أغراضهم وان نضحوا بفلسفة النقيق والفحيح والقرقعة، وعلى هدى الوثوق بأنه لا يمكن للخصاة أن يعطوا ما هم فاقديه، فلا يعيب ولا يضير الحرة والعفيفة أن تتحرر من خصيها برمي الطلاق عليه بالمليون، والى حيث ألقت برحلها أم قشعم.
وفي ظل الرؤية والرسالة الرياضية الإستراتيجية وطنيا لرئيس الاتحاد والمخلصين لأماناتهم وواجباتهم بفعالية وتواضع من القائمين على فعالياته أولا، ومن ألأغلبية الساحقة من المهتمين والمخلصين في كل المواقع والجبهات، ندرك أن الفارق بين المستحيل والممكن يتوقف على عزيمة الإنسان وإصراره، ونؤمن أن التفوق أساسه التواضع في المنطق، والإبداع في الأفــعال المنبثقة من وحي الإيمان والانتماء الصادق، وأن سر أسرار العظمة هو المســـؤوليّة، والثقة بامتلاك القدرة والشجاعة لتحقيق الانجازات، وتجسيد القدوة المؤثرة إيجابا فكرا وممارسة، وهذه فاتحة الكتاب لنا، وسنة الولوج الى واقع التحديات المقربة الى القمم ان لم توصلنا إلى نشوة النصر وتحقيق المعجزات، بعيدا عن أحلام الصغار الباحثين عن المنظرة المفرغة وعشق الذات على حساب الجوهر، هؤلاء الذين لا يضيرهم استثمار الموقع والوظيفة كجواز مرور للحصول على المزيد من المزايا، ويرخصون المهمة كواجب وطني مقدس مقابل إبراز ذواتهم وعدم تكبيدها المعاناة،وقد لا ينسب الخطأ هنا لهؤلاء بكامله، ولكن بقائهم على الحال الذي يستطيبونه هو الخطيئة بحق الفدائية والوطن والمؤسسة، ولا بد من الحرص على سلامة وصحة الجسد الرياضي من كل تلك الأدران والزوائد..