|
ندوة ببيرزيت حول التغير في سياسات امريكا تجاه العالم الاسلامي
نشر بتاريخ: 11/04/2009 ( آخر تحديث: 11/04/2009 الساعة: 20:52 )
رام الله -معا- عقدت دائرة العلوم السياسية، بالتعاون مع نادي العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، ندوة سياسية بعنوان "هل هناك تغير في سياسات الولايات المتحدة تجاه العالم الإسلامي"، والتي شارك فيها د. سمير عوض وأ. سميح حمودة من دائرة العلوم السياسية.
وتناول د. عوض في مداخلته تحليل البنية المؤسساتية للإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة باراك اوباما، وأوضح أن الفرق بين مرشحي الحزب الديمقراطي والجمهوري كان متجلياً في قرار إنهاء الحرب أو استمرارها، فالمرشح الجمهوري دافع عن فكرة ضرورة استمرارية الحرب حتى لو استغرق ذلك 100 عام، في حين نادى المرشح الديمقراطي بضرورة إنهاء هذه الحرب. وأشار د. عوض الى أن أوباما اتخذ العديد من القرارات الواضحة في جودتها كإغلاق معتقل غوانتناموا، واسقاط قضية الحرب على "الإرهاب" التي ولدها الخطاب السياسي الأمريكي السابق، وتحسين علاقة أمريكا بالعالم الإسلامي، والذي لا يعتبر بالأمر السهل خاصة وأن إدارته المكونة من كبير موظفي البيت الأبيض اليهودي المؤيد لإسرائيل رام إيمانويل ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون المعروفة بمواقفها المتحيزة لإسرائيل لا يوحي بالتغير السريع والقدرة على مواجهة "اللوبي الصهيوني" ومحو آثار الحرب على الإرهاب وما سببته سياسة المحافظين الجدد. ولم ير د. عوض أن هناك الوقت الكافي والإمكانيات لأوباما للتعامل مع أهم القضايا التي تهم العالم الإسلامي، وأن جسر الهوة بين الطرفين يعتمد بشكل أساسي على سياسة العالم العربي واستخدامه لقدراته وإمكاناته من أجل تغيير السياسة السابقة، مؤكداً أن العديد من الامور ما زالت تثير التساؤلات والإختبار الرئيسي متعلق بالقضية الفلسطينية واسرائيل. من ناحيته تطرق أ. حمودة إلى الفكر السياسي الأمريكي وإمكانية تغيره، وتشابه الفكر "الصهيوني" مع الفكر الأمريكي الذي قام على إحتلال أرض شعب آخر ومحاولة إبادته وإلغاء ثقافته. واستخدم أ. حمودة مدخلاً يعتمد منهج التحليل الثقافي في تحليل الفكر السياسي، قائلاً:" السياسة هي نتاج البنية الثقافية والثقافة ليست كياناً ثابتاً، بل متغير باستمرار، وبالتالي فإن السياسة هي عالم متغير". وأوضح حمودة ان الإدارة الامريكية الجديدة انعطفت في سياستها عن الإدارة السابقة، مستعرضاً بعض التغيرات الدولية الحاصلة، والتي أجبرت الإدارة الجديدة على اعتماد تغيير السياسة السابقة، كالتغير في ميزان القوى العالمي، والتغير الحاصل في استمرار التحدي الذي يمثله الإسلام الوهابي السياسي-الجهادي، والذي لا يمكن محاصرته في مكان واحد ومحاربته داخله، بل ينتشر في مناطق عديدة من العالم، وتحدي إيران وكوريا الشمالية لسياسة الهيمنة الأمريكية ونجاحهما في ذلك. وأضاف:" أن الضعف في الولايات المتحدة الأمريكية هو أنها لا تحمل فكر إنساني شامل، حيث بدت واضحة في عهد الرئيس بوش والتي انهت الوجه الأخلاقي للسياسة الامريكية وتبنت مبدأ القوة ، في حين أن أوباما يواجه في سياسته تغيرات تحدثها في العالم العولمة الفكرية، والتي وصل إلى الحكم هو شخصياً نتيجة لها". واستعرض أ. حمودة أبرز الركائز التي لم تتغير في السياسة الأمريكية وهي الإعتماد على الليبرالية بآرائها ومدارسها، والإهتمام بالمصلحة الامنية والقومية التي تفوق أي مصالح أخرى، والبراغماتية بالإضافة إلى الرأسمالية في مجال الإقتصاد. |