|
صيادو غزة في مرمى الموت جوعا او بالرصاص المصبوب من البوارج الحربية
نشر بتاريخ: 13/04/2009 ( آخر تحديث: 14/04/2009 الساعة: 10:42 )
غزة- معا- خضرة حمدان- من غير المتوقع ان يتضور هؤلاء وعائلاتهم جوعا، فالبحر فيه خير كثير والمهنة تدر ذهبا على صاحبها ولكنها في غزة مهنة خطرة، فإن سلم الصياد من البحر فلن يسلم من الطراد الإسرائيلي وجيش البحرية المتوثب على كل الاتجاهات.
مهنة الموت هكذا يطلق الصيادون الفلسطينيون على مهنتهم التي يحاولون بها خلع انياب الفقر الذي عضهم وعض اطفالهم فقر وجوع ...يؤكدون أنهم أمام خيارين لا ثالث لهما إما الموت جوعا أو المغامرة بأرواحهم لتحصيل لقمة العيش من بين انياب لموت المتربص بهم . بعد ميلين فقط هم ممنوعون من التقدم، فالبحر ما عاد ملكاً لغزة بل يمتلكه الجنود المدججون بأحدث الأسلحة ، كانت هذه الاميال عشرين بعد اتفاقية أوسلو المبرمة عام 1993، حتى قلصها الاحتلال إلى اثني عشر ميلا ثم سبعة ثم ثلاثة واليوم لا يستطيع الصياد على طول شاطئ قطاع غزة الإبحار لأكثر من ميلين اثنين وهناك سيواجه المحقق الاسرائيلي الذي سيسأله عن شاليط والمقاومين في غزة وأحوال الناس واي معلومة تفيد الموساد وتبدأ رحلة ابتزاز الصياد، تمارس عليه الضغوط بالحبس لساعات تحت التحقيق والتعذيب، واحتجاز قوارب صيده، نقله إلى ميناء اسدود الاسرائيلي وفي أغلب الأحيان لا يخلو الأمر من إطلاق النار عليه وعلى قاربه وإغراقه بالبحر. مؤخرا حاول الاحتلال ابتزاز الصيادين واستدراجهم للتعاون معه، وإغرائهم بالأموال وتحسين أوضاعهم فرفضوا وعادوا أدراجهم بعد اعتقال دام لأيام. محمود أحمد العاصي رئيس الجمعية التعاونية للصيادين قال بحرقة وألم:" قلنا أن هذا البحر يجب ألا يسيس لم يسمعنا أحد، فالبحر ما عاد ملكا لنا واصبحنا نحن الصيادين أفقر الناس" العاصي يعاني آلاما حادة لا يجد المال للعلاج بعد أن بات موسم الصيد بغزة موسما للفقر لا للثراء. يضيف:" الصياد لا يخرج بسلاح هو يخرج لتحصيل رزقه ورزق أطفاله.. يجب أن يعود العمل لهذا البحر فهو ملك لنا وليس لأحد غيرنا". عبد المعطي الهبيل صياد يقطن ما بين غزة ومخيم الشاطئ غربا يقول لمعا:" الاحتلال لا يسمح لنا اليوم بالصيد على مسافة أبعد من 2 ميل هذا ظلم كانت الأميال ثلاثة واليوم يقلصها" التقليص الاسرائيلي للمسافة البحرية يضرب موسم الصيد أي يقتله وقد بدأ الموسم بالفعل منذ مطلع الشهر الحالي وينتهي حتى نهاية شهر حزيران/ يونيو القادم. ويسيطر الخوف من الموت على الصياد الغزي الذي يضطر لركوب البحر بما فيه من أخطار رفضا لسياسة التضييق التي يمارسها الاحتلال ضده. ويقول نزار عياش نقيب الصيادين ان الاحتلال يبدأ بإطلاق النار على الصيادين اذا ما تجاوزوا المسافة التي يسمح بها لأكثر من ميلين وكانت لأكثر من ثلاثة أميال ما قبل الحرب على غزة، كما يحتجز قواربهم ويعتقلهم وينقلهم إلى الموانئ الاسرائيلية ويبدأ باستدراجهم للعمالة. عياش أكد على أن موسم الصيد الذي ينتظره الصيادون لعام كامل يكاد يفرغ من مضمونه نظرا لمنع الصيادين من العمل في عرض البحر وقيام الاحتلال بسرقة شباك الصيد وخرق قواربهم بإطلاق النيران واحتجازها وملاحقتهم في مسافة 2 ميل. الحرب على غزة ضربت الاقتصاد الفلسطيني في مقتل بعد أن اجهز عليه الحصار لأكثر من ثمانية أعوام أشدها العامان الأخيران، اما فيما يتعلق بقطاع الصيد فقد بلغت خسائره ما يقارب 20 مليون دولار فقط بعد الحرب الأخيرة. هذه الخسائر تتضمن ما يلحق بالصيادين بعد اعطاب قواربهم والمهمات التي تترتب عليها وما كان متوقعا من دخل خلال فترة الحرب كما يقول محفوظ الكباريتي رئيس جمعية الصيد والاغاثة الفلسطينية ورئيس اتحاد الشراع الفلسطيني. الكباريتي قال ان قرابة 3500 صياد يعملون في مهنة الصيد وهم مسجلون رسميا عدا عن آلاف العمال من المتعطلين عن العمل الذين امتهنوا هذه المهنة كهواية وكمصدر للدخل في حين يعتبر الصيد مصدر دخل لعشرين ألف أسرة من قطاع غزة جميعهم باتوا قريبين من خط الفقر نظرا لاعتماد قطاع غزة على اصطياد الاسماك المهاجرة خلال موسم الصيد من نيسان إلى حزيران عدا عن محاربة الاحتلال للاقتصاد الفلسطيني عبر اغراق قطاع غزة بالأسماك المجمدة أو اسماك المزارع الاسرائيلية التي تزيد من هموم الصيادين المحليين وتضاعف من معاناتهم. |