وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الجيش الاسرائيلي: لا مناص من مفاوضة حماس

نشر بتاريخ: 04/01/2006 ( آخر تحديث: 04/01/2006 الساعة: 15:36 )
تقرير وكالة معا - يستطيع المحللون العسكريون أن يعلنوا وفاة الحقبة التي كان فيها سلاح الجو يحسم نتائج الحروب, فمنذ العام 1973 رسخت اسرائيل مفهوم التفوق الجوي على الجيوش العربية وامتدت هذه الفترة الى العام 1991, حيث يسجل للرئيس العراقي صدام حسين أنه السبب الأول في انهاء هذه المعادلة, وباطلاقه صواريخ سكاد العراقية نحو تل أبيب وضع الأسس الجديدة لمعادلة الصراع الحديثة.

واذا كانت اسرائيل قد حاولت طوال 15 عاما عدم الحديث عن الموضوع الا ان صورة كومبيوتر واحدة ستظهر الامور بشكل أوضح حيث صواريخ شهاب الايرانية وصواريخ سكود السورية والكاتيوشا اللبنانية والقسام الغزية والهاون الضفاوية تستطيع أن تضرب أية بقعة في الدولة العبرية ومستوطناتها دون أن يتمكن سلاح الجو الاسرائيلي من منعها.

فالمعادلة الجديدة تكفل لسلاح الصواريخ الضربة الأولى والأقل تكلفة والأسرع زمناً والأقل جهداً بدون الحاجة لجيوش أو وزارة دفاع, ويكفي خلية غاضبة واحدة تملك 5000 دولار أن تسقط طائرة مليئة بالركاب في سماء أية منطقة وأن تعود تلك الخلية الى قواعدها بسلام.

ولا غرابة اذن أن تكشف صحيفة معاريف الصادرة يوم الاربعاء 4 كانون ثاني النقاب عن رغبة جنرالات هيئة أركان الجيش الاسرائيلي مفاوضة حماس بل ويتمنون تلك الساعة التي تقرر فيها الحركة دخول السلطة لتلزم نفسها بتهدئة سياسية توقف عنهم صواريخ غزة وتنجز ما عجزت عن انجازه طائرات الاف 16 والاباتشي والمدفعية الثقيلة.

وتقول الصحيفة أن مباحثات حثيثة تجري داخل هيئة أركان الجيش الاسرائيلي بشأن الموقف من حماس في حال فوزها في الانتخابات التشريعية القادمة للبرلمان الفلسطيني, وتحت عنوان " لا مناص من مفاوضة حماس", أكدت الصحيفة أن اجتماعاً خاصاً ضم وزير الدفاع شاؤول موفاز وكبار جنرالات الجيش والشاباك وخبراء الاكاديميات العسكرية ومختصين في شأن حماس , عقد مؤخراً للبحث في للبحث في سبل التعامل مع حماس في حال فوزها.

وتعترف اسرائيل انه وفي اسوأ حالات حماس ستفوز باربعين بالمئة من مقاعد البرلمان القادم.

والموقف الرسمي للجيش الاسرائيلي والذي يعلن حتى اللحظة ( لن نفاوض حماس طالما هي منظمة عنيفة ومسلحة) ومع ذلك تسرب على لسان العديد من جنرالات الجيش ان اسرائيل وضعت عدة سيناريوهات لمفاوضة حماس منذ الان ويفسر هؤلاء الامر بقولهم ( ان مفاوضة حماس محطة لا مندوحة عنها ) ولكنهم لا يصلون حتى الآن الى تقدير اذا كانت حماس ستجدد عملياتها التفجيرية بعد فوزها ام لا؟

وقد كشفت الصحيفة العبرية جانبا اخر من النقاش وهو ( ان فوز حماس ليس شرطا انه في عكس صالح اسرائيل) واستنادا الى اولئك الضباط فان نجاح حماس سيثقل الحركة مسؤوليات سياسية لم تكن من قبل مجبرة عليها.

اما رئيس الشاباك يوفال ديسكسن فله رأي مغاير حيث يقول ( اذا فازت حماس فان هذا سيكون اسوأ ما ستواجه اسرائيل).

ويعتقد ديسكين ان حماس حركة منظمة جيدا افضل من حركة فتح وهذا ما سيساعدها يوم الانتخابات ولكن ديسكين امتنع عن تقدير نسبة فوز حماس واعتبر الامر منوطا بيوم الانتخابات.

ولكنه اعتقد ان حماس لو فازت بنسبة 30% فقط فانها ستعتبر ذلك كافيا لها وستفاخر به لان هذا الفوز سيكون مقدمة قوية لتغلغل حماس في جميع اجنحة السلطة المدنية والامنية وزيادة نسبة تأييدها شعبيا وان حماس ستسيطر وتدير اجهزة التعليم والصحة.

من جانبه رئيس اركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتس اعترف ولاول مرة علانية ان اسرائيل محاطة بالتهديد الصاروخي من جميع الحدود السورية واللبنانية والايرانية ومن غزة ولا ننسى الصواريخ التي خرجت قبل اشهر من العقبة باتجاه ايلات.

ويقول حالوتس ان لديه معلومات عن امتلاك كتائب فتح في غزة صواريخ يصل مداها الى 30كم وان هذه الصواريخ تملك القدرة على قصف انابيب النفط بين ايلات وعسقلان كما يعترف بان الفلسطييين باتوا يملكون كميات كبيرة من صواريخ القسام وان عملية "السماء الزرقاء" لم تتمكن من وقف امتلاكهم للصواريخ باتجاه النقب الغربي وعسقلان.

وفي الختام وبمزيد من الظلامية تحدث موفاز عن قلقه الشديد من دخول القاعدة الى لعبة الهجوم الصاروخي على اسرائيل وقال انه ينظر بخطورة بالغة الى تبني القاعدة الهجوم بصواريخ الكاتيوشا على كريات شمونا الشهر الماضي.