وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قبيل زيارة بابا الفاتيكان- مسيحيو غزة: نتمنى ان يزور القطاع

نشر بتاريخ: 18/04/2009 ( آخر تحديث: 18/04/2009 الساعة: 18:46 )
غزة - تقرير معا - ما كنا نتمنى ان يدخل مدينة القدس من بوابة جدار عنصري ويخرج الى مدينة بيت لحم من بوابة حديدة تحت حراب الاحتلال الاسرائيلي، فالمسيحيين الفلسطينين لا يقبلون ان يمر بابا الفاتيكان بهذه الطريقة، ونعتبر ان ذلك يدخل في سلسلة اذلال الفلسطينيين ومن أذل شعبا يذل البابا.

هكذا تحدث المنسيور الأب منويل مسلم راعي دير اللاتين عن الطائفة الكاثوليكية في غزة ورئيس دائرة العالم المسيحي في مفوضية العلاقات الخارجية بمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضو هيئة العمل الوطني في غزة لمراسل معا.

المسيحيون في غزة:
تجدهم او تجد أسمائهم في كل جنبات المدينة، فهم هنا منذ الالاف السنين ففي ميدان فلسطين قلب مدينة غزة تجد المستشفى الاهلي الذي يحتضن داخله كنيسة وبجوارها مقابر للمسيحين في غزة، وتسير شمالا على بعد امتار داخل احياء غزة القديمة بمكان ليس ببعيد عن المسجد العمري لتجد كنيسة ومدرسة للاتين، واذا دخلت اسواقها التجارية تجد محلا للصايغ واخر للترزي وهي عائلات مسيحية تمتلك محلات للذهب واخرى للمنسوجات، واذا مررت بشارع الجلاء الذي يقسم غزة قسمين غربا وشرقا تجد جمعية الشبان المسيحية تضم بين جنباتها انشطة مختلفة واذا وجدت نفسك في شارع الوحدة تجد اتحاد الكنائس يعج بالزائرين، وغرب المدينة وبجوار مخيم الشاطئ يوجد "مخيم" المسيحين اللذين هاجروا مع المسلمين في نكبة عام 1948 ، اما في احياء غزة الجديدة في حي تل الهوى فهناك المدارس الخاصة مثل مدرسة راهبات الوردية وغيرها.

نائب في المجلس التشريعي:
ويمثل المسيحيون في قطاع غزة في المجلس التشريعي الفلسطيني النائب المستقل حسام فؤاد الطويل، والذي انتخب نائبا عن دائرة، 54961 صوتا، ويشغل أمين سر مجلس وكلاء الكنيسة العربية الأرثوذكسية بغزة وأمين سر جمعية الشبان المسيحية بغزة سابقا.

النائب الطويل في حديث لوكالة "معا" قال ان التواجد المسيحي في غزة لم ينقطع منذ 1500 عام وان عددهم طيلة السنوات الماضية يتراوح بحدود 4000 مسيحي، وان هذا التواجد يحمل رونقا خاصا ويعبر عن سمات التآخي المسيحي الاسلامي كما يعبر عن الهوية الثقافية والوطنية عبر المشاركة في كل معارك الصمود والبطولة التي خاضها الشعب الفلسطيني كما ان وجود المسيحين تعليمي تنويري وبناء مؤسساتهم في خدمة الجميع.

كثيرون على قلة عددنا:
اكد الطويل ان عدد المسيحين لم يزيد عن 4000 وهم اليوم في غزة 3500 والحديث عن هجرة المسيحين لغزة امر مبالغ فيه ولا احد ينكر ان هناك هجرة عامة من الفلسطينيين بسبب انعدام الفرص وضيق الحال والحصار والعدوان الاسرائيلي المستمر علي الشعب الفلسطيني.

لا يوجد اضطهاد في غزة:
النائب الطويل اكد لـ"معا" ان المسيحيين في غزة لا يتعرضون لاضطهاد وان الكثير من وكالات الانباء العالمية تروج ذلك لاهداف تخصها كما قال، موضحا ان عددا من الحوادث المعزولة قد حصلت بما فيها مقتل الشاب رامي عياد ولكن هذه الاحداث لا تشكل ظاهرة فالكل ادانها وطالب بالكشف عن مرتكبيها وتطبيق القانون فيهم.

كما طالب الطويل ان تتضمن زيارة بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر، مدينة غزة المنكوبة والتي تعاني من ويلات الحرب الاسرائيلية، مطالبا بضرورة الا تستغل اسرائيل زيارته للتغطية عن جرائمها، كما دعا الطويل بابا روما ليدين ما سيشاهده من جدران وطوق تتعرض له الاراضي المقدسة وما يتعرض له اهالي القدس من تهجير وهدم للمنازل.

لم نحصل على تصاريح للعبادة:
بنبرة من الحزن، قال الاب مسلم :" للاسف الشديد حتى الان لم يحصل المسيحيون على تصاريح لزيارة القدس في الاعياد وهذا مناف لحق الانسان في العبادة فنحن حجارة الاماكن المقدسة الحية نحرم من الوصول لمقدسات القدس عاصمة الفصح، ولم يحصل اي احد من سكان غزة على تصريح، ونتمنى يوم غد الاحد الحصول على التصاريح اللازمة لحضور الصلوات والقداديس بالقدس.

واضاف وان لم نستطيع كمسيحين ومسلمين من زيارة القدس لاقامة الشعائر واستقبال البابا فلا حاجة لدينا لزيارة بيت لحم كون بيت لحم بدون القدس مثلها مثل غزة او جنين او اي مدينة فلسطينية فلا تصبح مدينة المهد مميزة الا اذا ربطت بالقدس.

ورأى الاب مسلم ان قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر سيأتي الى فلسطين ولكن للاسف الشديد لن يأتي الى غزة نقول ذلك بمرارة كنا نرجو ان يدخل فلسطين من بوابتها المتألمة، كنا نتمنى ان يدخل الى غزة من بحرها او من معبر رفح البري.

ويبرر الاب مسلم عدم زيارة بابا الفاتيكان لغزة لظروف قاهرة ربما قد اجبر على الغاء الزيارة لغزة من برنامجه لاسباب واضحة الانقسام بين الاخوة والحصار الذي يتعرض له القطاع اجبرا قداسة البابا بعد الذهاب لغزة، واضاف، لكن كم كنا نريد ان يدخل لفلسطين من بوابة دمها من غزة.

يرحب بالزيارة ولا يتمناها:
وأوضح الاب مانويل مسلم كنا ايضا نتمنى الا يأتي بسبب ظروف الاحتلال الاسرائيلي والضغط الشديد الذي تتعرض له فلسطين والحرب على غزة
كما كنا نتمنى ان يحتج على حرب غزة بعدم مجيئه، موضحا ايضا ان البابا رجل دين ويأتي للحج يزور مؤسسات مسيحية واسلامية ونحن نرحب به كمسيحين ومسلمين وما كنا نتمنى ان يسمع لصراخنا ونحن نتألم، وما كنا نتمنى ان يأتي وفلسطين تمزق وكنائسها وجوامعها تداس، ما كنا نتمنى ان يدخل القدس من بوابة جدار عنصري ويخرج الى بيت لحم من بوابة حديدة تحت حراب الاحتلال الاسرائيلي فالمسيحين الفلسطينين لا يقبلون ان يمر البابا بهذه الطريقة، ونعتبر ذلك يدخل في اذلال الفلسطينين ومن أذل شعبا يذل بابا الفاتيكان.

ودعا مسلم في عيد الفصح المجيد البابا ان يزور القدس ليري شعبا يصلب مع المسيح.

خمس مدارس مسيحيية في غزة:
وعن المدارس والمؤسسات المسيحية في غزة هناك أربع مدارس تتبع الكنيسة الكاثوليكية، وخامسة تتبع الكنيسة الأرثوذكسية وهذه المدارس هي:

- مدرسة العائلة المقدسة، بها 700 طالب وطالبة، من الصف الأول الابتدائي وحتى التوجيهي "الثانوية العامة"، ومن بين الطلبة السبعمائة "100 طالب مسيحي"، وبقية الطلاب مسلمون.

- مدرسة البطريركية اللاتينية، بها (550 طالب وطالبة)، من "الروضة -تمهيدي "حتى العاشر الأساسي، (40 ) من هؤلاء الطلبة مسيحيون، والباقي مسلمون، وفي المدرستين السابقتين (86 موظفا) منهم 20 % مسيحيين والباقي مسلمين.

- مدرسة راهبات الوردية، بها 500 طالب وطالبة من الحضانة حتى التاسع الأساسي ،50 من طلبة هذه المدرسة مسيحيون، والباقي مسلمون، وبها 35 موظفا، 10 منهم مسيحيون والباقي مسلمون.

- روضة راهبات المحبة، بها 120 طفلا وطفلة، منهم خمسة مسيحيين و115 مسلما.

- ولطائفة الكنيسة الأرثوذكسية مدرسة واحدة هي "مدرسة الروم الأرثوذكس"، بها 500 طالب وطالبة، من الروضة تمهيدي وحتى التاسع الأساسي، من طلابها 100 مسيحي، والباقي مسلمون.