وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المالكي يطلع الخارجية الروسية على اخر تطورات الساحة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 18/04/2009 ( آخر تحديث: 18/04/2009 الساعة: 15:44 )
رام الله - معا - إستقبل د.رياض المالكي وزير الشؤون الخارجية نائب وزير خارجية روسيا الإتحادية الكسندار سلطانوف، بحضور السفير وليد زقوت رئيس ديوان الوزير وممثل روسيا لدى السلطة الوطنية الفلسطينية سيرجي ياكوفيليف وعدد آخر من المسؤولين من كلا الجانبين.

وقد وضع المالكي نائب وزير خارجية روسيا الإتحادية بصورة الأوضاع على الساحة الفلسطينية، والتطورات المتلاحقة على هذا الصعيد سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً وتداعيات ذلك، وأثره على المنطقة والعالم، خاصةً في ظل إنتخاب حكومةٍ إسرائيليةٍ يمينيةٍ متطرفةٍ، بزعامة بنيامين نتنياهو، والخط السياسي المخالف للإجماع الدولي الداعي الى ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، طبقاً لمرجعيات عملية السلام والقرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية وتفاهمات أنابوليس.

وأشار المالكي الى اجتماع وزراء خارجية الدول الست في عمان ومن ثم إجتماعهم مع العاهل الأردني، والرسالة التي تعبر عن موقف موحد للدول العربية تجاه قضايا المنطقة وعلى رأسها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل خاص والإسرائيلي العربي بشكل عام.

وناقش الجانبان الزيارة الأخيرة لميتشيل وإجتماعاته بقيادتي كلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وأهم ما توصل إليه، وجولته في المنطقة، حيث عبر المالكي عن إرتياح القيادة الفلسطينية للتصريحات الواردة من الطرف الأمريكي وتأكيده على إستخدام كل الوسائل الضرورية لتحقيق السلام الشامل في منطقة الشرق الأوسط، وإلتزام الإدارة الأمريكية بالعمل الحثيث على المسارين الفلسطيني والسوري، وتحقيق إختراق واضح على هذين المسارين.

كما تطرق المالكي للحوار الداخلي الوطني الفلسطيني، والنقاط التي تم الإتفاق بشأنها والنقاط التي ما زال الحوار جار بشأنها من أجل تذليل كافة العقبات والوصول لقواسم وحدوية ومشتركة بشأنها، تكون أساساً صلباً للسير قدماً في قضيتنا العادلة بكل أبعادها السياسية والإنسانية وعلى كافة الركائز سواءٍ أكانت سياسية أم إقتصادية أم إجتماعية أو أمنية.

وقدم د.المالكي شرحاً مستفيضاً حول الإجراءات الاسرائيلية الإحتلالية والإستيطانية والتهويدية للقدس بشكل خاص والضفة الغربية بشكل عام، والتصعيد الاسرائيلي المستمر ضد أبناء الشعب الفلسطيني ومقومات صموده على أرضه، حيث إستنكر إستهداف قوات الإحتلال للمواطنين منوهاً الى إستشهاد 3 مواطنين فلسطينيين في الضفة الغربية يوم أمس، معلناً أنه ليوم حزين لفلسطين وشعبها أن يفقد شعبنا كل يوم المزيد من أبنائه بدم بارد، وتحدث المالكي عن قضية الاسرى موضحاً أنها قضية مقدسة بالنسبة للقيادة الفلسطينية، داعياً الى وجوب التركيز على معاناة ما يقارب الإثني عشر ألف أسيرٍ فلسطينييٍ في سجون الإحتلال.

وطالب المالكي القيادة الروسية بلعب دور فاعل في عملية السلام الشرق أوسطية، بما يتواءم وثقلها على الساحة الدولية والأممية، كونها عضو فاعل في مجلس الأمن الدولي، الذي من خلاله يجب إلزام إسرائيل بإحترام الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، الذي أنشأ من أجل تحقيق السلام والأمن الدوليين، مشدداً على أن الأمن لن يتحقق دون إيجاد تسوية عادلة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

من جهته وضع سلطانوف المالكي بصورة لقاءاته مع القيادة في إسرائيل مشيراً الى ان الحكومة الإسرائيلية ما زالت في طور بلورة موقفها السياسي، حيث أكد على إهتمام القيادة الروسية بإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، مشدداً على أنه طال الإنتظار طويلاً ومن الضرورة بمكان تضافر الجهود الدولية من أجل حل هذا الصراع الذي أدمى قلوب الكثيرين في المنطقة والعالم، ورأى أنه من الواجب وضع حدٍ لهذا النزاع، من خلال عقد مؤتمر دولي على غرار أنابوليس يضع الآليات المناسبة لتحقيق هذا الغرض.

وتطرق الى مؤتمر موسكو المقترح عقده هذه السنة لهذه الغاية، حيث أشار الى زيارة الرئيس محمود عباس لموسكو ولقاءاته مع القيادة الروسية ومشاوراته معهم بهذا الخصوص، كما بيّن أن القيادة الروسية بقيادة ميدفيدف ستعمل كل ما بوسعها من أجل التوصل الى حل سلمي للصراع المستمر في الشرق الأوسط منذ عقود وعلى رأسها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وفي نهاية اللقاء شكر وزير الشؤون الخارجية روسيا الإتحادية لما قدمته وتقدمه من مساعدات للسلطة الوطنية الفلسطينية، وشدد على أهمية إستمرار التعاون والتشاور بين وزارتي خارجيتي البلدين في كافة الميادين، حيث تم الإتفاق على توقيع مذكرة تفاهم حول المشاورات السياسية بين الوزارتين، وتدريب عدد كبير من الدبلوماسيين الشباب في المعهد الدبلوماسي الروسي، وتقديم المزيد من المنح الدراسية للطلبة الفلسطينيين.