|
ملك البطولات 1...بقلم:فايز نصار
نشر بتاريخ: 18/04/2009 ( آخر تحديث: 19/04/2009 الساعة: 00:22 )
الخليل - معا - لا بد من واد النيص ، وان طال الزمن ، ومن يشرب من العيون النيصية سيعود شوقا لسلسبيلها يوما ... لم يقل ليّ الربع كلاما مثل هذا ، ولكن زيارتي الأولى للقرية عندما فاز الفرسان التلاحمة بباكورة بطولاتهم ، كانت بداية الحكاية ، المرصعة بالأمجاد الجديدة ، والتي قد لا تنتهي بالاحتفال الكبير في القرية الصغيرة ، مساء الجمعة الماضي .
إذا أذكرتني البطولات واد النيص ، وان كنت غير ناسي ، تماما كما أذكرت القرية- التي لم تصبح عزلاء منسية - ممثلي الوسط الرياضي الفلسطيني ، ممن تكررت زياراتهم الى القرية الشامخة ، للتهنئة ببطولات ، وصل عددها إلى سبع ، في زمن قياسي . انه الزمن النيصي الفلسطيني ، حرق أبناء الواد مراحله ، بكل كفاءة واقتدار ، كما حرقوا العناصر الأساسية للقصة التقليدية.. فالمكان عنصر آخر لم يخطر ببال النيصة ، أو إن شئت الأنياص .. قرية فلسطينية ترابط قرب الطريق الفلسطيني ، المتعرج بين القدس والخليل ، يقف رفاق النيصي الأكبر أبو علي على سفح القرية بشبابة تعزف اللحن الفلسطيني الأصيل ، ولا مكان هناك لأفرات وشقيقاتها المغتَصبات ، من المستوطنات الطارئة ، التي يحاول الغرباء ، أن يجعلوها تحجب الرؤيا عن القرية ، التي "فزت" من النوم باكرا ، وخرجت تقارع الغرباء بسلاح فلسطيني ، وصلت أصداؤه إلى المستر بلاتر ، الذي خص أبو عماد وصحبه الكرام بتحية خاصة ، في رسالة لكبير العائلة الرياضية ، أبو رامي ! هي حكاية نيصية ، تعبق بنكهة الطابون الفلسطيني ، حكاية حالمة ، ولكنها ليست رومنسية ، بل واقعية .. البطولة فيها لكل أبناء القرية ، وبالكاد يصل عددهم إلى الألف ، ومن هذا الألف طلع أبناء الكتيبة الزرقاء ، ينثرون العبق الكروي في كل مكان ، ويسمعون المحافظات الأكبر ، والمدن الأكثر صخبا صوت القرية الصغيرة ! إنها القصة النيصية ، حروفها مضرجة بالتضحيات البطولية ، وملامحها مزركشة بالمثل الفلسطينية ، بسيطة في تجليها ، عريقة في مفرداتها الوطنية . إنها الحكاية النيصية ...يصدمك الحاجز الطيار قبل الوصول اليها ، يأخذك الحنين منها إلى المعصرة عند بواباتها .. الطريق إلى قمتها جبلي ضيق ، ولكن القلب واسع ، والحلم كبير ... في ملعب مدرسة ثانوية ليست عتيقة يصنع " الفطبول" الحدث ... فيأتي مدير التربية التلحمي ، ليعلن عن الصف التوجيهي الأول في السنة القادمة ، لأن فرسان واد النيص جلبوا الجائزة لقريتهم ، وحلبوا في أنية الجميع ، فلعب الجلد المنفوخ لعبته ، ولست أدري أكان هذا الجمع الطيب سيلتقي في القرية لو لم يكن لواد النيص سفيرها الكروي "ملك البطولات" الذي وصلت أصداء مجده إلى عاصمة الضباب ، غربا بزيارة قد تكون قريبة وعد بها سفيرنا فيلا لندن ، والى عاصمة الساموراي شرقا ، قد تكون قبل تفتح التين والعنب . في البداية ظن الجمع أن الأمرمن باب المفاجآت ، وان واد النيص مجرد حصان أسود ، لأن للبطولات قواها التقليدية ، ولكن هذه القوى التقليدية أجمعت على رفع القبعات ، وصفقت بحرارة لجماعة أبو علي عندما أصبح الأمر تقليدا ... وعندما أصبح للقرية التلحمية مدرسة كروية ، تقدم كرة تسحر القلوب ، السهل الممتنع ،عنوانها الأول ، والفوز المقنع عنوانها الأخير . ولا تسأل أيها الصحفي كيف يفوز واد النيص ؟ او كيف استطاعت القرية التي تعترض المستوطنة مقارعة الكبار ، وسحب البساط من تحت أقدامهم ؟ لا تسأل أخي لماذا وكيف حقق النيصة كل هذه المعجزات ، بعيدا عن الميكنيزمات الرياضية المألوفة ؟ فكلمة السر في واد النيص أن الجميع على قلب رجل واحد .. والأمر هناك القليل من الكلام ، والكثير من العمل ، تحفزا لفوز جديد في كل بطولة ، حتى اجمع الربع على أن واد النيص أصبح " ملك البطولات "! والحديث ذو شجون |