وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سؤال هل يجد من يجيب عليه ؟ بقلم ياسين الرازم

نشر بتاريخ: 22/04/2009 ( آخر تحديث: 22/04/2009 الساعة: 18:05 )
القدس - معا - بالكاد استطاع عدد محدود من المؤسسات الشبابية والرياضية داخل مدينة القدس المشاركة في انطلاق فعاليات احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 في الحادي والعشرين من آذار الماضي ، إلا انه وبفضل العزيمة والإصرار وقبول التحدي ورفض سياسية الأمر الواقع الذي فرضها الطرف الأخر آنذاك تم إطلاق بضع ألاف من البالونات المعبئة بالهليوم في سماء القدس ولم تنجح إلا مجموعات صغيرة بالتحرك داخل المدينة وشوارعها، قبل أن تمنع وتقمع بالقوة ،ناهيكم عن إغلاق مقرات عدد من الأندية والمؤسسات بقرارات جائرة وتعسفية سيما أن اليوم ذاته شهد يوم الأم ، اليوم الذي اعتادت فيه المؤسسات على إقامة الاحتفالات لتكريم الأم، إلا أن كل ذلك منع ولم يسمح له بأن يرى النور ، وذلك في الوقت الذي طافت فيه مسيرات ضخمة من المواطنين والكشافة والأطفال شوارع قرى المحافظة والمدن في المحافظات الشمالية وشهدت بلدة الخضر الحفل الرسمي لإطلاق الاحتفالية بحضور الرئيس محمود عباس وعدد من الوزراء العرب وممثلي السفرات والقنصليات العربية والأجنبية .

إن ما تقدم يشير إشارة واضحة ودامغة لا مجال للشك أو التأويل فيها ، أن المحتل شرع بتنفيذ مخططاته وبرامجه المعدة مسبقاً للاستفراد بالقدس ومؤسساتها على اختلاف مشاربها وألوانها ونشاطاتها ، بهدف تركيع أهلها وعزلهم نهائياً عن امتدادهم الفلسطيني من خلال عدد كبير من الإجراءات والخطوات المتسارعة والقرارات الإدارية والتنظيمية بمصادرة وهدم البيوت والأحياء وإغلاق الطرق المؤدية للبلدة القديمة وحشر المقدسيين في قفص أو سجن كبير للحد من الزيادة الطبيعية في عدد المواليد وتقليص نسبة السكان الفلسطينيين بالقدس إلى اقل ما كان عليه الوضع عشية احتلالها عام 1967 .

إن ما تقدم يفرض على الكل الفلسطيني التحرك العاجل والسريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، وإذا ما سلًمنا أن لكل قطاع مؤسساته وهيئاته التي تواكب نشاطاته وفعالياته ، فان لقطاع الشباب والرياضة مرجعيات رياضية رسمية وأهليه لا يمكن القفز عنها أو تجاوزها ، وعليها التحرك الجاد والسريع لوضع الخطط الاستيراتيجية للنهوض بالواقع الرياضي والشبابي المقدسي ومساعدته في الصمود ومواجهة التحديات المفروضة عليه ، وذلك كله للحفاظ على فلسطينية هذه المؤسسات ودورها الوطني من خلال إبقاء القدس على رأس سلم الأولويات والاهتمامات ، وقبل الطلب من تلك المرجعيات، اعتقد أن على المؤسسات والأندية الشبابية والرياضية في القدس المبادرة أولا لاتخاذ خطوة حقيقية وجادة ومسئولة للإمام من خلال العمل على توحيد الجهود بين الأجسام الرياضية والشبابية أو بالحد الأدنى الاتفاق على آلية تنسيق وتعاون فيما بينها والابتعاد عن التداخل في المهام ، بالتعاون مع وزارة الشباب واللجنة الاولمبية والاتحادات الرياضية والتي أرى أن عليها دعم إطلاق بطولات ونشاطات رياضية وشبابية على مدار العام داخل مدينة القدس والحذر من ترحيل النشاط إلى خارج ما يسمى بحدود البلدية والحرص على بقاء جذوة النشاط الرياضي والشبابي المقدسي مشتعلة ،غير خاف على احد أن مدينة القدس تفتقر للعديد من مقومات الصمود التي تتيح لها مواجهة التحديات الآنية والمستقبلية، وقد يكون في مقدمة هذه الاحتياجات ضرورة وجود منشأة رياضية وطنية قادرة على احتضان كافة الأنشطة والفعاليات الرياضية على غرار ما هو موجود في بعض محافظات الوطن ، ودعم البنية التحتية من مقرات وملاعب للأندية ، وهنا تبرز الحاجة إلى التناغم والتوافق بين المرجعيات الرياضية الرسمية والأهلية وخاصة وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية ، لان الأندية المقدسية باتت تعاني كثيراً من السفر اليومي للملاعب والصالات في محافظات الوطن وتتكبد مصاريف باهظة من جراء المواصلات ورسوم استخدام الملاعب ما يؤثر على المستوى العام للرياضة المقدسية ويدفع باتجاه عزوف الشباب عن ممارسة الرياضة ، والكل يعلم انه لا يوجد في القدس سوى ملعب واحد في قرية العيسوية لا يغني أو يسمن من جوع .

اخلص في حديثي إلى القول أن على المؤسسات الشبابية والرياضية المقدسية ،وان على المرجعيات الرياضية الرسمية والأهلية الفلسطينية الإجابة على السؤال التالي ( هل تريدون أن تبقى القدس عربية فلسطينية حتى يأذن الله امراً كان مفعولا، أم إنها باتت خارج الحسابات ؟ وان العمل فيها أصبح مضيعة للوقت وهدر للمال والجهد؟ )