وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مؤتمر بلعين يؤكد على استمرار المقاومة الشعبية بدعم من السلطة

نشر بتاريخ: 24/04/2009 ( آخر تحديث: 24/04/2009 الساعة: 22:28 )
رام الله- معا- إنعقد مؤتمر بلعين الدولي الرابع للمقاومة الشعبية (دورة الشهيد باسم أبو رحمة) في قرية بلعين في محافظة رام الله في الفترة ما بين 22-24 نيسان 2009 بمشاركة وحضور فلسطيني رسمي وشعبي واسع على رأسه ممثل الرئيس أبو مازن ورئيس وزراء السلطة الدكتور سلام فياض، وأعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، وأعضاء من المجلس التشريعي، وقادة وممثلي القوى والأحزاب الفلسطينية وقادة العمل الشعبي في الضفة الغربية.

وقد تميّز المؤتمر بمشاركة اهالي قطاع غزة عبر الفيديو، إضافةً إلى مشاركة وفود دولية من الناشطين من أجل السلام من كل من فرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، وألمانيا، وايرلندا، وإبريطانيا، وكوبا، وسويسرا، والولايات المتحدة الأمريكية، ونشطاء من حركات السلام الإسرائيلية المناهضة للاحتلال الإسرائيلي.

ويأتي إنعقاد هذا المؤتمر في ظل تطورات سياسية خطيرة من تزايد حدة الاحتلال والبطش الإسرائيليين ضد الشعب الفاسطيني لكسر إرادته وإخضاعه، إلى انتخاب حكومة إسرائيلية تُغالي في التطرف وانتهاءً بانقسام في صفوف القيادة الفلسطينية.

ويهدف هذا المؤتمر إلى تشجيع المقاومة الشعبية والعمل على نشرها في كافة المناطق الفلسطينية المحتلة، وحث القوى الفلسطينية على لعب دور أكثر فاعلية في مجال المقاومة الشعبية، وتوسيع دائرة التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، وتعزيز ثقافة المقاومة وحملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد إسرائيل، والعمل على توحيد الوطن جغرافياً وسياسياً من خلال مشاركة أهلنا في قطاع غزة عبر الفيديو، وتعريف المشاركين بالمؤتمر بواقع المعاناة الفلسطينية من خلال الزيارات الميدانية.

وقد افتتحت أعمال المؤتمر وسط حضور دولي وفلسطيني رسمي وشعبي واسع، بترحيب من اللجنة الشعبية بالمشاركين ألقاها إياد برناط، رئيس اللجنة الشعبية في بلعين، أكد فيها على دعم المقاومة الشعبية محلياً وعالمياً، وطالب الحكومة الفلسطينية بزيادة الجهد في تعزيز صمود المواطنيين من خلال زيادة عدد المشاريع في مناطق (ج) من أجل تمكينهم من الاستمرار في نضالهم. كما دعا الحكومة إلى أخذ موقف سياسي حازم من قضايا تهويد القدس واستمرار الاستيطان وبناء الجدار بما يضمن الحقوق الفلسطينية.

من جهته طالب رئيس الوزراء، الدكتور سلام فياض، المجتمع الدولي بالتوقف عن سياسة المعايير المزدوجة في التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي وسياساته، وإثبات مصداقية مواقفهم بخطوات عملية ملموسة قادرة على إلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف الاستيطان، والتقيد بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وأسس إمكانية صنع السلام في هذه المنطقة، والتنفيذ الكامل للاتفاقيات السابقة، والانتقال إلى مفاوضات جدية وفق جدول زمني محدد بهدف تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وجوهرها إنهاء الاحتلال، لا التفاوض حولها

وقد بين الدكتور فياض أن نموذج بلعين يمثل رواية شعب مصمم على التمسك بأرضه، وعدالة قضيته، وكفاحه المشروع الذي يُمكِّن من استعادة تجنيد وحشد الدعم الدولي لحقوقه الوطنية، بل والتأثير على الرأي العام، بما في ذلك داخل إسرائيل نفسها.

وقد أكد على حق الشعب الفلسطيني، بل واجبه الوطني، أمام الممارسات التعسفية والقمعية الإسرائيلية التعبير عن رفضه للاحتلال وممارساته، وحماية أرضه وحقه في الحياة والحرية، والعيش بأمن وسلام وكرامة، أسوةً ببقية شعوب العالم، مؤكدا على أن السلطة الوطنية ستعمل على الاستجابة لتوصيات هذا المؤتمر إزاء ما يتعلق بمسؤوليات السلطة الرسمية لدعم جهودهم ومبادراتهم.

أما الـمتضامنة الأيرلندية مرياد مكوير، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، فقد قالت أن بلعين نموذج لقدرة الإنسان على رفض الظلم، وأعربت عن إعجابها الشديد بنضال أهالي بلعين ضد الاحتلال، وعبرت عن تضامنها مع عائلة الشهيد أبو رحمة، وأضافت أن "من يريد النهايات الجيدة، يجب أن يبحث عن أساليب وطرق وغايات جيدة توصله لهذه النهايات، وبلعين، أثبتت من خلال استمراريتها ونضالها طوال الأعوام الأربعة الـماضية، قدرة الإنسان على رفض الواقع الـمظلـم، وقدرة الإنسان على مقاومة الاحتلال بالطرق السلـمية".

وتابعت: "بإمكاننا كبشر تغيير واقع العالـم من خلال تجاوز الـمعيقات والـمشاكل التي تحيط بنا"، داعية كافة الفلسطينيين إلى وضع حد لخلافاتهم الداخلية والالتفاف حول واقع رفض الاحتلال فقط، وطالبت العالـم بالتدخل من أجل وقف سياسة التطهير العرقي بحق الفلسطينيين في القدس، معربة عن تضامنها مع الـمقدسيين الذين هجروا قسراً من منازلهم، وغيرهم من الـمهددين بالطرد والتشرد".

وفي رسالة بعث بها الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، عبر فيها عن تضامنه مع اهالي قرية بلعين ونضالهم الشعبي ضد بناء الجدار.

كما دعا كارتر الفصائل الفلسطينية إلى تحقيق الـمصالحة الفورية والالتفاف حول القيادة الفلسطينية، ودعم عملية السلام في الـمنطقة مبيناً إن تجربة بلعين أمست مثلاً يحتذى به في العالـم أجمع، داعياً في الوقت ذاته إسرائيل إلى وقف بناء الجدار ووقف بناء الـمستوطنات.

فيما شددت لويزة مورغانتيني نائبة رئيس البرلمان الأوروبي، على إلتزامها هي والآلاف من الأوروبيين بالعمل على تقديم إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية.

ورأى د.رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة أن المقاومة لها عدة أشكال وعلينا اختيار الشكل الصائب في الوقت الصائب للمضي في المقاومة ضد إسرائيل، مضيفاً أننا قررنا أن نقاوم العام الحالي بالقدس بالثقافة، حيث أعلنا القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، وهذا ما أشعل نار الغضب لدى إسرائيل حيث قررت منع الاحتفالات في القدس وطاردت الأطفال وجميع الشباب الذين شاركوا في الانطلاقة، وأغلقت المراكز الثقافية في البلدة القديمة."

وقد أكد على دعم القيادة الفلسطينية لنضال أهالي بلعين وكافة القرى والـمناطق التي تستهدفها مخططات الاحتلال.

وحذر الحسيني من مخاطر الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى عزل القدس وتفريغها من سكانها، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية ماضية في زيادة عدد الـمستوطنين في القدس على حساب أهالي الـمدينة وممتلكاتهم.

واستعرض ممثلو وفود التضامن الأجنبية تجارب وفودهم في النضال إلى جانب اهالي بلعين وغيرها من القرى الـمهددة أراضيها بالمصادرة كالمعصرة وجيوس ونعلين، وعبر ممثلو هذه الوفود عن تضامنهم مع قرية بلعين ونضال اهلها، داعين في مداخلاتهم إلى دعم مسيرة نضال بلعين والقرى الأخرى وضرورة إلزام إسرائيل طوعاً أو قسراً بالـمواثيق الدولية وإعلان حقوق الإنسان.

وأجمع المتحدثون من مسؤولي القوى الوطنية الذين شاركوا في المؤتمر على أهمية المقاومة الشعبية وضرورة اعتمادها كاستراتيجية، اثبتت فعاليتها في الانتفاضة الأولى.

وقد تم استعراض تجربة المقاومة في كل من نعلين والمعصرة والأغوار وجنوب الخليل وبلعين كنموذج للمقاومة الشعبية بكافة جوانبها الشعبية والقانونية.

ومن الجدير ذكره في هذا السياق التطورات المهمة على صعيد توسيع نطاق المقاومة الشعبية على المستوى الدولي لتشمل رفع الدعاوى القانونية ضد المنتفعين من الاستيطان في كلٍّ من كندا وفرنسا، وإطلاق حملة المقاطعة ضد باني المستوطنات ليفايف في النرويج.

وفي ختام فعاليات اليوم الأول من الـمؤتمر، جرى عرض فيلـم قصير حول "الشهيد باسم أبو رحمة" الذي قضى الجمعة الـماضية بعد إصابته بقنبلة في صدره من مسافة قريبة. وفي اليوم الثاني تواصلت فعاليات المؤتمر بعقد مجموعة من ورشات العمل للخروج باستراتيجيات موحدة لعمل اللجان الشعبية الفلسطينية في مجالات المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، والمسئوولية عن انتهاكات القانون الدولي، وتعميم وتطوير المقاومة الشعبية الفلسطينية.

وفي اختتام المؤتمر طالب المشاركون الجهات الرسمية الفلسطينية بدعم العمل الشعبي المقاوم وأخذ موقف سياسي حازم من قضايا تهويد القدس واستمرار الاستيطان وبناء الجدار بما يحفظ الحقوق الفلسطينية.

كما طالبوا القوى الوطنية بأن تتصدر المقاومة الشعبية برامجها بدءاً من مقاطعة المنتوجات الإسرائيلية، وحتى المشاركة بكل ثقلها في الفعل الشعبي المقاوم، والاستمرار في نهج المقاومة الشعبية باعتبارها اداة استراتيجية تستند الى التجارب الناجحة في مقاومة الجدار، وإلى الرصيد النضالي للشعب الفلسطيني بما في ذلك تجربة الانتفاضة الأولى .

وفيما أكد المؤتمرون على ضرورة توثيق العلاقة مع قوى السلام الإسرائيلية التي تشارك شعبنا نضالاته ضد الممارسات الاحتلالية المختلفة، شددوا على رفض أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال ومؤسـساته وشخوصه المختلفة. وعلى صعيد التضامن الدولي، طالب المشاركون بالعمل على فرض المقاطعة، وسحب الاستثمارات، والعقوبات الاقتصادية ضد إسرائيل، والتأكيد على ضرورة تعليق اتفاقية الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي.

وبناءً على النقاشات التي أُجريت خلال المؤتمر ورشات العمل، فإن المؤتمرون قد قرروا اعتماد استراتيجيات موحدة لعمل اللجان الشعبية الفلسطينية كما يلي:

اولا"المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات BDS
1.بناء على قرار الملتقى المدني الدولي المنعقد في كانون ثاني الماضي، تقرر اعتماد يوم الأرض الموافق 30 آذار من كل سنة يوماً عالمياً للمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد إسرائيل.
2.عقد مؤتمرات تنظيمية في كافة المناطق الناشطة على صعيد المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد إسرائيل من أجل تنسيق الحملات والمبادرات.

ثانيا":المسؤولية عن انتهاكات القانون الدولي
1.تكثيف الحملة الشعبية محلياً ودولياً من أجل محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين.
2.التنسيق بين المجتمع المدني الفلسطيني وكل من المؤسسات القانونية في أوروبا والولايات المتحدة التي تقيم دعاوى جرائم حرب ضد المسؤولين الإسرائيليين.

رابعا :نشر ودعم المقاومة السلمية الشعبية
1.توحيد الجهود وتكثيف التنسيق بين اللجان الشعبية.
2.اتاحة المعلومات عن أنشطة المقاومة الشعبية الفلسطينية للوصول اليها بطريقة سهلة وبسيطة.
3.استخدام الإعلام بطريقة فاعلة مع التركيز على التجارب الناجحة.
4.استخلاص الدروس والعبر من من تجارب الشعوب الأخرى في المقاومة الشعبية.
5.التمييز بين لجان المقاومة الشعبية وقيادات العمل السياسي في السلطة والأحزاب.
6.تشكيل لجنة لمتابعة قرارت المؤتمر وتفعيل العمل الشعبي.

خامسا:التضامن العالمي مع الفلسطينيين
1.تحسين التنسيق بين مجموعات المجتمع المدني الدولية في مجال التضامن مع المقاومة الشعبية السلمية من خلال المجموعات المتداخلة كمجموعات العمل المتعلقة بفلسطين في الملتقى المدني الدولي.
2.تعزيز قدرات التواصل والمناصرة لمجموعات التضامن والتركيز على إحترام القانون الدولي وحقوق الإنسان وممارسة الضغط على الحكومات والسياسيين الغربيين في هذا المجال.
3.الانضمام لحملة المقاطعة وسحب الإستثمارات وفرض العقوبات ضد إسرائيل، وترويج التجارة النزيهة مع فلسطين، ورفض وفع سقف اتفاقية التعاون بين الإتحاد الأوروبي وإسرائيل، وطلب تعليق مثل هذه الاتفاقيات إلى أن تلتزم إسرائيل بالقانون الدولي.
4.الضغط على الحكومات والبرلمانيين في العالم لكي يتخذوا موقفاً حازماً ضد الحصار على غزة، ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيلين في محاكم دولية (بما في ذلك محكمة دولية شعبية خاصة بفلسطين على غرار محكمة رسل) مشددين على دور المجموعات الإسرائيلية المناهضة للإحتلال والتي تستنمر هذه الجرائم.
5.تعزيز المبادرات الدولية الأخرى لمعارضة تجارة السلاح مع إسرائيل، وحماية الأسرى الفلسطينيين، وترويج مشاريع التوأمة مع المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وإرسال فرق سلام مدنية إلى الأراضي المحتلة، وتنسيق رحلات ميدانية للسياسيين والمحامين والصحفيين.

كما طالب المؤتمرون بما يلي:
1-التأكيد على وجوب تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، لأنها الأساس في نجاح المشروع الوطني الفلسطيني.
2ـ مطالبة كل من مؤسستي الرئاسة والحكومة الفلسطينيتين بمزيد من العمل الجدي لتطبيق ما جاء في القرار الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر بتاريخ 9/7/2004 ، وقرار الجمعية العمومية اللاحق .
3ـ مطالبة الجهات الرسمية الفلسطينية بوجوب دعم العمل الشعبي المقاوم وأخذ موقف سياسي حازم من قضايا تهويد القدس واستمرار الاستيطان وبناء الجدار بما يدفع المحافل الدولية للضغط على إسرائيل كي تمتثل للإرادة الدولية .
4ـ مطالبة القوى الوطنية بأن تتصدر المقاومة الشعبية برامجها بدءاً من مقاطعة المنتوجات الإسرائيلية، وحتى المشاركة بكل ثقلها في الفعل الشعبي المقاوم.

على المستوى الإسرائيلي
1ـ توثيق العلاقة مع قوى السلام الإسرائيلية التي تشارك شعبنا نضالاته ضد الممارسات الاحتلالية المختلفة.
2ـ رفض أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال ومؤسـساته وشخوصه المختلفة.

على المستوى الدولي
1ـ تكريس العلاقة مع المتضامنين الدوليين واستقطاب المزيد من نشطاء السلام والحرية.
2- مطالبة المؤسـسات والاتحادات والجمعيات وكل نشطاء السلام والمجتمع المدني في العالم بالعمل على تقديم الرواية الفلسطينية كما هي في الواقع، في مواجهة الدعاية الاسرائيلية.
وأخيرا اتفق المؤتمرون على أن يكون مؤتمر بلعين الدولي للمقاومة الشعبية مؤتمرا سنويا يُعقد في شهر نيسان من كل عام.