|
نداء الاسيرات الى نواب الامة.. حكايات خلف القضبان تقشعر لها الابدان
نشر بتاريخ: 07/01/2006 ( آخر تحديث: 07/01/2006 الساعة: 22:26 )
غزة -معا- لم تعد قضية القابعات خلف القضبان الإسرائيلية مجرد مزحة خفيفة او ضريبة حرية الوطن، ولكنها مع مرور الزمن على أيامهن وأعمارهن من جهة ومع تنامي الخلافات بينهن كمنتميات لفصيل واحد او فصائل مختلفة من جهة اخرى، يصبح لا مناص من العمل بجدية على تحريرهن وإعادتهن إلى ذويهن.
الأسيرات الفلسطينيات خلف قضبان السجون الإسرائيلية يعشن يوماً بعد يوم مع الخوف من المستقبل فيما لو تحررن، ومع الرعب من البقاء خلف القضبان، ومع استصدار الأحكام العالية بحقهن كما الأسيرة احلام التميمي ممثلة أسيرات حركة حماس في سجن الرملة الإسرائيلي والمحكومة 16 مؤبداً وما يزيد عن 40 عاماً مضافة، ترتعد فرائص الأسيرات وقلوبهن من المجهول ومن الأخطار المحدقة في ربقة السجان. الأسيرة المحررة إيمان أبو خوصة والتي مر عليها قرابة عامين في سجون الاحتلال كأسيرة وحيدة من قطاع غزة، تتحرر وترى ان قلبها لا زال عالقاً خلف القضبان، فهي صباح مساء تتذكر الأسيرات وتعاني معهن كل آلام الماضي القريب ولا تكاد تفارق مخيلتها صورة الفتيات مع السجانات ومع التحقيق، رافضة كل الأحاديث الإعلامية حول انتهاك اعراضهن أو التحرشات الجنسية التي قالت أن الإعلاميين يركزون عليها وهي حسب شهادتها غير حقيقية ولا علاقة لها بواقع ما يحدث وراء القضبان، مشددة على أن السجانين لا يدخلون إلى غرف الأسيرات بالإطلاق إلا في حالات الاعتصام أو الإضراب عن الطعام أو الاعتراض بالصراخ على شيء ما فيدخل السجانون مع السجانات ويبدأون بضرب الأسيرات دون تفرقة ولكن دون الاعتداء على إحداهن جنسياً. وأكدت أبو خوصة التي اعتقلت في السادس والعشرين من نيسان /إبريل لعام 2002 أي بعد أحداث ارتكاب المجزرة في جنين في إطار ما يسمى بعملية " السور الواقي" بالضفة الغربية، على ان الأسيرات هاماتهن عالية وإرادتهن قوية، وأنهن شديدات التعجب من صفقات الإفراج عن الأسرى والتي يتم استثناؤهن منها، مشيرة إلى أن الأسيرات يتابعن بقوة ما يحدث على الساحة الفلسطينية وأنهن يأملن خيراً بمرشحي التشريعي والمرشحات الجدد على أمل أن يتابع أحدهم قضيتهن بقوة وليس كما المجلس السابق. وقالت أبو خوصة من مخيم جباليا للاجئين شمالي قطاع غزة، والتي حكمت لثلاثة أعوام ونصف قضتها كاملة خلف القضبان بتهمة محاولة القيام بعملية استشهادية في مستوطنة رفيح يام السابقة بجوار محافظة رفح جنوبي القطاع، إن تراكمات الأسر رهيبة وهي لا تكاد تفارقها لحظة، غير مصدقة أنها أصبحت محررة، مشيرة إلى انها حاولت القيام بعملية استشهادية جراء ما شاهدته عندما كانت في العشرين من عمرها في مخيم جنين الذي ارتكبت فيه مجزرة احتلالية وراح ضحيتها العشرات من المواطنين. ومع التحذير الذي تلقته الأسيرة المحررة عندما نقلها جيب إسرائيلي إلى شمالي القطاع غداة الإفراج عنها في الثلاثين من آب / أغسطس لعام 2005 تقول :" لا اعتقد انني قادرة على وصف ما مررت به خلف القضبان فتعجز امامي كل الكلمات عن وصف الحال في السجون وآلام الأسيرات وآمالهن بالتحرر والمعاناة التي مررنا بها هناك فكل ذلك أقف عاجزة عن نسيانه او وصفه". الأسيرة الوحيدة التي تحدثت عن نزاعات الأسيرات خلف القضبان وعن الفصائلية وسيطرة أسيرة ما ورش الزيت الحار على الوجوه والتشوهات الناجمة عنه تقول :" أين منا المرشحون والمفاوضون وكل هؤلاء السياسيون وأين الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية والمقاومة ولماذا يدعون الأسيرات ورقة ضغط في يد الاحتلال". وحتى تطوى صفحة الأسيرات تبقى الأسئلة معلقة وتنتظر الاجابة |