وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا بقلم : صادق الخضور .

نشر بتاريخ: 26/04/2009 ( آخر تحديث: 26/04/2009 الساعة: 20:58 )
الخليل - معا- أنسميّه هوسا أم إنجازا ؟ هذا هو التساؤل المرتبط بما تحققه الكرة الخليلية تحديدا والرياضة الخليلية بشكل عام ، ففرق الخليل تواصل فرض سطوتها على العديد من المسابقات ، ولنأخذ أولا بطولة الدرع حيث حجزت ثلاث فرق خليليلة مكانها بين الثمانية الكبار ، وباتت الأمور مرشحة لمواجهة خليلية في الدور نصف النهائي ، وفي اعتقادي أن هذا لم يكن طفرة ، فالبعودة لنتائج دوري الأولى وحصر الأربعة الكبار حينها كان فريقا بيت أمر ودورا في الواجهة ،وتوّج الأمر بصعود بيت أمر للممتازة أ ودورا للمتازة ب ، وبالوصول لدوري الدرجة الثانية أطلت علينا الرماضين ، ثم كان دوري الثالثة فبرز فريقا بيت أولا وبني نعيم ، وكانت فرق صوريف والشيوخ قاب قوسين أو أدنى من ملامسة النجاح .
إن ما تشهده الرياضة الخليلية لم يقتصر على ما سلف ، فهناك النادي الظاهرة وأعني به مركز شباب العروب والذي تفّرد عن بقية أقرانه من الاهتمام بمعظم الألعاب، فبرز في الطائرة ، وحطت رحاله بكبرياء واقتدار في الأولى (أ ) / كرة القدم ، وهو نشيط في ألعاب السلة واليد وتنس الطاولة ، ولهذا استحق المركز إشادة خاصة كونه قدم نمطية تخالف ما اعتدنا عليه من أن تكون أنديتنا أندية اللعبة الواحدة .
وإذا ما أقلعنا عن القدم طالعتنا اليد ، والوقائع قالت إن أربعة فرق من أصل من بلغوا دور الثمانية في كأس اليد خليلية ، مما يعني أن الرياضة الخليلية تعايش صحوة ما ، وهو ما تبرزه أيضا معطيات تنس الطاولة .
لكن هذا التحفز والتميز يجب أن يستثمر جيدا ، وأول المطلوب أن يتم تصفية القلوب بين الأشقاء ، وبعيدا عن المجاملة فإن ما واكب انتهاء مباراة الظاهرية والأهلي في الدرع يجب أن ينال حقه من المساءلة والمكاشفة ، ويجب أن تكون هناك وقفة جادة لدرء خطر الانزلاق في مطبات التعصب ، فهل باتت الأجواء الخليليلة عاجزة عن تقديم من يبادر للململة الفرقاء ونبذ الخلاف ؟ ولماذا تصل الأمور إلى هذه المرحلة ؟
وما دام الشيء بالشيء يذكر ،فإن جدولة مباراتي الظاهرية والشباب على الملعب ذاته وبتوقيت متتال صعب المهمة ، وكاد يقود لكارثة ، فهل غاب عن بال لجنة المسابقات خصوصية العلاقة بين جماهير الفريقين ؟ وهل ضاق الوقت وقلت الملاعب حتى كان ما كان ؟
نأمل أن يتنبه المبرمجون مستقبلا لهذا ، وأن يراعوا الأبعاد التي لا تخفى عليهم ، وعلى الحريصين على مستقبل الكرة الخليلية محاولة السعي الجاد لإصلاح العلاقة بأخوية ولباقة ، فقد كانت مباراتا الدرع من أكثر –بل أكثر- المباريات قاطبة جمهورا ولا أبالغ حين أقول إن أعداد الجماهير فيهما فاقت أعداد الجماهير التي واكبت بقية مباريات الدرع منذ انطلاقها لكن هذا لم يمنع إداري متهور من استفزاز الجماهير ، ولم يحل دون قيام لاعبين بقذف الحجارة في مشهد لم يسبق أن شهدته ملاعب الكرة في أية بقعة من المعمورة .

إبداع ....يبدع ويقنع
إبداع الدهيشة وفريقه السلوي يتسنم قمة الترتيب ، وهذا ليس غريبا ، وحسنا فعلت إبداع حينما قفزت عن كل محطات الخلاف ، وعبرت عن ذاتها إبداعا سلويا عكس نفسه بانتصارات متتالية في دوري الممتازة .
إبداع تبدع وتمتع وتقنع ، وتتشبث بصدارة السلة ، وهي تقدم كرة سلة عصرية ، وتتعامل مع كل مباراة على أنها بطولة في حد ذاتها ، ومن هنا ، فإن الفريق ومنذ انطلاقة الدوري كان ساعيا لإثبات أحقيته في أن يظل بين فرق الصفوة وفي طليعة الترتيب .
إبداع تتجاوز ، فقد تجاوزت الخلافات وتباين وجهات النظر الذي غلف العلاقة حينها ، وها هي تتجاوز الفرق الأخرى وتقدم تحذيرا بأن دوري السلة يسير على شاكلة دوري الممتازة لقدم الرجال والذي استقر في واد النيص ، ودوري القدم للسيدات الذي اختار بيت لحم ، وها هو دوري السلة يتجه صوب المدينة التلحمية.
وكل التوفيق لإبداع ولكل فرق السلة الفلسطينية مع التمنيات بمشاركة خارجية موفقة لدلاسال المقدسي .

الدرع ومواجهات منتظرة
مع بلوغ بطولة الدرع دور الثمانية ، فإن البطولة حافلة بلقاءات تجمع بين الجماهيرية والإثارة ، فلقاء العميد مع المركز نهائي مبكر وهو يجمع بين فريقين امتازا بانفتاح شهيتهما على التهديف في دور الستة عشر ، وإذا كان هجوم المركز لافح فدفاع الشباب متماسك طامح ، وانطلاقات المصطفى كنعان ستخضع لسيطرة شريف عدنان ، وتظل الكلمة النهائية لخط الوسط في كلا الفريقين ، فماذا سيفعل ؟
الأمعري والوادي نهائي آخر ، وما زال التنافس الذي جسداه في الدوري ماثلا للعيان ، والأمعري بكتيبته التي يقودها الهندي قادر على تغيير الصورة التي ظهر بها في لقاء العربي ، والفريق يزاوج بين التعزيز والدفع بالوجوه الصاعدة في معادلة فريدة ، أما الواد المنتشي ، فهو أيضا ميّال لمحو الصورة الباهتة أمام الجدعان ، وأبناء يوسف سيبذلون قصارى الجهد للجمع بين الدوري المنجز والدرع المنتظر، والمواجهة متوازنة بكل المقاييس ، فلمن ستبتسم المباراة ؟
في المباريات الأخرى المكبر الطامح بالبطولة سيواجه يطا المتسلحة بالرجولة ، واللقاء الأخير خاص كونه تجاوز الألف في قطبيه ليجمع بين الباء ، فالأهلي وأبو ديس يريدان برهنة أن هبوطهما كان اضطراريا ، وأن كل فريق قادر على العودة والتحليق .