وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

احتفالية القدس عاصمة الثقافة تستنكر مخطط بناء كنيس فوق"التنكزية"

نشر بتاريخ: 29/04/2009 ( آخر تحديث: 29/04/2009 الساعة: 19:40 )
جنين -معا- دانت اللجنة الوطنية العليا لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 المخطط الإسرائيلي ببناء كنيس يهودي فوق المدرسة التنكزية الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك، واعتبرت الإجراء وشيك التنفيذ خطوة عدوانية تجاه المقدسات العربية الإسلامية وانتهاكاً للقانون الدولي الذي يحظر تغيير طابع وهوية المواقع المحتلة واستبدال معالمها.

وأوضحت اللجنة في بيان وصل "معا" نسخة منه أن الكنيس اليهودي المنوي تشييده، بكلفة تزيد عن أربعين مليون دولار يعتبر أضخم كنيس في العالم ويشكل طوقاً دائرياً مع مجموعة من الكنس اليهودية حول المسجد الأقصى المبارك.

وشددت اللجنة في بيانها على أن الخطوة الإسرائيلية تتزامن مع إجراءات الاحتلال بالاستعداد لتنفيذ قرار بهدم نحو خمسين منزلا في حي البستان ببلدة سلوان المقدسية في إطار تهويد المدينة العربية المحتلة، وتهجير مواطنيها قسراً عن ممتلكاتهم تحت ذرائع واهية.

وأبرزت اللجنة في بيانها تاريخ المدرسة التنكزية المهددة بالكنيس اليهودي: تعتبر أكبر وأهم مدارس القدس في العصر المملوكي وكانت شاهدا ليس فقط على الحركة العلمية النشطة خلال عصر المماليك بل أيضا على السلاطين والأمراء الذين زاروا القدس ونزلوا فيها.

تقع المدرسة التنكزية على يمين الداخل إلى الحرم الشريف من باب السلسلة وترتكز على الجدار الغربي للحرم الشريف من الخارج لذلك يمكن مشاهدة واجهتها الشمالية من طريق باب السلسلة في حين يمكن مشاهدة واجهتها الشرقية من داخل الحرم الشريف.

وتقع واجهتها الجنوبية اليوم فوق ساحة حائط البراق ويمكن مشاهدتها من هناك أمر ببناء المدرسة الأمير تنكز الناصري، كافل (أمير) الممالك الشامية، سنة 1328م لتكون مدرسة للقرآن والحديث وزاوية للصوفية، وذلك ضمن مشاريعه الكثيرة التي شيدها في القدس. أوقف الأمير جزءا من ريع سوق القطانين، الذي أنشأه الأمير تنكز، على المدرسة.

تشكل واجهة المبنى التي ترتفع بمستوى طابقين نموذجاً للعمارة المملوكية، حيث تنتشر الزخارف والأشرطة الكتابية والمقرنصات والحجارة متبادلة الألوان (الأبلق). وعند دخول قاعة البوابة تفتح ساحة مربعة تتوسطها نافورة ماء، ويتوزع حول الساحة ثلاثة أواوين مكشوفة على الساحة السماوية، بالإضافة إلى إيوان المدخل.

ويضم الطابق الأرضي عددا من الغرف التي كانت تستخدم لأغراض مختلفة خاصة التدريس والمكتبة. كما يضم الطابق الأول (العلوي) عددا آخر من الغرف التي كانت تستخدم لإقامة المدرسين والمساعدين وطاقم المدرسة باستثناء غرف إقامة رجال التصوف. شيدت الغرف بدقة وبزخرفة حرفية في غاية الجمال.

تحول المبنى في القرن التاسع عشر إلى محكمة شرعية إسلامية، وجرى تحويلها في عشرينات القرن العشرين إلى مقر للمجلس الإسلامي الأعلى بقيادة الحاج أمين الحسيني. جرى تحويلها أيضاً سنة 1964 إلى مدرسة شرعية قبل أن يقوم الاحتلال الإسرائيلي في حزيران 1967 بمصادرتها وتحويلها إلى مقر لجيشه وحرس حدوده، ولا زالت محتلة حتى اليوم ويحظر على دائرة الأوقاف الإسلامية من الدخول إليها.