وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ندوة في جامعة النجاح حول "احياء مراكز المدن القديمة"

نشر بتاريخ: 30/04/2009 ( آخر تحديث: 30/04/2009 الساعة: 12:45 )
نابلس- معا- عقدت في جامعة النجاح الوطنية امس الاربعاء ندوة حول "إحياء مراكز المدن القديمة" والتي ينظمها برنامج إعادة إعمار البلدة القديمة في القدس بالتعاون مع مركز التخطيط الحضري والاقليمي في جامعة النجاح الوطنية لمدة يومين.

وعقدت الورشة في مدرجات الشهيد ظافر المصري في الحرم الجامعي القديم، وتم خلالها عرض خطة اعمار البلدة القديمة بكافة قطاعاتها، وتبادل الخبرات التقنية والفنية والإدارية، والخطط المستقبلية، وعرض التجارب المماثلة.

وحضر الجلسة الافتتاحية للورشة الاستاذ الدكتور رامي حمد الله رئيس الجامعة ورجل الاعمال الفلسطيني السيد منيب المصري والمهندس عدلي يعيش رئيس بلدية نابلس والدكتور حمدان طه، وكيل مساعد وزارة السياحة الاثار، والدكتورة شادية طوقان مديرة المكتب الفني لبرنامج اعمار البلدة القديمة في القدس، والدكتور خالد القواسمي رئيس لجنة الاعمار للبلدة القديمة في الخليل، واللواء جبريل رجوب رئيس اللجنة الاولمبية الرياضية، إضافة الى عدد من الحضور من ممثلي المؤسسات في المدينة.

وافتتحت الورشة بآيات من القران الكريم والسلام الوطني الفلسطيني، ثم قام الاستاذ الدكتور علي عبد الحميد مدير مركز التخطيط الحضري والاقليمي في الجامعة بالقاء كلمته مرحبا بالحضور من مختلف المدن الفلسطينية شاكرا مؤسسة التعاون ومنظمة اليونسكو التي ساهمت وتعاونت في انجاح هذة الندوة التي تهدف الى الوصول الى أفضل النتائج التي تتعلق باحياء التراث الفلسطيني وأعادة إعمار مراكز المدن التاريخية.

وفي كلمته رحب أ.د. رامي حمد الله رئيس الجامعة بالحضور في هذا اليوم الذي يعد من أيام إحياء التراث في مدينة نابلس معقل العلوم والفكر والتراث، وتحدث عن التراث الفلسطيني وامتداده لمئات السنين، مؤكدا أن الجامعة تولي أهمية كبيرة للحفاظ على تراث الأمة الحضاري والعمراني من خلال ما أوجدته من البرامج الأكاديمية لدرجة البكالوريوس في حقول الهندسة المعمارية والآثار، وبرامج الماجستير في التخطيط الحضري والعمراني، والهندسة المعمارية. ومساهمتها الفاعلة بالعلوم والخبرات في إعادة ترميم قصر القاسم وإحياء مبناه ليكون مركزا لإحياء التراث والحفاظ المعماري، والسعي من خلاله لإعادة إعمار وتأهيل المواقع والمناطق في المدن والقرى التي تعرضت وما زالت تتعرض للهدم والدمار والعبث والتخريب بهدف طمس معالمها نتيجة الاجتياحات الاسرائيلية المتكررة، وكل ذلك بهدف توعية المجتمع الفلسطيني حول موضوع التراث الثقافي والحضاري، من خلال العمل على إعداد وتأهيل الكوادر العاملة في القطاعين العام والخاص ليكونوا قادرين على العطاء في معادلة الحفاظ المعماري والحضاري وليكونوا أقطاب معادلة تقديم الإرشاد والاستشارات الفنية والعلمية الضرورية لكافة المؤسسات والجهات المعنية في الحفاظ الحضاري والمعماري حتى تظل أماكننا الأثرية شاهدة على العصور في أننا أصحاب إبداعات تراثية وحضارية رغم كل الهجمات التي تعرضت لها مدننا وقرانا.

وأشار إلى دور الجامعة في الحفاظ على التراث المعماري من خلال إحياء وترميم المباني ومنها خان الوكالة بنابلس الذي نفذ بالتعاون مع بلدية نابلس ومنظمة اليونسكو والاتحاد الاوروبي، ومشاركتها في تحضير وإعداد خطط العمل التي تتعلق بإعادة الاحياء والحفاظ المعماري وعقد المحاضرات والندوات وورش العمل المتخصصة، والتعاون في وضع برامج مع جامعات ومراكز بحث تعنى بالحفاظ على تراث الأمم وحضاراتها، وذلك نتيجة لما يتوفر لدى الجامعة من كوادر بشرية ومراكز علمية وأقسام أكاديمية متخصصة وتجهيزات فنية وخبرات متميزة.

وفي ختام كلمته وجه دعوته للجميع بضرورة تضافر الجهود لحماية آثارنا وتراثنا لأن الخطر شامل وعميق يهدف الى محو المعالم الحضارية والأثرية لشعبنا، كما توجه بالشكر إلى أسرة مؤسسة التعاون والمكتب الفني فيها وكافة الجهات المشاركة والى جميع الحضور والمشاركين، على جهودهم وإصرارهم في الحفاظ على التراث الفلسطيني.

أما الدكتور منيب المصري فقد عبر عن إعتزازه وسعادته لاستضافة مدينة نابلس وخصوصا جامعة النجاح الوطنية لهذه الندوة الهامة، ثم تقدم بنبذه حول مؤسسة التعاون وحول الاهداف التي انشت لها المؤسسة في جنيف عام 1983 لدعم المجتمع الفلسطيني لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي في مجال التنمية المستدامة موضحا بان المؤسسة تعتبر من المؤسسات الرائدة والتي تكرس عملها للمساهمة في دعم تطوير الشعب الفلسطيني والحفاظ على تراثة وهويته.

حيث نفذت مؤسسة التعاون قرابة 4200 مشروع في فلسطين والشتات وأنفقدت منذ تاسيسها حوالي 350 مليون دولار على المشاريع التنموية والتراث والثقافة، مؤكدا على الاهتمام الذي توليه المؤسسة لمسار الثقافة والهوية في فلسيطين، وإهتمامها بالحفاظ على التراث الثقافي والمعماري وإحياء المدن والمراكز التاريخية ذات القيمية الدينية والروحية مثل القدس وبيت لحم واريحا والخليل غيرها من المدن الفلسطينية ، ونتيجة لهذا الاهتمام إرتات المؤسسة إقامة هذه الندوة بمشاركة العديد من الخبراء من المؤسسات الفلسطينية المتخصصة في الحفاظ على التراث الفلسطيني لتبادل الخبرات وطرح المواضيع المشتركة لتحقيق الهدف المنشود لحماية التراث والهوية الفلسطينية ، وفي نهاية كلمتة دعا المصري الجميع الى الاهتمام بالهدف العام لاقامة الوطن السيد والمستقل بعيدا عن النزاعات متمنيا النجاح لهذه الندوة.

المنهدس عدلي يعيش رئيس بلدية نابلس فقد رحب بالحضور في مدينة نابلس شاكرا القائمين على هذه الندوة، واشار الى أن الشعب الفلسطيني يمر بمرحلة صعبة وخاصة لمحو الهوية الفلسطينية من خلال الاستيطان وتدمير المواقع الاثرية مشيرا الى ما يحدث في مدينة القدس وكذلك ما قام به الاحتلال الاسرائيلي من تدمير للاثار في البلدة في مدينة نابلس خلال الاجتياح الماضي وكذلك اوضح يعيش أهمية البلدة القديمة في المدينة والتي يعتبرونها المواطنين رمزا لانتمائهم وعبقا لذكريات الماضي.

وأشار يعيش الى الاهمية الاقتصادية للمدن التاريخية والتي تشكل عاملا من عوامل الجذب السياحي للسائحين من الخارج ، واضاف الى مؤسسة التعاون قدمت العديد من المشاريع لترميم أكثر من موقع في مدينة نابلس ,كذلك اكد الى وجود صراع حقيقي مع الاحتلال لتثبيت التاريخ والهوية حيث تمنى يعيش من المشاركين بالوصول الى نتائج تحمي التراث الفلسطيني من الضياع والوصول الى طرق للحفاظ عليه.

أما الدكتور حمدان طه الوكيل المساعد لوزارة السياحة فقد اشار الى أهمية عقد مثل هذه الندوات التي تعد ذات اهمية كبيرة في ظل الظروف التي تعد فيها المدن التاريخية بامس الحاجة للحفاظ على تراثها ، ثم أشار طه الى اهمية المدن التاريخية والتي تتميز بمزايا انسانية من سكن واسواق ونسيج حضاري متميز،موضحا بان المراحل التاريخية التي مرت بها هذا المدن جعلها في تدخل في اطار تغيرات كبيرة من حيث الطبيعة الديمغرافية والجغرافية ، واوضح بان المراكز التاريخية هي كيان عضوي يشتمل على وظائف مختلفة لها اهمية كبيرة في الحفاظ على المدن الفلسطينية وهذا الامر يحتاج الى وضع خطط خاصة ودورية للصيانة ولاعادة ترميم.

واكد طه الى ان هذه الندوة تكتسب الاهمية نظرا لانعقادها في مدينة نابلس التي تطورت عبر التاريخ منذ اربعة الاف سنة ثم بعد ذلك تحدث عن اهمية مدينة القدس التي تتعرض حاليا لهجمة شرسة من قبل الاحتلال الاسرائيلي لتهويدها ولطمس معالم الثقافة فيها مناشدآ الجميع للاهتمام بالمدينة والوقوف لمنع هذا التهويد،خاصة ان مدينة القدس تعد شاهدا كبيرا على التراث الفلسطينية، كذلك من خلال التغيرات التي تحدث في حارة المغاربة وعمليات التنقيب والانفاق الموجودة في المسجد الاقصى وبناء الجدار الفاصل.

واشار الى ان حماية التراث الفلسطيني هو من التحديات الكبيرة التي تقع على عاتق المؤسسات الفلسطينية المختلفة داعيا المراكز المتخصصة في مجال التراث للحفاظ على التراث وبالتنسيق مع المؤسسات الاكاديمية،شاكرا مؤسسة التعاون ومنظمة اليونسكو على عقد مثل هذه الندوات.

وفي كلمتها عبرت الدكتورة شادية طوقان عن سعادتها لوجود هذه النخبة من المتخصصين الذين إجتمعوا اليوم لمناقشة السبل الكفيلة من أجل الحفاظ على التراث الفلسطيني، مشيرة الى ان هذه الندوة جاءت ضمن مشروع تنفذه مؤسسة التعاون لانشاء معهد الحفاظ على التراث المعماري وبمشاركة اليونسكو وتمويل الاتحاد الاوروبي للحفاظ على التراث الفلسطيني، وكذلك برنامج إعادة اعمار البلدة القديمة جاء كبرنامج يهتم بالتراث ليشمل التوثيق وإعداد خطة في مدينة القدس معتمدة على مسح شامل ومبين يوضح طريقة الحفاظ على تراث المدينة.

واكدت طوقان على اهتمام المؤسسة بتراث البلدة القديمة في مدينة نابلس،بعد التجربة المميزة للمؤسسة في مدينة القدس وبالتعاون مع العديد من المؤسسات الشريكة.

حيث تم وضع تصورات أولية لاعادة الحياة للبلدة القديمة من خلال تشجيع المؤسسات للعمل بداخل البلدة القديمة،والاخذ بعين الاعتبار بان لايكون ذلك على حساب النسيج العمراني حيث يتم اعدة البناء وفق النسيج العمراني الموجود،وفي النهاية تقدمت بالشكر الكبير للجامعة على إستضافتها للورشة وكذلك على التعاون المميز من قبل مركز التخطيط الحضري والاقليمي، ومنظمة اليونسكو على جهودهما في انجاح هذه الندوة.

بعد ذلك إفتتحت جلسات الندوة في العديد من النواحي المختلفة والمواضيع التي تتعلق بالتراث الفلسطيني والسبل الكفيلة للمحافظة عليه وترميم كافة المراكز التاريخية في المدن المدن الفلسطينية واحيائها.

يذكر ان فعاليات الندوة ستستمر لمدة يومين بمشاركة العديد من الخبراء والمتخصصين في مجال التراث الفلسطيني.