|
مشروع المواطنة يختتم التحكيم اللوائي الخاص به على مستوى مدارس رام الله
نشر بتاريخ: 03/05/2009 ( آخر تحديث: 03/05/2009 الساعة: 18:22 )
رام الله -معا- استكملت في مديرية التربية والتعليم في محافظة رام الله والبيرة، اليوم، عملية التحكيم اللوائي للمشاريع الطلابية المشاركة ضمن مشروع "المواطنة"، المنفذ من قبل مركز إبداع المعلم، ووزارة التربية والتعليم العالي، والممول من قبل مؤسسة "أوكسفام نوفيب".
وتعددت المشاريع المقدمة خلال التحكيم، وركزت على العديد من المشكلات التي طرحها الطلبة واقترحوا حلولا لها، مثل نقص الملاعب والمرافق الشبابية في قرية المغير، وعدم وجود طريق مؤد إلى المحكمة الإسبانية بالبيرة، وغياب مواصلات لقرية سردا، وضعف التعليم الجامعي للإناث في بلدة سلواد، وغيرها. وكان بدأ التحكيم اللوائي على مستوى المحافظة، في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، بمشاركة عدد كبير من المدارس، التي أشاد طلبتها بالمشروع، ودوره في تنمية قدراتهم. وذكرت أنوار مهند، الطالبة في الصف التاسع بمدرسة "سردا الأساسية المختلطة"، أن المشروع يمكن الطلبة المشاركين القدرة على المساهمة في حل العديد من المشكلات، بالإضافة إلى تعزيز روح العمل الجماعي والبحث لديهم. وأوضحت مهند، أنها وزملاءها اختاروا مشكلة عدم وجود مواصلات لقرية سردا، لآثارها البالغة على أهالي القرية، والذين يضطر الكثيرون منهم، إلى السير مسافة طويلة للوصول إلى شارع رام الله – بير زيت، بغية التمكن من التنقل. وتحدثت ياسمين عبد ربه، الطالبة في الصف التاسع بمدرسة "بنات سلود الثانوية"، عن وجود عدة أسباب وراء ضعف إقبال فتيات البلدة على التعليم الجامعي، منها الثقافة السائدة، والأوضاع الاقتصادية، والزواج المبكر، وغيرها. واعتبرت عبد ربه، أن المشروع مهم لجهة تمكين الطلبة من مخاطبة والتواصل مع الجهات الرسمية، وكسر الحواجز بين الطلبة والمؤسسات المختلفة بغية طرح وحل العديد من المشكلات الموجودة في المجتمع. وأثنى عماد مرزوق، الطالب في الصف الثامن بمدرسة "ذكور المغير الثانوية"، على المشروع، خاصة وأنه أسهم في التعرف على العديد من المشكلات التي تعاني منها البلد. وأفاد مرزوق، أنه وزملاءه العاملين على المشروع، قاموا بطرق أبواب العديد من الوزارات والمؤسسات المحلية والأجنبية، لحثها على حل مشكلة عدم وجود مرافق شبابية في المغير، شرق رام الله. من جهته، ذكر ثروت زيد، مدير عام الإشراف والتدريب التربوي في الوزارة، أن التحكيم اللوائي سيتواصل في شتى محافظات الضفة الغربية، تمهيدا لانتقال المشاريع الـ (16) الفائزة على مستوى كافة المديريات إلى التحكيم المركزي، المقرر أن يقام في شهر تموز المقبل، لاختيار أفضل ثلاثة مشاريع. وأوضح زيد، أن الوزارة تولي أهمية بالغة لمشروع "المواطنة"، باعتباره يصب ضمن توجهات الوزارة وأهدافها لبناء المواطن، وصقل شخصيته. وقال: ننظر للمشروع كلبنة أساسية ضمن عمل الوزارة، خاصة وأنه يعزز معرفة الطلبة بالقانون الأساسي الفلسطيني، وقدرته على محاكاته، وتوظيفه لمعالجة بعض القضايا المجتمعية ضمن رؤية القانون، واستنادا إلى منهجية البحث الإجرائي. وبين أن ما يميز المشاريع دور الطلبة في تناول الكثير من القضايا والمشكلات واقتراح حلول لها، ومحاولتهم للتأثير في السياسات العامة. وأردف: المشروع يصب في دائرة مساعي الوزارة لإيجاد المواطن الحقوقي، الذي يعرف ما له من حقوق وواجبات. وأشار إلى أن المشروع يشمل نحو 200 مدرسة في الضفة، منوها إلى أنه يركز على العديد من الجوانب المتعلقة بالقيم، وأنه ينفذ في العديد من المراحل الدراسية بالشراكة مع عدد من المؤسسات. وعبر عن سعادته لما يتضمنه المشروع من بلورة مشاريع وإبداعات طلابية باستمرار. من جهتها، أكدت انتصار حمدان، منسقة وحدة بناء القدرات في مركز إبداع المعلم، على سيرورة المشروع، مبينة أن عملية التحكيم اللوائي ستنجز قريبا، تمهيدا للانتقال إلى التحكيم المركزي، والذي سيفرز ثلاثة مشاريع فائزة ستتمكن ونظيرتها الفائزة العام القادم، من المشاركة في عملية تقييم على المستوى الإقليمي، ستقام ضمن منافسة تدعمها مؤسسة "المستقبل"، بمشاركة المشاريع الفائزة في فلسطين، والأردن، ولبنان. وأوضحت حمدان، أن المشروع يركز على شقين، الأول يتعلق بالمشاريع الطلابية، فيما يرتبط الثاني بتدريب المعلمين على منهجية البحث الإجرائي. وبينت أن المشروع يعنى بمساعدة الطلبة على تحسين قدراتهم، للمشاركة بكفاءة ومسؤولية في النظام السياسي الفلسطيني، الأمر الذي يتطلب حصولهم على الإمكانية للمتابعة أو مراقبة ما تفعله الحكومة، والتأثير عليها بالنسبة للقضايا التي تهمهم. واستعرضت بعض مزايا المشروع، مثل تمكين الطلبة من طرح العديد من المشكلات، والتعرف على آليات البحث، وتعزيز قدراتهم على التوثيق، وإجراء المقابلات، والتواصل وجمع المعلومات والانفتاح على المجتمع ومؤسساته، إضافة إلى التعرف على القوانين والتشريعات، والمسؤولين ذوي الصلة، والمساهمة في التأثير بالسياسات العامة، وطرح بدائل للعديد من المشكلات والقضايا. وأضافت: في العادة لا يكتفي الطلبة بإعداد ملفات حول المشكلات، بل يبادرون إلى محاولة حلها، مثل المدرسة الإسبانية، التي عمدت طالباتها إلى مخاطبة ولقاء العديد من الجهات، مثل البلدية، ومحافظة رام الله والبيرة، وغيرهما، من أجل حل مشكلة عدم وجود طرق معبدة مؤدية إلى المدرسة، وبالتالي فقد حصلن على تعهد بأن يتم إنجاز الطريق خلال فترة لا تتعدى نهاية تموز القادم. واستطردت: كثير من القضايا التي طرحها الطلبة، أخذت طريقها للحل، مثل مشكلة انقطاع المياه في إحدى القرى، ما تحقق جراء مخاطبتهم بعض المؤسسات المحلية والأجنبية. واوضحت بأن المشروع حقق نتائج ملموسة على مختلف الأصعدة، لترسيخه منهجية بعيدة عن التعليم التقليدي القائم على التلقين، إضافة إلى انخراط الطلبة والأهالي، ومؤسسات المجتمع المختلفة فيه. وتطرقت إلى أن المشروع أحدث تغييرا في سلوكيات الطلبة، وعزز لدى الكثيرين روح حب المعرفة، والإقبال على التعليم، والعمل بروح الفريق، منوهة إلى أهمية المشروع في تعزيز الانتماء والهوية الوطنية. وقالت: إننا نتطلع إلى مأسسة المشروع وتحديدا داخل الوزارة ووكالة الغوث، ليكون هناك كادر يتولى عملية تدريب المعلمين، وتنفيذ المشروع الذي نأمل أن يتحول إلى متطلب للانتقال إلى الصف العاشر. وأشارت حمدان، إلى أن المشروع قطع شوطا طويلا منذ انطلاقته العام 2005، مشيرة إلى أن هناك 337 مدرسة مشاركة في هذا المشروع هذا العام. |