وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

انهم يموتون بصمت: الطفل محمد مات مرتين واحدة بالمرض والثانية بالحصار

نشر بتاريخ: 04/05/2009 ( آخر تحديث: 04/05/2009 الساعة: 18:30 )
غزة- تقرير"معا"- "سأعيش يا أبي عمراً مديداً" كلمات لم ينطقها الطفل محمد ربيع القباني" خمسة أعوام فقط" فالمرض أرهق جسده الضعيف وأقعده عن الحركة وأسكت كلماته الطفولية.

لو كان محمداً ابن أحد منا ماذا كنا سنفعل، هل سنبكيه صامتين أم سنبذل عمرنا لإسعادته وإبقائه مدة أطول على قيد الحياة علّه يتمتع بطفولته المنسية؟.

في غزة آلاف الأطفال معرضون للألم والمرض والجوع بسبب الحصار ومعرضون كذلك للموت بسبب هذا الحصار... محمد ربيع القباني ليس آخرهم كما أنه لم يكن أولهم، سنواته الخمس قضاها على فراش المرض ثم جاء الحصار ليمنعه من تلقي العلاج وجاء الخلاف السياسي على دائرة العلاج بالخارج ووقف تحويل المرضى للتشافي بمشافي الدول العربية واسرائيل ليقضي على آخر أمل لوالدته ايمان ششنية " 35" عاماً بشفاء صغيرها.

أمر لم تستوعبه بعد الوالدة المكلومة، جلست إلى جانب سريره تبكيه، وتبكي آلامه من مرض السرطان الذي أنهكه ومنعه من السفر لتلقي آخر جرعات العلاج الكيميائي، تصاعدت آهاتها لتصاب بمرضين مزمنين الضغط والسكري " وما أصعبهما على أم لا زالت صغيرة على المرض.

المصير الذي واجهه محمد تخشاه الأم كما يخشاه الأب على صغيرهما الثاني مصعب " سبعة أعوام" الآخر يعاني آلاماً بالقلب تقعده عن الحركة وتوقف الابتسامة على شفتيه، وآلامه تكاد تفطر قلبي والديه ولكن لا أحد يسمع أو يرى أو يتكلم، فمعاناة أطفال ومرضى غزة غدت واقعاً لا فكاك منه ولا حل له!!
ربيع القباني قال لـ"معا":" مات طفلي وأنا اسعى للبحث عن مخرج يطيل في عمره فهو لم يتمتع بطفولته واخاف على مصعب ذات الأمر".

كلماته تكاد تكون دامية حين يتابع:" أبحث عن مصدر رزق فلا أجد، أبحث عن وسيلة لسداد ديون تراكمت علي واليوم أسعى لتثبيت طفلي في قائمة شهداء الحصار فهل سيبقى أطفالنا على قوائم الموت إلى حين تستيقظ الضمائر ويرفع الحصار؟".

هناك آلاف المرضى من ذوي الحالات الحرجة يخاف ذووهم أن يلقوا مصير من سبقهم 330 شهيدا للحصار، يخشون أن تطول القائمة وتتسع لتلتهم أحباءهم فرغم أمراضهم الكثير منا يتمنى لهم الشفاء فقط لو تم فتح معبر رفح وعادت الحياة لغزة التي تحتضر...نراكم مع شهيد آخر من ضحايا الحصار.