وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

القومية والدولية:الاحتلال يصادر 17 ألف دونم ويقتل 9 مواطنين خلال نيسان

نشر بتاريخ: 05/05/2009 ( آخر تحديث: 05/05/2009 الساعة: 14:29 )
نابلس- معا- أشارت دائرة العلاقات القومية والدولية في منظمة التحرير الفلسطينية ان سلطات الاحتلال صادرت وأغلقت 17 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية لصالح توسيع المستوطنات وبناء الجدار خلال نيسان (ابريل ) الماضي، غالبيتها في القدس.

جاء ذلك في التقرير الشهري الذي صدر عن الدائرة اليوم الثلاثاء حيث قالت الدائرة ان "آلاف العائلات الفلسطينية لا زالت دون مأوى بعد الدمار الذي أحدثته آلة الحرب الإسرائيلية بداية العام الجاري، في وقت ارتفعت فيه نسبة الفقر الى أكثر من 80% ونسبة البطالة الى 60%، كما توفي عديد المرضى جراء منع نقلهم للعلاج في الخارج ليرتفع عدد المرضى المتوفين لنقص العلاج الى 329 مريضا" نتيجة الحصار الجائر المفروض على القطاع للشهر الحادي والعشرين.

وفي الضفة الغربية أكد التقرير استمرار قوات الاحتلال والمستوطنين في ارتكاب عديد الانتهاكات المخالفة للقانون الدولي الإنساني في الأراضي الفلسطينية، مخلفين عشرات الإصابات بالرصاص والضرب المبرح.

الاستيطان ومصادرة الاراضي:

أشار التقرير الى تبني وزير الداخلية الإسرائيلي التوصيات الخاصة بمصادرة 12 الف دونم لتوسيع حدود مستوطنة معاليه ادوميم وكيدار من أراضي ابو ديس والعيزرية شرق القدس لبناء نحو 6 الاف وحدة استيطانية جديدة، في وقت باشر فيه الاحتلال بإقامة حي استيطاني يهودي جديد فوق أراض فلسطينية صادرتها بالقوة في حي عرب السواحرة جنوب شرقي القدس، لصالح جماعات يهودية متطرفة، مساحتها 3.5 دونم، يقام عليها 3 مباني عبارة عن 66 شقة، وتأتي هذه المشاريع الاستيطانية لفصل القدس عن محيطها الفلسطيني، ومنع ايجاد تواصل بين شمال وجنوب الأراضي الفلسطينية لقتل أية إمكانية لاقامة دولة فلسطينية مترابطة.

وأضافت الدائرة ان الاحتلال أصدر قرارا باعتبار نحو أربعة آلاف دونما من أراضي جنوب الخليل مناطق عسكرية مغلقة، وحظرت الدخول إليها، حيث تقوم ببناء الجدار لمسافة 20كم يخترق أراضي عرب الرماضين مرورا بأراضي الظاهرية.

وفي منطقة "أم الخير" شرقي بلدة يطا، يتم الان شق طريق استيطاني لخدمة المستوطنين ما يؤدي الى ترحيل 13 عائلة مقيمة فوق أراضيها في المنطقة ، فيما دمر مستوطنو 'ماعون' المقامة على أراض مصادرة جنوب شرق بلدة يطا / الخليل، أربعة دونمات مزروعة بالقمح والشعير بعد ان أطلقوا مواشيهم فيها.

كما اعتدى العشرات من المستوطنين المسلحين والمحميين من قبل قوات الاحتلال على المواطنين ونشطاء السلام الدوليين في خربة صافا /بيت أمر شمال الخليل، ما أدى الى إصابة 38 مواطنا منهم 12 بالرصاص الحي.

وفي محافظة نابلس أصدرت سلطات الاحتلال قراراً بمصادرة نحو 1000دونم من أراضي قرية قريوت لتوسيع المستوطنات المحيطة بها،وفي قرية عوريف/ نابلس، اصيب 12 مواطنا بعد هجوم نفذه مستوطنون مسلحون على المواطنين، كما أطلق مستوطن النار باتجاه طلبة المدارس في قرية مادما/نابلس أيضا ما أدى الى إصابة احد الطلبة إصابة بالغة.

وأوضح التقرير ان تلك القوات قامت بوضع سياج حديدي حول قرية عزون/ قلقيلية، بطول 3.5 كم، وارتفاع مترين ونصف المتر، ما يعزل القرية عن أراضيها الشمالية ويقتطع نحو 200 دونم من أراضي المواطنين.

القدس تحت حراب الاحتلال:

أشارت الدائرة ان قوات الاحتلال وغلاة المتطرفين اليهود واصلوا اعتداءاتهم العنصرية على المواطنين وأملاكهم، مستفزين مشاعر المسلمين والمسيحيين من خلال عديد الاقتحامات للاماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس. " فقد اقتحم نحو 200 من اليهود المتطرفين ساحات المسجد الأقصى ، وأقاموا شعائر تلمودية بداخلها ، بينهم قادة سياسيين، وهم يهتفون بتدمير المسجد وإقامة الهيكل على أنقاضه، واستمر المتطرفون بمحاولات الدخول (خلسة) للمسجد الأقصى متخفين بالباس العربي مرات عديدة خلال الشهر" في وقت منع فيه المواطنون ممن تقل أعمارهم عن الـــ 50 عاما من دخول المسجد للصلاة.

ومن جهة أخرى حرمت قوات الاحتلال عشرات الآلاف من المسيحيين ورجال الدين من الوصول الى القدس وكنيسة القيامة للاحتفال بأعيادهم الدينية فيها.

ونوهت الدائرة الى اعتداءات يومية تنفذ بحق المواطنين في القدس وحملات ضريبية تشن بحق التجار لإجبارهم على ترك مدينتهم والإسراع في تهويدها. وفي إطار حملتها لتزوير التاريخ استولت جماعات يهودية متطرفة على حجر اثري أموي ضخم، من القصور الأموية الإسلامية الملاصقة للجدار الشرقي الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، ونقلته الى باحة 'الكنيست' الإسرائيلي.

الحق في الحياة حق مقدس:

قتلت قوات الاحتلال والمستوطنين خلال الشهر 9 مواطنين، بينهم الفتيان محمد علي حمدان (16 عاما)، من مخيم الجلزون / رام الله، بالقرب من مستوطنة 'بيت ايل'، ورباح حجازي سدر (17 عاما)/ الخليل ، قرب مستوطنة 'بيت حاجاي' جنوب مدينة الخليل على أيدي حراس المستوطنة.

وفي بلعين /رام الله استشهد الناشط في لجان الدفاع عن الأراضي ومقاومة الجدار باسم إبراهيم أبو رحمة (30 عاما) بقنبلة غاز من النوع الثقيل والسريع المسمى بالصاروخ إصابته في صدره خلال مشاركته في المسيرة السلمية المنددة بالجدار في القرية والتي كان يشارك فيها المئات من المتضامنين الدوليين والإسرائيليين.

وقتلت شرطة الاحتلال إياد عزمي عويسات (18 عاما)، من صور باهر دون إنذار وهو بداخل سيارته، بإطلاق الرصاص عليه من مسافة قريبة، ما أدى الى استشهاده على الفور .

وفي قطاع غزة أطلقت المدفعية الإسرائيلية قذائفها تجاه جميل قفة (26 عاما) و( محمد الحمايدة 23 عاما) ما أدى الى استشهادهم على الفور. فيما أصيب 196 مواطنا بجراح مختلفة بينهم 18 طفلا و4 نساء.

الأسرى معاناة مستمرة:

صعدت سلطات الاحتلال حملات المداهمة والاعتقالات في صفوف المواطنين الفلسطينيين حيث اعتقلت خلال الشهر 334 مواطنا بينهم 38 طفلا في وقت شددت من إجراءاتها القمعية بحق الأسرى في سجون الاحتلال، من خلال اجبارهم على ارتداء الزي البرتقالي ، ومنع إدخال الكتب إلى السجون والمعتقلات الإسرائيلية.

وفي سجني النقب الصحراوي وعوفر، حالت إجراءات الاحتلال التعسفية، بحرمان ثلث الأسرى الفلسطينيين من زيارة ذويهم، والجدير ذكره ان سجني النقب وعوفر يضمان نحو 3000 اسير فلسطيني.

وفي سياق متصل تدهورت صحة الأسيرة " رجاء نظمي قاسم الغول (39 عاما)" من مخيم جنين، والمعتقلة منذ نهاية آذار الماضي في سجون الاحتلال، حيث تعاني من ضيق في شرايين القلب.

وكانت سلطات الاحتلال قد أبعدت الأسيرة شيرين خليل إلى غزة بعد انتهاء فترة محكوميتها في سجون الاحتلال، رغم إن عائلتها تعيش في مدينة رام لله.

هدم المنازل سياسة عقاب جماعي:

هدمت سلطات الاحتلال 8 منازل فلسطينية، منها منزلان في القدس، بحجة عدم الترخيص، ما يرفع عدد المنازل التي تم هدمها منذ بداية العام الجاري الى 33 منزلا في القدس لذات الحُجة. كما هدمت منزل ذوي الشهيد حسام دويات في صور باهر الى الجنوب من القدس في إطار سياسة العقاب الجماعي التي ينفذها الاحتلال .

وفي محافظة نابلس، هدمت سلطات الاحتلال أربعة منازل بجوار قرية عقربا ، يقيم فيها رعاة أغنام في محاولة لطردهم من المنطقة القريبة من المستوطنات، في حين أصدرت تلك السلطات، قرارات عسكرية تقضي بهدم خمسة منازل سكنية في خربة "دير سعيدة"، جنوبي بلدة الظاهرية/الخليل، بذريعة البناء الغير مرخص ،إضافة الى عديد من البركسات الزراعية.

صحافة في مرمى نيران الاحتلال:

أصيب الصحفيان سائد الهواري، مصور وكالة رويترز، وربحي الكوبري الذي يعمل مصورا مع الشبكة الإعلامية بجروح نتيجة قمع قوات الاحتلال لمسيرة بلعين الأسبوعية بالقوة. كما اعتقلت قوات الاحتلال الصحفي محمود أبو عطا، المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى، خلال تغطيته اقتحام عشرات المستوطنين لساحات المسجد الأقصى.