|
بلير: إطار جديد للسلام قد ينبثق في الأسابيع القادمة بدعم أمريكي
نشر بتاريخ: 06/05/2009 ( آخر تحديث: 06/05/2009 الساعة: 18:34 )
رام الله- خاص معا- اعلن المبعوث الدولي توني بلير يوم الثلاثاء ان "اطار العمل" المتعلق بتحقيق السلام في الشرق الاوسط قد يظهر في الاسابيع القادمة مع زيارة القادة الاسرائيليين والفلسطينيين الى واشنطن.
وقال بلير في لقاء مع صحفيين فلسطينيين في رام الله: "نحن على وشك الحصول على الإطار الجديد، ولا يسعني في الوقت الحالي الا التكهن حول ما سيتم في هذا الإطار. وما يدعو للتفاؤل بخصوص هذا الإطار هو أنه يجري العمل عليه على أعلى المستويات في الإدارة الأمريكية، وفي المجتمع الدولي". وأضاف رئيس الوزراء البريطاني: "اعتقد أن معالم هذا الإطار ستتضح أكثر في غضون أسابيع قليلة، ولكن هذه المجالات الثلاثة "الضفة الغربية وقطاع غزة، والعملية السياسية"، سوف تشكل جوهر ما سيتم الاتفاق عليه حول كيفية المضي قدما." الرئيس الامريكى باراك اوباما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس و رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بنيامين نتانياهو في محاولة لاستئناف مفاوضات السلام بصورة رسمية. عباس يرفض حاليا التفاوض مع حكومة نتنياهو إلى أن تقبل إقامة دولة فلسطينية كنتيجة مرجوة من المفاوضات.. بلير من جهته يرى ان نتنياهو سوف يقبل بحل دولتين في قوله : "من الواضح ان الخيار الوحيد المقبول على الجميع هو حل الدولتين، وآمل وأعتقد ان الحكومة الاسرائيلية الجديدة ستلتزم بذلك الحل، حيث آمل أن تسفر نتائج مراجعتهم السياسية عن الالتزام بحل الدولتين." وللدلالة على تفاؤله أشار بلير إلى جهود أوباما في تناول القضية الاسرائيلية الفلسطينية في وقت مبكر من توليه مقاليد الحكم قائلا : "اعتقد ان إدارة اوباما مصممة على الوصول إلى حل الدولتين، كما اعتقد انهم يرون ذلك أولوية عاجلة ورئيسية للادارة بشكل كامل" ومن المؤكد أن هذا ما أسميه نتيجة المحادثات.". وأردف بلير قائلا "ان مكتبه بصدد إعداد مجموعة من المقترحات التي من شأنها أن تعمل تغييرا جذريا في الضفة الغربية ، وانه من المهم ان هذا الموقف لا يقتصر على ممثل الرباعية بل يشمل المجتمع الدولي، وأن يلقى قبولا في إسرائيل." وبصفته مبعوث اللجنة الرباعية الدولية التي تضم الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ، والولايات المتحدة وروسيا، تقع على عاتق بلير مهمة تدعيم المؤسسات الفلسطينية واقناع اسرائيل بتقليص نشاطاتها تدريجيا في الضفة الغربية، أما المضي قدما في المفاوضات السياسية فهذه مهمة الولايات المتحدة. منذ تعيينه مبعوثا للرباعية فى حزيران 2007 ، تعرض بلير لانتقادات حول فشله في إجبار إسرائيل على الحد من الحواجز من الضفة الغربية، والحصار المفروض على غزة ، وغيرها من القيود المفروضة على التنقل. ويشير تقرير صادر عن منظمات داعمة ، من بينها أوكسفام ومنظمة إنقاذ الطفولة، صدر في أيلول الماضي ان اللجنة الرباعية التي يمثلها بلير "فشلت جوهريا" في مجالات رئيسية مثل انهاء حصار غزة ووقف بناء المستوطنات، وتخفيف إغلاق الضفة الغربية، كما أظهر استطلاع للرأي من قبل شركة فافو النرويجية للاستطلاع، أن ثقة جمهور الضفة الغربية وقطاع غزة في اللجنة الرباعية لا يتجاوز 13%. وتعقيبا على تلك الانتقادات أشار بلير الى نشر السلطة الفلسطينية قوات من الشرطة في بعض مدن الضفة الغربية للدلالة على "التقدم" على أرض الواقع ، على الرغم من الغارات الإسرائيلية ليلا ، والتي ادعى أنها تقلصت. حركة حماس الفائزة في الانتخابات البرلمانية لعام 2006 والمسيطرة حاليا على قطاع غزة تقول ايضا ان شروط اللجنة الرباعية المتمثلة في "نبذ العنف والاعتراف باسرائيل والالتزام بالاتفاقات السابقة" هي العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق الوحدة مع منافستها حركة فتح ، التي تتولى السلطة في الضفة الغربية ، والتي تحظى بدعم المجتمع الدولي. وبعد ضغط الصحفيين عليه في سؤال "لماذا ترفض اللجنة الرباعية إجراء محادثات مع حماس"، قال بلير :"ان حماس لم تبذل جهودا كافية لإظهار دعمها لحل الدولتين". واضاف "لندع جانبا مبادئ اللجنة الرباعية، إن المسألة بسيطة جدا : هل حماس مستعدة لتكون جزءا من حل الدولتين؟ لأن هذا ما نحن بصدده، ونحن لا نستطيع أن نقول لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عليك أن تلتزم بحل الدولتين، ثم نقول لغيره إنكم لستم ملزمون بذلك الحل.". وردا على سؤال لاحد الصحفيين حول مقابلة أجرتها صحيفة نيويورك تايمز مساء يوم الاثنين الماضي مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي قال إنه يؤيد 10 سنوات هدنة مع إسرائيل على طول حدود 1967، قال بلير:" ان هذا لم يكن كافيا". وقال بلير:" خضت تجارب عديدة في مثل هذه المقترحات"، وذلك في اشارة الى خبرته السابقة في مجال صنع السلام، مضيفا " كنا نتداول مثل هذه المقترحات في قضية ايرلندا الشمالية طوال الوقت، تأتي مرحلة يحتاج الناس إلى معرفة موقفك الحقيقي، لذلك عندما يقال " سوف أمنحكم تهدئة طويلة الأجل، ماذا يعني ذلك بالتحديد؟ هل يعني ذلك اننا توقفنا أم أننا لم نتوقف؟ ". ولدى سؤاله عما سيقوم به لضمان وصول مواد البناء إلى قطاع غزة الذي تضرب عليه إسرائيل حصارا خانقا،والذي يكافح ليتعافى من آثار الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي دام ثلاثة أسابيع، لم يعط بلير أية حلول واضحة. واضاف:" علينا تغيير السياسة، هذا ما دعوت اليه، وخلال الأسابيع القليلة المقبلة سوف نعرف ما إذا كنا سنحصل على تغيير في السياسة ام لا ". |