وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

آكشن من غزة بطلاتها نساء: أربعة أفلام أنثوية خالصة أثناء الحرب والحصار

نشر بتاريخ: 06/05/2009 ( آخر تحديث: 06/05/2009 الساعة: 23:50 )
غزة - معا - خضرة حمدان - "آكشن"، "لنبدأ تسجيل الصوت"، "هل الإضاءة جيدة؟" "اللوكيشن ممتاز"، كل هذه وغيرها تعبيرات نسمع بها خلف الكواليس، ينهمك المخرج ومساعدوه والمصورون والفنيون في تجهيزاتهم وإستعداداتهم حتى لحظة الحقيقة.

في غزة تغير الطاقم بالكامل ليصبح أنثويا خالصا وعلى مدار العام انهمكت المعدات والمخرجات وكاتبات السيناريو والمخرجات والممنتجات في عملهن الابداعي متحديات علامات الاستفهام على الوجوه وباذلات الجهد الخارق لإقناع النساء الأخريات ليكن " بطلات أفلامهن".

"معا" التقت القائمة على تدريب الفتيات بمجالي تصوير الفيديو والمونتاج وإخراج الأفلام الخاصة بهن، اعتماد وشح مدربتهم وهي ايضا منسقة برنامج الفيديو بمركز شئون المرأة بغزة حيث بدأت عملها منذ قرابة 14 عاما بهذا المجال وأخرجت العديد من الأفلام الخاصة بهن وجميعها تمحورت حول المرأة وقضايا النساء خاصة في قطاع غزة.

وتواصل اعتماد تدريب الفتيات بمجال المونتاج الرقمي، والتصوير بكاميرات يحملها المصورون الصحفيون بالميدان وهذه بحد ذاتها كما ترى المتدربات فرصة نادرة بالقطاع تتيح لهن التعرف على أدوات الاعلام والاعلاميين وطبيعة التغطية الميدانية للأحداث على الساحة الفلسطينية.

الكاميرات التي تعمل عليها وشح وتدرب الفتيات على إتقان استخدامها كانت فيما مضى كاميرات" vhs "أما اليوم فهي تستخدم كاميرات" البيتاكام والدي في كام "وهي كاميرات متقدمة، وبالتالي فإن برامج المونتاج التي تستخدمها المتدربات هي أحدث ما توصل إلأيه العلم بالمونتاج الرقمي وهي ذاتها التي يستخدمها الصحفيون في مونتاج موادهم الاعلامية ولهذا السبب فإن إحدى خريجات الدورات السابقة لم تواجه أية صعوبة تذكر للعمل كممنتجة في إحدى وكالات الاعلام التي ترسل موادا إعلامية جاهزة للفضائيات العربية الاخبارية.

مركز شئون المرأة وبالتحديد برنامج الفيديو بداخله لا يقوم بتدريب الفتيات على العمل الصحفي والتغطية الاخبارية اليومية بل يقوم بتدريبهن على عدة مهارات من بينها العمل الصحفي اليومي وهذه المهارات تشمل "التصوير، المونتاج، كتابة السيناريو، فنون الإضاءة، مقابلة الشخصيات وأخيرا المونتاج" حيث يتم تقسيم أي فريق يتلقى الدورة التدريبية إلى مجموعات ويكلف كل منها بمهام يتم التوافق عليها وهذا نتاجه الأخير " فيلم تسجيلي".

تقول وشح فإن أغلب الأفلام التي يقوم البرنامج بإنتاجها هي أفلام تسجيلية ترصد الواقع الإجتماعي موثقا بالحقائق والوقائع.

وحسب وشح فإن تكلفة الفيلم تتراوح غالبا مابين 4000 $- 3500 $ ، يتم تغطيتها بالكامل من قبل المركز وهو مركز يتم تمويل مشاريعه من جهات مانحة.

أما مدة إنتاج الأفلام فتأخذ بين أربعة إلى ستة شهور، وكما قالت المتدربات فإنهن لم يجدن عائقاً في إقناع النساء " اللواتي يتخذن بطلات لهذه الأفلام" بالتصوير.

وعن السبب في ذلك قالت مساعدة منسقة برنامج الفيديو نور الحلبي ان السبب يعود لأن من يحادث النساء هن نساء مثلهن وبالتالي تتعامل النساء البطلات بأريحية وطمأنينة أكبر مما لو كان المتحدث معها رجلا.

الحلبي التي تعمل مساعدة كانت تساعد مجموعات الصبايا بالتصوير والمونتاج وكان المدربون هم الذين يعملون على مراجعة السيناريو بعد محاولات إقناع نظر الصبايا مدربيهم بالسيناريو.

سيدات المملكة وأخريات:

ويترك في هذا المجال للمتدربات وضع الأفكار التي يرغبن بتطبيقها على أرض الواقع وتطلق لهن الحرية لاختيار أيضا بطلات أفلامهن ويبدأن عملهن كخلية النحل مهمتها الأولى وضع الفكرة ثم تقسيم الأدوار على أعضاء الخلية واحدة للسيناريو وأخرى لاختيار الشخصية وثالثة أو أكثر للتصوير ورابعة وخامسة وهكذا.

"سيدات المملكة" هو واحد من الأفلام الأربعة التي تم إنتاجها في ختام الدورة التدريبية للعام 2008 ، ويتمحور حول الواقع الاجتماعي للإعلاميات الفلسطينيات مابين الطموح والتحدي، كما يرصد الحياة العملية والشخصية لثلاث إعلاميات في مجال الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، ومدته 22 دقيقة.

فيلم "هناك وهنا" يرصد واقع وحياة ثلاث أجنبيات يعشن في غزة ويرصد الصعوبات والمعيقات الاجتماعية التي تعرضن لها وكيف استطعن التأقلم والتكيف، مدة الفيلم 35 دقيقة.

فيلم "حكاية أخرى " فيلم المرأة والفقر ويعرض أثر الحصار الإسرائيلي على حياة الأسرة الفلسطينية.

فيلم" خطى أنثوية" يركز على ثلاث نساء اقتحمن ميادين كانت ومازالت محتكرة على الرجال مدربة السياقة ومهندسة الصيانة ومديرة قسم في الجامعة كلها الفيلم يركز على الجندر ( النوع الاجتماعي ) ويوضح مدى قدرة النساء على اقتحام المجهول وتحقيق الذات.

الجمهور الذي تم انتقاؤه من الفنانين والمثقفين والأكاديميين لحضور تلك الأفلام في ختام الدورة التدريبية أبدى إعجابه بالتطور الذي يتنامي كل مرة بجودة هذه الأفلام وبطريقة التعاطي معها ولكنه أخذ على المركز وعلى الأفلام تغيبيها للرجل مشددا على ان الأفلام تحتاج لصقل المهارات بشكل أكبر وأوسع.

لم يقم المركز بإنتاج أفلام روائية فقط محاولة واحدة وتم التوقف عنها والسبب التكلفة العالية وثانيا عدم وجود ممثلين وممثلاث قادرين فعليا على العمل الفني وعدم وجود كتاب سيناريو محترفين في الدراما من قطاع غزة.

وشح ترى في عملها بهذا المجال متعة وتصفه بأنه شيق رغم التعب الذي ينال منها بعد الانتهاء من كل دورة تدريبية ولكنها بالنهاية تقول " لقد دربت المئات من النساء في هذين المجالين التصوير والمونتاج".

وتعتبر هذه المجموعة الثالثة في التدريب حيث يتم تدريب فريق كل عام منذ 2006 وتقوم المتدربات بإنتاج 3 أفلام تسجيلية في نهاية التدريب، ويتم عرضها في كل أنحاء القطاع بالشراكة مع المؤسسات المحلية وأيضا يتم إرسالها للمشاركة في مهرجانات عربية.

آلا السراج إحدى المتدربات بهذا المجال وتعمل كمتطوعة بهذا المجال بالمركز حاليا وصفت تجربتها بمثابة التحدي لمجتمع وصفته بالذكوري، وقالت " لم أصدق أنني سأصبح قادرة على التصوير وخوض هذا المجال الفني الرائع".

وأشارت السراج إلى أن اللغة التي سادت بينها وبين فريق عمل فيلم " سيدات المملكة " كانت لغة محبة وتعاون واندماج .

كان دورها تصوير ومونتاج في الفيلم تقول:" هذه خطوة كبيرة فهناك الآن فيلم يحمل اسمي فهذا تحدي للمجتمع الذي يرفض عمل الفتيات بمجال التصوير وينظر إليهن نظرة فيها ريبة".

ثلاث من الفتيات اللواتي تلقين دورة العام الماضي أشدن بها وجميعهن تم استيعابهن في مؤسسات مجتمعية وإعلامية حيث تعمل الآن المتدربة مروة ابو مهادي على فيلم عن التراث لشركة معنا للدعاية والإعلان وأخريات تمنتجان موادا إعلامية وإخبارية لفضائيتي الليبية والسلام ولم ينزلن بالطبع للشارع للقيام بعملية التصوير للأحدث لأن هذا الأمر ليس مستوعبا بعد يف قطاع غزة المحافظ.