وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محكمة أطفال غزة تصدر حكما بملاحقة قادة الاحتلال لارتكابهم جرائم حرب

نشر بتاريخ: 06/05/2009 ( آخر تحديث: 06/05/2009 الساعة: 19:15 )
غزة- معا- أصدر أطفال فلسطينيون جلسوا على مقاعد محكمة "صورية" أقيمت في غزة حكماً بإدانة وملاحقة عدد من قادة الاحتلال الإسرائيلي بتهمة ارتكابهم جرائم بحق الشعب الفلسطيني خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

وصدر الحكم في نهاية جلسة مداولات عقدتها المحكمة الصغيرة، بعد الاستماع إلى إفادات من شهود فقدوا ذويهم وعايشوا المذابح الإسرائيلية في غزة والتي خلفت أكثر من 1400 شهيدا نصفهم من النساء والأطفال.

وبدت علامات الفرح مختلطة بمشاعر جياشة على مئات الحاضرين من الرجال والنساء والأطفال عقب صدور قرار المحكمة، متأملين من محكمة جرائم الحرب الدولية أن تحذو حذو الأطفال وأن تقيم محكمة رسمية لقادة الاحتلال لمحاكمتهم على المذابح التي راح ضحيتها مئات الأطفال الفلسطينيين.

وجسد الأطفال في مسرحية "محاكمة قاتل الأطفال" التي نظمها نادي الصحفي الصغير بالتعاون مع لجنة توثيق جرائم الحرب الإسرائيلية شخصيات القضاة والمستشارين والمحامين والمدعي العام ومحامي الدفاع، وقاتل الأطفال، والضحايا والشهود.

وساق ضحايا الحرب القصص المروعة التي عايشوها خلال الحرب، مطالبين المحكمة بإنزال أقصى العقوبات بحق قاتل الأطفال الذي بدا فرحاً ومتفاخراً بما قام به مدعياً بأن أطفال فلسطين يشكلون خطراً على وجود الدولة العبرية.

وأطلعت الطفلة إيمان أبو واكد (14 عاماً) التي مثلت شخصية "المدعي العام" القضاة والمستشارين على حجم الجريمة الإسرائيلية، ووثقت حديثها بأوراق رسمية تثبت تورط الاحتلال بالعديد من المجازر.

وادعى محامي الدفاع الذي مثلته الطفلة "أريج عابدين" (14 عاماً) أن قتل الأطفال ليس جريمة يعاقب عليها القانون، "لأن الأطفال كانوا يستفزون الجنود ويجبرونهم على قتلهم، وأن ما يفعلونه- جنود الاحتلال- ما هو إلا دفاع عن النفس".

إلا أن مداخلة محامي الدفاع استفزت مشاعر العديد من الأطفال "ضحايا الحرب"، وخرجت الطفلة ألماظة السموني (13 عاماً) التي فقدت ذويها في الحرب غاضبة، وروت المذابح التي تعرضت لها أسرتها مصحوبة بوثائق جمعتها. وقالت والدموع تتساقط من مقلتيها :" سحقا لهذا القانون إن لم يبتسم الطفل الفلسطيني".

وفقدت الطفلة السموني التي تقطن منطقة الزيتون شرق غزة (29) شهيداً من أفراد عائلتها من بينهم، أمها وأخويها وأعمامها وعائلاتهم، عندما جمعتهم قوات الاحتلال في أحد المنازل في المنطقة وأطلقت عليهم قذائف دباباتها في مشهد إعدام جماعي يضاف لسجل المجازر الإسرائيلية.

وفي مشهد أبكى الحاضرين، خرجت الطفلة هبة نعيم شقيقة الشهيد المسعف "أنس فضل نعيم" ممسكة ببزة أخيها منقوشة عليها صورته، متسائلة :" لماذا قتل أخي، ألا يحمي القانون الدولي المسعفين".

وتوالت شهادات الأطفال خلال جلسة المحاكمة "منى وزينب السموني، وأمل عابدين، سماح بعلوشة، دلال أبو عيشة، أميرة القرم، شيماء نعيم"، متسائلين عن القانون الدولي واتفاقيات جنيف الأربعة وحقوق الأطفال، مطالبين بتحرك عملي وجاد لمحاكمة حقيقية لقاتل الأطفال الفلسطينيين.

وطالب الأطفال في ختام المسرحية المجتمع الدولي بتوفير بيئة آمنة لهم ولأطفال فلسطين، مقدمين شكرهم لكل من حضر عملهم المتواضع الذي يجسد الواقع ويبنه العالم لما يعانيه أطفال غزة.

وكانت المسرحية التي شهدت إقبالاً رسمياً وشعبياً كبيراً، ونالت إعجاب الحاضرين من سيناريو وإخراج مؤسس نادي الصحفي الصغير غسان رضوان.

وأكد رضوان في حديث لـ"فلسطين" على أن المسرحية تأتي في سياق التفريغ عن الأطفال الناجين من الحرب وصولا إلى تحقيق الأمن والاستقرار والعيش الكريم لأطفال فلسطين.

وأشار رضوان إلى أن المسرحية أستخدم فيها عوامل إبداعية مستحدثة مزجت العمل الدرامي بالوثائقي، لافتاً إلى أن أبطال المسرحية هم ضحايا حرب حقيقيين.

فيما أكد القاضي ضياء المدهون رئيس لجنة "توثيق" على أن القاضي لجنته ستواصل العمل بكل السب من أجل توثيق الجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق الفلسطينيين، وصولاً إلى تقديم مرتكبيها إلى المحاكم الدولية.